مكانته في النهر الازهري
الشيخ محمد الشنواني ح 1740- 1817 هو شيخ الازهر التاسع والعشرون الذي خلف الشيخ عبد الله الشرقاوي ، وكان ثاني شيخ للأزهر في عهد محمد علي باشا الكبير 1769-1849 .
نشأته
وُلِدَ الشيخ محمد الشنواني بقرية شنوان الغرب محافظة المنوفيَّة، وفي هذه القرية حفظ القُرآن، ثم جاور في الازهر .
أساتذته وإجازته
تتلمذ الشيخ محمد الشنواني على كبار العلماء الأعلام الذين اتيحوا في زمانه من طبقة الشيخ أحمد الدمنهوري 1689- 1778 و الشيخ على الصعيدي 1700- 1775 والشيخ أحمد الدردير 1715- 1786 ، ولعله أشهر من جمع بين التلمذة لهؤلاء الثلاثة الأفذاذ المتتابعين ، الذين أجازوه ، و لهذا فإنه سرعان ما صار متبحِّرًا في علوم اللغة والرياضيَّات، بالإضافة إلى تفوقه أيضا في الفقه والأصول ، كما كان مولعًا بعلم الكلام ، وهو العلم الذي استأثر بجهده .
تواضعه
لم يشأ الشيخ محمد الشنواني أن ينافس غيره في التدريس في صحن الأزهر، وإنما قنع بإلقاء دروسه بجامع الفكهاني المعروف بالعقادين.
ثناء الجبرتي المؤرخ عليه وعلى زهده
“…. كان مهذَّب النفس متواضعًا مع الانكسار والبشاشة لكلِّ أحدٍ من الناس، ,…,,, كان عند فراغه من الدُّروس يُغيِّرُ ثيابه ويكنس المسجد وينظف القناديل ويعمرها بالزيت”.
وكان هذا حال الشيخ محمد الشنواني أيضا في مسكنه حتى إنه لما عين شيخا للأزهر كان لابد أن ينتقل الى بيت أوسع من داره ليؤدي مهام منصبه.
توليه المشيخة
بناء على ما حدث من اتفاق المشايخ على أن محمد الشنواني هو خير من يخلف الشيخ عبد الله الشرقاوي في المشيخة أمر محمد علي باشا بالبحث عنه، وأوكلَ إليه المشيخة بعد رفضِه .
معارضته لمحمد على باشا في الاستيلاء على الأراضي
رفض الشيخ محمد الشنواني الموافقة لمحمد على مبدأ استيلاء الوالى على الأراضي ، وطالَبَه بالإفراج عن الأوقاف المحبوسة للطلبة و التعليم في الازهر الشريف .
مؤلفاته
- حاشية علي «شرح جوهرة التوحيد»، وهي منظومةٌ في علم التوحيد للشيخ إبراهيم اللقاني كان ابنه الشيخ عبد السلام اللقاني قد شرحها في كتابه «إرشاد المريد»، فكتب عليها الشنواني حاشيته المشهورة.
- حاشية الشنواني علي مختصر البخاري لابن أبي جمرة، مخطوط.
- الجواهر السنية بمولد خير البرية، وهي مقتطفات جمعها من كتب مشايخه وغيرهم علي« مولد المدابغي»، وتوجد منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- حاشية الشنواني علي السمرقندية ، في علوم البلاغة.
- حاشيته الشنواني علي «العضدية»، في آداب البحث.
- ثبت الشنواني وهو إجازة أجاز بها تلميذه الشيخ مصطفي بن محمد المبلط»، قال فيها عن تلميذه هذا: «لازمني مدة مديدة، وسنين عديدة، حضورًا وسماعًا حتي غزا علمه، ثم التمس منِّي الإجازة وكتابة السند، فأجبته لذلك بشرط ألا يترك الإفادة»، ومنه نسخة خطيَّة بالمكتبة «التيمورية» بدار الكتب المصرية.
وفاته
توفي الشيخ محمد الشنواني في 23 نوفمبر 1817 وهو ما يوافق ما اثبتته الادبيات الازهرية من انه توفي يوم الأربعاء 14 محرم سنة 1233 هـ ، وصُلِّيَ عليه في الأزهر الشريف، وشيع في جنازة مهيبة الى قبره في مدافن المجاورين .