كان الدكتور عبد الصبور مرزوق صديقا كريما مرموقا مهابا، استمتعت بمعرفته واللقاء الدائم والمتجدد به طوال الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياته، فلم أعرف فيه إلا كل فضيلة ومكرمة ومنقبة وموهبة. كان حاضر الذهن والقلب والابتسامة واللمحة والذاكرة، وهو أمر نادر في عصرنا. كان أبا وأخا كما كان معلما ومراجعا، وكان قبل كل شيء مخلصا في حبه وفي عمله وفي نصحه على حد سواء.
الدكتور عبد الصبور مرزوق (1925-2008) واحد من أبرز الدعاة الإسلاميين في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، تولى في العقد الأخير من حياته مسؤولية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وأداها باقتدار، كما تولى الإشراف على نشاطات ذلك المجلس في منتدى الفكر الإسلامي ومؤتمراته السنوية، كما أشرف على مجلته، ومطبوعاته، وقد مكنته خبراته السابقة من الإنجاز والتفوق، وكان شخصية محبوبة، دمث الخلق، قادرا على التوفيق والإنجاز.
نشأته
ولد الدكتور عبد الصبور عبد المؤمن مرزوق في قرية “بَي العرب” مركز الباجور بمحافظة المنوفية سنة 1925، وتلقى تعليما دينيا تقليديا بدأه بالكتاب، ثم التحق بالأزهر ونال الشهادة الثانوية الأزهرية في سن مبكرة (1944)، والتحق بكلية دار العلوم وحصل على الليسانس بدرجة امتياز (1948)، وواصل دراسته العليا في قسم الأدب حتى حصل على درجة الماجستير في الأدب الحديث بدرجة امتياز، وكان موضوع رسالته “الخطابة السياسية في مصر منذ الاحتلال البريطاني إلى إعلان الحماية” (1955)، ثم حصل (1966) على درجة الدكتوراه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وكان موضوع رسالته “أدب ثورة 1919 في مصر”.
فقدانه وظيفة الجامعة
رشح الدكتور عبد الصبور مرزوق معيدا في كلية دار العلوم بسبب تفوقه، لكن ماضيه السياسي القصير في ذلك الوقت حال دون تعيينه، فالتحق بمعهد التربية العالي، لكنه لم يرق له نظام الدراسة في المعهد، فعمل بالتدريس في مدرسة المنيرة الابتدائية، ثم في معاهد المعلمين بالقاهرة وشبين الكوم.
عمله مع صحافة 1952
وفي بداية عهد 1952، انتُدب عبد الصبور مرزوق للعمل في مجلة “بناء الوطن”، وهي إحدى المجلات الدعائية لثورة 1952. ثم عمل محررا بدار الهلال قرابة عامين، كما عمل مديرا للمركز الثقافي الإسلامي بالصومال من 1956 إلى 1959.
أستاذية الأدب بجامعة الملك عبد العزيز
وبعد أن توّج الدكتور عبد الصبور مرزوق كفاحه العلمي بالدكتوراه، عمل أستاذا للأدب الحديث وأدب الدعوة في فرع جامعة الملك عبد العزيز (جامعة أم القرى حاليا) بين عامي 1970 و1976.
مسؤوليته القيادية في رابطة العالم الإسلامي
اختير الدكتور عبد الصبور مرزوق مديرا عاما، فمساعدا للأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1981، وأتاحت له فترة عمله بالرابطة زيارة معظم البلدان الإسلامية، والتعرف على مشكلاتها وأحوالها، وكونت لديه رؤية عن قرب لأحوال العالم الإسلامي، وكان شديد الاعتزاز بأنه في أثناء عمله بالرابطة وخلال عقدها مؤتمرها السنوي العام كان له موقف وطني حال دون النيل من كرامة مصر وعزّتها من قبل المؤتمرين، عقب زيارة الرئيس السادات للقدس.
مسؤولياته القيادية في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
رأس الدكتور عبد الصبور مرزوق لجنة السنّة النبوية في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ثم تولى منصب الأمين العام للمجلس، وظل يتولى هذا المنصب حتى وفاته، باستثناء فترة قصيرة من الزمن خلفه فيها الدكتور محمد إبراهيم الفيومي، ثم عاد هو فتولى المنصب حتى وفاته.
كما تولى المسؤولية عن مجلة “منبر الإسلام”، والإشراف على كل إصدارات المجلس، وشارك في الكثير من المؤتمرات داخل مصر وخارجها.
أستاذيته
- عمل الدكتور عبد الصبور مرزوق كذلك أستاذا محاضرا في معهد الدراسات الإسلامية، ومعهد البحوث الجنائية.
تكريمه
- نال الدكتور عبد الصبور مرزوق كثيرا من التكريم والتقدير، وحصل على درع نقابة الأطباء.
آثاره
- معجم الأعلام والموضوعات في القرآن الكريم (3 مجلدات).
- الموسوعة القرآنية (6 مجلدات، بالاشتراك مع الأستاذ إبراهيم الإبياري).
- فوضى التعليم في مصر.
- فلاحون في النضال الوطني.
- الأرض والمصنع بين الإقطاع والاشتراكية.
- ثائر من الصومال (سيرة الملا محمد بن عبد الله حسن، وقد ترجم هذا الكتاب للإيطالية).
- أضواء على الصومال.
- صور ضاحكة من نوادر البخلاء (دراسة لكتاب البخلاء).
- منهجية التغيير الاجتماعي في الإسلام.
- القرآن والرسول ومقولات ظالمة.
- نساء ورجال تحدث عنهم القرآن.
- سيد الرسل وأباطيل خصومه.