الرئيسية / المكتبة الصحفية / علم من أعلام المالكية.. الشيخ أحمد محمد الصاوي

علم من أعلام المالكية.. الشيخ أحمد محمد الصاوي

الشيخ أحمد محمد الصاوي (1761-1825) واحد من أبرز علماء الأزهر في النصف الأول من القرن الـ13 الهجري (الـ19 الميلادي). كان من كبار فقهاء المالكية في ذلك القرن، وهو سابق على أعلام المالكية المشهورين الذين أدركوه في آخر سنواته من أمثال الشيخ حسن العدوي 1806-1885 ومحمد عليش 1802-1882.

نشأته

ولد الشيخ أحمد محمد الصاوي في سنة 1761 في قرية «صاء الحجر» على شاطئ النيل في محافظة الغربية، وإليها ينسب.

كان والد الشيخ الصاوي من المعروفين بالصلاح حتى إنه يوصف بأنه كان من الأولياء، وهب ابنه للعلم، فحفظ القرآن في قريته، ثم انتقل للدراسة في الجامع الأزهر بالقاهرة حين بلغ الـ12 من عمره، وذلك على عادة النظم المستقرة في ذلك الوقت، ودرس فيه، وتفقّه على مذهب الإمام مالك (على غير العادة في أهل الوجه البحري)، وأظهر تفوقا في دراسته، وأهّل نفسه ليكون من علمائه في العصر الذي كان التأهيل فيه لا يعتمد إلا على التفوق والقدرة، وسرعان ما حاز الشيخ الصاوي ثقة أساتذته واعترافهم به وأجيز بالتدريس في الأزهر. وفضلا عن أستاذيته فقد كان صوفيا على الطريقة الخلوتية كالشيخ عبد الله الشرقاوي (1837-1812).

شروح المؤلفات الفقهية للشيخ الدردير

وهب الشيخ أحمد محمد الصاوي نفسه تقريبًا لشرح مؤلفات الشيخ الدردير والتعليق عليها، وقد شرح كتاب الشيخ الدردير الذي يعدّ الكتاب العمدة في الفقه المالكي.

حاشية الصاوي على الجلالين

كذلك ألّف الشيخ الصاوي في التفسير، وقد آثر أن يضع حاشية على تفسير الجلالين الذي كان يتولى تدريسه، وحاشيته على تفسير الجلالين من أشهر الحواشي المتداولة في الأزهر والحياة العامة وذلك بسبب ما تمتاز به من سهولة الألفاظ وقرب التناول والبعد عن الإحالات، ولا تزال هذه الحاشية شأنها شأن تفسير النسفي من المصادر التي يفضلها التربويون للاستخدام في مراحل التعليم العام.

التصوف والتوحيد

كذلك عُني بالتأليف في التصوف والتوحيد على طريقة السلف.

علم البيان و شرحه لهمزية البوصيري

وعلى صعيد رابع، عُني الصاوي بالتأليف في علم البيان، وقد اشتهرت حاشيته بسبب عناية الشيخ البولاقي بتدريسها ووضعه تقريره الشهير عليها، كما أنه شرح همزية البوصيري شرحًا بلاغيًّا.

آثاره

  • “بلغة السالك لأقرب المسالك” في الفقه المالكي، وهي حاشية على الشرح الصغير لأقرب المسالك لأحمد الدردير، طبعات متعددة: بولاق، 1872، 1882، الجزء الثاني المطبعة الميمنية 1892 و1905.
  • “حاشية على تفسير الجلالين”، وهي المعروفة في الأوساط التعليمية والأزهرية بحاشية الصاوي على الجلالين، أولها “الحمد لله الذي أنزل الفرقان مصدقًا لمن بين يديه هدى وبشرى للمتقين، 4 أجزاء، ولها طبعات متعددة: بولاق، 1877، جزء 4 المطبعة الشرقية، 1909.
  • “حاشية على شرح الخريدة البهية للشيخ أحمد الدردير”، طبعت بالحجر، مصر، 1867، وطبعت بالحروف 1873 و1885، مطبعة عبد الرزاق، 1889.
  • “الأسرار الربانية والفيوضات الرحمانية على الصلوات الدرديرية”، مطبعة الميمنية، 1887.
  • “حاشية لشرح تحفة الإخوان في علم البيان”، وقد وضع الشيخ البولاقي عليها تقريره: “تبيان البيان على حاشية العلامة الصاوي لشرح تحفة الإخوان”.
  • “شرح منظومة الدردير لأسماء الله الحسنى”، مصر.
  • “الفرائد السنية” شرح همزية البوصيري، دار الكتب.

وفاته

توفي الشيخ الصاوي في المدينة المنورة سنة 1825.

كتاب عن مناقب الشيخ الصاوي

ذكر أستاذنا سركيس أنه اطلع على كتاب مخطوط محفوظ في الخزانة التيمورية بعنوان “مناقب الصاوي” جمعه الشيخ محمد بن حسين السكتي الحنفي، وحققه الشيخ محمد عبد الحليم عبد الحميد.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com