الرئيسية / المكتبة الصحفية / محمد مصطفى شلبي.. أستاذ الفقه الذي اشتهر بتعليل الأحكام

محمد مصطفى شلبي.. أستاذ الفقه الذي اشتهر بتعليل الأحكام

الدكتور محمد مصطفى شلبي (1910-1997) واحد من أساتذة الشريعة الذين تخرجوا في كلية الشريعة في جامعة الأزهر وتولوا تدريسها بكلية الحقوق في الجامعات المصرية؛ فحققوا بهذا حضورا مجتمعيا دؤوبا بفضل غزارة العلم والقدرة على التصدي للموضوعات الحية في الفقه والسياسة، ولمع نجمه بين أساتذة القانون والشريعة، مع أنه تولى التدريس في جامعة الإسكندرية بعيدا عن العاصمة الطاغية، لكنه وصل إلى رئاسة القسم فيها، كما تولى رئاسة القسم بجامعة بيروت العربية، وعلى الرغم مما تميزت به كلية الحقوق في جامعة الإسكندرية وأخواتها من الجامعات الأخرى فإن وجود المدرسة الكبرى لقسم الشريعة في جامعة القاهرة تولت النيابة أو الصدارة عن كليات الحقوق الأخرى في سياق تطوير المناهج والدبلومات وتاريخ التعليم.

نشأته وتكوينه العلمي

ولد في 20 أغسطس/آب 1910 (وهو يوم وفاته أيضا، مثله في ذلك مثل الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني) في قرية ميت عفيف مركز الباجور محافظة المنوفية.

تلقى الدكتور محمد مصطفى شلبي تعليما دينيا تقليديا، بدأ بالكتاب وحفظ القرآن الكريم، ثم درس في الأزهر وأدركه نظام الكليات الأزهرية وتخرج بكلية الشريعة، وانتظم في الدراسة المخصصة لدرجة العالمية بدرجة أستاذ التي كانت تستغرق 6 سنوات، ونال هذه الدرجة في مارس/آذار 1945 وكان عنوان رسالته “تعليل الأحكام: عرض وتحليل لطريقة التعليل وتطوراتها في عهود الاجتهاد والتقليد”، وقد نالت درجة الامتياز وطبعت بعد ذلك أيضا في مطبعة الأزهر 1947.

مكانته بين أنداده

كان الدكتور محمد مصطفى شلبي في دراسته وتأهله تاليا للأستاذ أحمد أبو سنة الذي نال العالمية من درجة أستاذ 1942، ومن جيل الأساتذة العمداء المشايخ محمد أبو النور زهير (1906-1988) الذي نال العالمية من درجة أستاذ 1943، وسابقا الدكتور محمد حسن فايد (1911-1981) رئيس الجامعة ووكيل الأزهر الذي نال العالمية من درجة أستاذ عام 1946.

ترتيبه في وظائف هيئة التدريس بكلية الشريعة

عندما تم تنسيق الوظائف والدرجات في الجامعة الأزهرية في مارس/آذار 1951 في عهد الشيخ عبد المجيد سليم؛ نال محمد مصطفى شلبي درجة مدرس “حرف أ”، وكان ترتيبه الـ30 من بين 32 شغلوا هذه الدرجة، بينما كان الشيخ عبد الغني عبد الخالق في الترتيب الـ17، وكان الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف في الترتيب الـ24، وكان الشيخ عبد العال عطوة في الترتيب الـ28.

وظائفه

عمل الدكتور محمد مصطفى شلبي بالتدريس في كلية الشريعة بجامعة الأزهر، ثم انتدب جزئيا لكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، ثم انتقل أستاذا بقسم الشريعة بكلية الحقوق في جامعة الإسكندرية، وكان قد سبقه إلى أستاذية الشريعة في تلك الكلية الشيخ عمر عبد الله الذي خفت ذكره أو أخفت في الأدبيات المصرية بسبب ما هو معروف عن عنصرية بعضنا -نحن المصريين- تجاه الأساتذة غير المصريين (وهي العنصرية التي لا يعترفون بأنهم يمارسونها)، وقد زادت حدتها في ظل نظام “23 يوليو”، والنص على اشتراط الجنسية المصرية في كل وظيفة وكل إنجاز، إلا إذا كان هناك هدف سياسي له أهمية دعائية كبرى من قبيل تعيين عبد الحميد السراج نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة رئيسا لمجلس إدارة شركة إعادة التأمين أو اختيار الأستاذ ناصر الدين النشاشيبي رئيسا لتحرير الجمهورية، وهي حالات استثنائية صدر القرار بها من رئيس الجمهورية.

آثاره

  • المدخل في الفقه الإسلامي، تعريفه تاريخه، مذاهبه.
  • الاستحسان.
  • أحكام المواريث بين الفقه والقانون.
  • الفقه الإسلامي بين المثالية والواقعية.
  • أصول الفقه الإسلامي.
  • أحكام الوصايا والأوقاف.
  • تطبيق الشريعة الإسلامية بين المؤيدين والمعارضين.

وفاته

توفي الدكتور محمد مصطفي شلبي في 21 أغسطس/آب 1997.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com