مكانته في تاريخ التعليم الوطني و الازهري
الشيخ علي بدر البلصفوري (ح 1817 – 1893) هو العميد المؤسس لمعهد أزهري إقليمي طليعي رائد هو معهد بلصفورة ، و قد تجلت في الوظيفة التي أداها هذا الشيخ الجليل صورة من عبقرية الأزهر في قدراته و امتداداته وتطوره وخصوبته التي حمته من أن يكون بيروقراطيا أو بروتوكوليا، و ذلك فيما تمثل في أبرز نموذج معبر عن هذا المعنى حين تم إنشاء معهد أزهري في قرية صغيرة قبل معاهد عواصم المديريات ، ومن ثم عرفت هذه القرية في تاريخ العلم بسبب جوهري جسدته نشأة ذلك المعهد الأزهري ، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فان أبرز نموذج معاصر هو نشأة فرع جامعة الأزهر في تفهنا الاشراف الذي هو فرع مهم يفوق في أهميته كثير من فروع الجامعة في عواصم الأقاليم .
وليس من شك في أن العالم الذي تصدى لهذه المسئولية ونجح في أداء مهامها يمثل قامة علمية قادرة على الانشاء و التطوير مع الالتزام بالمعايير ، والنجاح في تذليل الصعاب ، والتغلب على المحاذير ، و في الوقت ذاته فإنه نجح في تحقيق التميز من خلال تقاليد موازية ، و تجارب محسوبة ، و رؤية جسورة للمستقبل.
همام باشا أبو حمادي هو صاحب الفضل المادي
باختصار شديد فإن صاحب الفضل المدني في نشأة هذا المعهد هو همام باشا أبو حمادي (الذي أصبح عضوا في برلمان ذلك العصر) حيث تقدم بطلب إلى الأزهر لإنشاء معهد بلصفورة ، وكان الشيخ علي بدر هو المرشح لإنشاء هذا المعهد وافتتح المعهد 1273 هجرية الموافق 1857 ميلادية (أي في عهد الوالي محمد سعيد باشا الذي شهد بدايات الاهتمام بالتعليم بعيدا عن نزعات محمد على العسكرية المحاربة) فأصبح ذلك المعهد في ذلك الوقت المبكر بمثابة أزهر الصعيد ، وأصبح شيخه العلامة الجليل علي بدر صاحب الفضل في حيوية وشهرة هذا المعهد.
نشأته وتكوينه
ينتمي الشيخ علي بدر البلصفوري (واسمه بالكامل علي بدر سلطان بدر العربي البلصفوري المالكي) بالنسب إلى القبائل العربية التي نزلت مصر وتفرقت ما بين مركز المنشأة بسوهاج ، ومركز جرجا ، وبني شقير في أسيوط.
وقد بدأ الشيخ علي بدر البلصفوري التعلم في الكتاب ثم رحل إلى الأزهر وفيه درس على الشيخ شمس الدين الإنبابي 1824 ـ 1896 والبرهان السقا المتوفي 1870 وأحمد منة الله ،وأحمد كابوه العدوي ، واختير للتدريس بالأزهر.
المواد التي اضطلع البلصفوري بتدريسها في المعهد
- فقه الإمام مالك.
- الكشاف للزمخشري.
- البيضاوي.
- تفسير الجلالين.
- صحيح البخاري و صحيح مسلم والأربعين النووية.
- التوحيد واللغة والمنطق.
سمعة المعهد و تقاليده الريادية
بحكم نشأة المعهد في قرية محافظة وذات مستوي خلقي رفيع فقد كانت الأخلاق الكريمة من الشمائل التي يهتم بها شيخه و مدرسوه، و كانت في المعهد مجالس علم و مجالس قراءة بعد صلاة العشاء من كل أربعاء يقرأون فيها أسماء الله الحسنى لسيدي أحمد الدردير.
وكان المعهد يعقد امتحانا [ما يسمى في نظم التعليم بامتحان التجربة] للذين يتقدمون للشهادة الابتدائية حتى لا يتقدم لها إلا من هو مضمون النجاح والتقدير فينعكس هذا على سمعة المعهد بين الأزهريين.
العلماء الأزهريون الذين دعموا تجربة المعهد الرائدة
- الشيخ يوسف الدجوي.
- الشيخ خلف علي الحسيني.
- الشيخ عبد الحكيم عطا.
- الشيخ سليمان العبد.
- الشيخ محمد علي خلف الحسيني.
- الشيخ محمود محمد القوصي (قاضي محكمة سوهاج الشرعية)
الكتب التي تناولت تاريخ المعهد
- د. عبد العزيز الدردير.
- مذكرات الشيخ عبد الرحمن حسن (مخطوطة).
- د. عبد الله أحمد عثمان: الموسوعة التاريخية للبلدان السوهاجية.
وفاته
توفي الشيخ علي بدر البلصفوري 1893 .