مكانته التاريخية
الشيخ أحمد موسي العروسي (1721 ـ 1793) هو الشيخ السابع والعشرون من مشايخ الأزهر، شافعي المذهب، وهو رأس عائلة من العلماء الذين وصل منهم اثنان (هما ابنه محمد وحفيده مصطفى ) إلي منصب مشيخة الجامع الأزهر أيضا ، ومن الطريف ان شهرة الاب والابن والحفيد كأسلاف لخلفائهم من مشايخ الأزهر لا تقل عن شهرتهم في ذواتهم ، فالشيخ أحمد هو السلف المباشر للشيخ الشرقاوي [ولى المشيخة في 1793] والشيخ محمد هو السلف المباشر للشيخ الدمهوجي [ولى المشيخة في 1830] و الشيخ مصطفى هو السلف المباشر للشيخ المهدي العباسي [ولى المشيخة في 1870] الذي جمع المشيخة مع الافتاء . و كان الفارق بين نهاية عهدهم بالمنصب متقاربا [37 سنة في مقابل 40 سنة ] و يفصل بين الجد والاب شيخان ، و بين الابن والحفيد خمسة مشايخ.
مشيخته
تولي الشيخ العروسي المشيخة (1778) وقيل عام (1779) خلفا للشيخ الدمنهوري 1689- 1778، واستمر في المشيخة حتي وفاته.
مقارنة مشيخة العروسيين الثلاثة الجد و الابن والحفيد
الترتيب | من | إلى | المدة | |
السابع و العشرون | أحمد (الجد) | 1778 | 1793 | 15 |
الثلاثون | محمد (الابن) | 1818 | 1829 | 11 |
السادس و الثلاثون | مصطفى (الحفيد) | 1864 | 1870 | 6 |
أعمار المشايخ الثلاثة وسنهم عند الولاية
المولد والوفاة | السن عند التولي | العمر | |
أحمد (الجد) | 1721-1793 | 57 | 72 |
محمد (الابن) | 1750-1829 | 68 | 79 |
مصطفى (الحفيد) | 1798- 1876 | 65 | 78 |
نشأته وتكوينه
ولد الشيخ أحمد بن موسي بن داود العروسي ، بقرية منية عروس، مركز أشمون، محافظة المنوفية، وإليها ينسب ، و تلقي تعليمه علي عدد من الشيوخ الأجلاء في الجامع الأزهر، فدرس التفسير علي الشيخ عبد الله الشبراوي 1680- 1758 ، وأخذ عن الشيخ حسن الجبرتي 1689-1774 الجبر والمقابلة ، كما أخذ التصوف عن السيد مصطفي البكري، و تفوق في علوم اللغة والفقه والحديث.
كان يلقب بشهاب الدين
تبوأ الشيخ أحمد العروسي منزلة سامية بعلمه وصلاحه وتسامحه وانتصاره للحق، وكان له خلق العلماء وجرأتهم وشجاعتهم، وتحليهم بالتقوي والورع، وكان في صفاته قريبا من اللقب الذي عرف به : شهاب الدين.
تلمذته اللصيقة بالشيخ الصعيدي
عرف عن الشيخ أحمد العروسي تلقيه علي الشيخ الصعيدي الذي أعجب به واختاره ليكون معيدا لدروسه يلخصها ويلقيها علي الطلبة بإذنه، وظل يواصل مساعدته في القاء الدروس ورعاية الطلاب عن قرب علي نحو ما يفعل المعيدون في النظام الجامعي، وقد أفادته ملازمته إفادة قصوي فاستوعب علمه الغزير، وأخذ عنه طريقته ، وبفضل هذا النهج العلمي المتقدم صار العروسي عن حق من كبار علماء الشافعية لكنه ظل فخوراً بالتلمذة للشيخ الصعيدي .
احتجاجه على الوالي و عزل الوالي
كانت للشيخ أحمد العروسي مكانة اجتماعية كبيرة، كما كان مرهوب الجانب، ويذكر له أنه احتج علي موقف أحمد أغا الوالي عندما أساء إلي أهل الحسينية، وانتهي الأمر بعزل الوالي ، وحضر الوالي الجديد إلي الأزهر واسترضي المشايخ.
ذريته
كان للشيخ أحمد العروسي أربعة من البنين، منهم ابنه الشيخ محمد الذي اختير شيخا للأزهر بعد وفاة والده بخمسة وعشرين عاما .
أشهر مؤلفاته
- « شرح علي نظام التنوير في إسقاط التدبير»،
- «حاشية علي المصري علي السمرقندي في البلاغة”.
وفاته
توفي الشيخ أحمد موسي العروسي سنة 1793 .