مكانته الأزهرية
الشيخ محمد احمد العروسي (1750 ـ 1829) هو الشيخ الثلاثون بين مشايخ الأزهر (1818 ـ 1829). وهو ابن الشيخ السابع والعشرين احمد موسى العروسي المتوفى 1793 ، كما أنه والد الشيخ السادس والثلاثين مصطفى العروسي المتوفى1876. وقد فصل بين مشيخة والده ومشيخته الشيخان عبد الله الشرقاوي المتوفى 1812 ومحمد الشنواني المتوفى 1817 ، وقد كان من الممكن له أن يخلف والده في المشيخة مباشرة فقد كان في الثالثة والأربعين من عمره يومها . وقد خصصنا للحديث عن والده فصلا متقدما في كتابنا هذا ،أما ابنه الشيخ مصطفى فقد خصصنا له فصلا في كتابنا “أضلاع الفقه و الأصول”
نشأته
ولد الشيخ محمد العروسي بالقاهرة ودرس بالأزهر، وتلقي العلم علي يد أبيه الشيخ أحمد العروسي، وعلي يد غيره من علماء الأزهر المعدودين في هذه الفترة، وكان ظاهر التفوق منذ صغره، وقد لزم والده في أستاذيته وجلس مكانه للتدريس بالأزهر ، ومن نافلة القول أنه كان عالما بأحوال الأزهر وبعلاقات علمائه بالمجمع، كما كان علي صلة برجال الدولة ، في عهد الوالي محمد علي باشا ، واحتفظ بمكانة متقدمة في ذلك العصر الذي شهد بعض تيارات وملامح الحراك الاجتماعي المرتبط بحشد الموارد الوطنية من اجل حروب محمد على باشا .
توجهاته التعليمية
شغل الشيخ محمد العروسي نفسه بالعلم والتعليم والتجويد في اداء وظيفة الاستاذية، وظل طيلة مشيخته محبوبا من الجميع، كان أستاذاً محاضراً من طراز فريد، وكان أثره في تلاميذه ممتداً، وكان يواصل التدريس لطلابه من الصباح حتي المساء، ولعل هذا ما صرفه عن التأليف، فلم تؤثر عنه إلا إجازة واحدة، لكنه ترك عددا من العلماء تأثروا به ونهجوا نهجه.
قدراته التوفيقية
عرف الشيخ محمد العروسي باللباقة والمرونة ، وقد جمع محبة الوالي والأمراء والشعب، وهو إجماع نادر التحقق، لكنه تمكن من إحرازه بيسر و استمرار بحكم بنوته لأستاذ كبير كان له أثر في تلاميذه و جيل ابنه، وبحكم نشأته العلمية في أوساط العلماء الأفذاذ، وبحكم شخصيته السمحة التي كانت ميالة إلي استيعاب الاختلاف والصفح عن الهفوات.
تصدى لفتنة طائفية مبكرة
يذكر له في التاريخ المصري الحديث أنه أطفأ فتنة طائفية كادت تشتعل بسبب فتوي تحرم أكل ذبائح أهل الكتاب، وهكذا كان شأنه في كل ما صادفه من اختلافات شعبية وسياسية في الفترة التي عاشها.
وفاته
توفي الشيخ محمد العروسي سنة 1829 فكان ثالث شيخ للأزهر(بعد الشيخين الشرقاوي و الشنواني) يتوفى من بين المشايخ السبعة الذين ادركهم عهد محمد على باشا وتوفوا في عهده .