الشيخ عبد العزيز متولي أستاذ قسم المبعوثين  

مكانته وقيمته

كان الشيخ عبد العزيز متولي 1907 ـ 1957 نموذجاً لأعمدة التعليم في الأزهر، فقد قضى حياته كلها في نقل المعرفة والقيم الدينية الاصيلة معا إلى طلابه في المواقع المتعددة التي عمل فيها بالأستاذية، وكان حلقة في سلسلة من علماء الاسلام الذين انتقل العلم من خلال تلاميذهم و من خلال ذرياتهم حتى إننا أدركنا في جيلنا سبطه (ابن ابنته) الدكتور محمد سيد أحمد المسير 1948 ـ 2008.

نشأته

ولد الشيخ عبد العزيز متولي  عام  (واسمه بالكامل عبد العزيز سيد متولي عبد الدايم الشافعي ) في قرية تفهنا في مركز زفتى بمديرية الغربية،  وشمله والده (المتوفى 1933) بعنايته ورعايته فحفظ القرآن الكريم وجوّده على يديه، وكان والده نموذجا لخيار الناس الذي حبب إليهم التدين وتعليم علوم الإسلام للبسطاء ، كما كان معروفا  في محيط إقليمهم بإتقانه للقراءات العشر، و كان يؤم المصلين في المسجد العمري في تلك القرية الكبيرة الحافلة بأهل العلم ، كما كان ملما بأحكام الفقه وبصحيحي البخاري ومسلم فكان يقدم للجماهير من الزاد الديني ما حفظ اتصال المجتمع المصري بقيمه و أصالته ،  وما نبّه العامة إلى قيمة العلم وتعلمه ، و ما حببهم في التفقه في الدين وأحكامه فضلا عن المواظبة على صلاة الجماعة,

تكوينه العلمي

تلقى الشيخ عبد العزيز متولي العلم في الجامع الأحمدي بطنطا ثم انتقل إلى الأزهر الشريف فدرس في القسم العالي حتى حصل على الشهادة العالمية (القديمة) من الأزهر الشريف في 1931 في الدفعة التي ضمت زميله عميد كلية الشريعة فيما بعد)  الشيخ طه الديناري 1907 ـ 1970، وهي الدفعة السابقة على دفعة 1932 التي هي دفعة المشايخ الوزراء أحمد حسن الباقوري وعبد العزيز عيسى وعبد الحليم محمود وعميدي الشريعة بدر المتولي عبد الباسط وجاد الرب رمضان .

تصحيح خطأ في رواية تاريخه العلمي

وإذا كان تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يصح فإننا نشير إلى الخطأ في التراجم التي روت أن الشيخ درس في كلية الشريعة ذلك أنه تخرج 1931 قبل أن تبدا كلية الشريعة في التدريس لطلابها حيث بدأت الكلية التدريس لطلبة السنة الثانية (الذين تخرجوا في صيف 1934) والأولى (الذين تخرجوا في صيف 1935) وقد اختير طلبة السنة الثانية من الطلاب الذين كانوا يدرسون في القسم العالي بالأزهر الشريف، وكثفت لهم الدراسة بحيث يدرسون مقررات السنوات الأربع في ثلاث سنوات لكن الشيخ عبد العزيز متولي كان سابقا في التخرج على أوائل خريجي كلية الشريعة هؤلاء الذين تخرجوا بعده بعد 3 سنوات .

مديراً لجمعية تحفيظ القرآن الكريم

من المعروف والمأثور والمشكور أن الشيخ محمود الديناري عضو جماعة كبار العلماء 1878 ـ 1936 كان مسئولا عن جمعية أهلية كبيرة لتحفيظ القرآن الكريم في طنطا ، وأنه عيّن الشيخ عبد العزيز متولي مديراً لهذه الجمعية وآثره على ابنه الشيخ طه عميد كلية الشريعة فيما بعد.

عمله في إدارة الوعظ

أتيح للشيخ عبد العزيز متولي بعد هذا أن يعمل في وظائف الوعظ في عهد الشيخ عبد ربه مفتاح 1885 ـ 1938 فعمل واعظا عاما لمديرية المنيا ثم لمديرية الشرقية.

انتقاله إلى معهد الزقازيق

انتقل الشيخ عبد العزيز متولي إلى معهد الزقازيق وتولى التدريس فيه في حقبة الأربعينيات.

القسم العالي للطلبة المبعوثين

رأى المسئولون عن التعليم الأزهري أن ينتفعوا بقدرات الشيخ عبد العزيز متولي في التدريس للمبعوثين في القسم العالي،  وكانوا يدرسون في صحن الأزهر بعيداً عن الكليات ومدرجاتها، وكان هو من ابرز أساتذة هذا القسم.

وفاته

توفي الشيخ عبد العزيز متولي في 20 أغسطس 1957 وهو لا يزال في الخمسين من عمره ، وشيع الأزهر جثمانه إلى قريته .