الشيخ عبد الله مصطفى المراغي (1903ـ1965) هو واحد من أفضل مؤرخي العلوم الإسلامية وعلوم الأزهر، وكتابه في تاريخ الأصوليين عمل مركز وفذ وغير مسبوق.
الموازنة بينه وبين أخيه أبو الوفا المراغي
كان سابقاً في تأريخه للعلم على شقيقه أبو الوفا المراغي، بتأريخه للأصوليين، بينما كان شقيقه أبو الوفا المراغي سابقا عليه في تاريخ المؤسسة، بمكتبتها وخريجيها، وشيخها، ولكليهما فضل عظيم فيما أنجزاه. وهذا هو أدق وصف لهما ولإنجازهما.
تطلعه لإثبات ذاته المستقلة
بدأ الشيخ عبد الله مصطفى المراغي حياته العلمية في طموح شديد يعبر عن نفسه بصوت واضح عن أنه لن يعيش في جلباب شقيقه الإمام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي (1881-1945)، وهو التوجه الذي آثره أيضا شقيقه العلامة أحمد مصطفى المراغي (1883-1952) من قبل، وقد أفلح في هذا إلى حد كبير، وقد احتذى أيضا بأخيه الشيخ أحمد في النزوع إلى الدراسة خارج الأزهر وإثبات ذاته فيها، لكنه وجد نفسه مضطرا لأسباب تنظيمية فرضتها الدولة (ولم يصممها هو) لأن يعود إلى الأزهر وأن يحصل على كل شهاداته وعلى أعلى شهاداته كذلك.
مولده ونشأته
ولد الشيخ عبد الله المراغي في المراغة وتلقى تعليما دينيا تقليديا فحفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الأولية، ثم ارتحل للدراسة في الأزهر الشريف في وقت كان أخوه الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي قد أتم تعليمه، إذ كان قد تخرج بالعالمية عام 1904، أي بعد ولادة الشيخ عبد الله بعام واحد، والتحق هو بمدرسة القضاء الشرعي فانجذب إلى دروس الشيخ عيسى منون (1893ـ1957) عميد كلية الشريعة فيما بعد، والذي كان يتولى تدريس علم أصول الفقه في هذه المدرسة، ومنذ ذلك الحين بدأ حبه لعلم الأصول.
محنة إلغاء مدرسة القضاء الشرعي
كان الشيخ عبد الله المراغي من الذين واجهتهم محنة إلغاء مدرسة القضاء الشرعي، وخيروا بين البقاء فيها حتى إتمام شهادتها أو التحول إلى دار العلوم أو الأزهر، فآثر التحول إلى الأزهر وأتم الدراسة الثانوية فيه، وتقدم لامتحان الشهادة العالمية (من الخارج) فاجتازه بنجاح عام 1926، وحصل على العالمية [القديمة] عام 1930، وكأن التحول في الدراسة من كلية إلى أخرى لم يعطله.
تخرجه في قسم التخصص في البلاغة والأدب
وقد واصل الشيخ عبد الله المراغي دراساته العليا في المسار المتاح في ذلك الوقت والمعروف باسم قسم التخصص، فحصل على الشهادة العليا في القضاء الشرعي.
جمع بين وظيفتين في الأزهر والأوقاف
اختار الشيخ عبد الله المراغي أن يعمل في وزارة الأوقاف وفي لجنة الفتوى واحتفظ بالعملين معاً، وترقى حتى أصبح مديراً للمساجد في وزارة الأوقاف، وشغل هذا المنصب الشهير مدة طويلة (كان من أسلافه فيه علماء أجلاء مثل عبد الوهاب خلاف، وعلى الخفيف، وعبد الرحمن قراعة، وعبد الرحمن حسن)، كما ترقى في الأزهر فأصبح مفتش العلوم الدينية في المعاهد الأزهرية.
أمّ صلاة الجنازة على الشيخ مصطفى عبد الرازق
كانت وظيفة الشيخ عبد الله المراغي مديرا للمساجد تتيح له وضعاً بروتوكوليا متقدما، فكان هو الذي أمّ صلاة الجنازة على شيخ الأزهر الشيخ مصطفى عبد الرازق.
كتابه الأشهر الفتح المبين في طبقات الأصوليين
يدل هذا الكتاب على استيعاب عميق لعلم أصول الفقه وإسهامات العلماء والمفكرين المسلمين، مرتبين حسب التاريخ من دون إخضاعهم بافتعال للمدارس أو التوجهات أو المذاهب، وهو عمل علمي عظيم من الأعمال الرائدة التي ينقل عنها الجميع، مع اطمئنان النقلة إلى أن لهم مطلق الحرية في أن يفعلوا ما فعله سابقوهم من النقل المتكرر من المعين العلمي الآمن والسفر التاريخي الذين لا ينصب.
مؤلفاته الأخرى في الفقه
- التشريع الإسلامي لغير المسلمين.
- حقوق أهل الذمة.
- الزواج والطلاق في جميع الأديان.
- حقوق المرأة في الشريعة الإسلامية.
في الثقافة الإسلامية
- أفضل منهاج في إثبات الإسراء والمعراج.
- الشهاب في توضيح الكتاب (بالاشتراك مع الشيخ عبد القادر يوسف)
- العظات البينات.
- الخطب الحديثة (ديوان خطب منبرية).
وفاته
توفي الشيخ عبد الله المراغي عام 1965.