الشيخ عبد الهادي الإبياري (1821ـ 1888) واحد من كبار علماء الشافعية في عصره، ومن كبار المؤلفين الأزهريين المجيدين وهو من أبرز علماء الجيل التالي لجيل رفاعة الطهطاوي، والسابق على جيل الشيخ محمد عبده، ومن هذا الجيل شيخا الأزهر الـ36 محمد المهدي العباسي (1827-1897)، والـ37 شمس الدين الأنبابي (1824-1896)، والمشايخ محمد البنا (1828-1896) ومحمد أبو النجا (1824ـ1894)، ومحمد مصطفى الطنطاوي (1825ـ1889)، وهم سابقون على العلماء المشاهير سليم البشري (1832ـ1917)، وعبد الرحمن الشربيني (1832-1908) وحسن الطويل (1834ـ1899)، وأحمد الحلواني (1833ـ1891).
نشأته وتكوينه
ولد الشيخ عبد الهادي نجا بن رضوان نجا بن محمد الإبياري سنة (1821) في قرية إبيار التابعة لمديرية الغربية، وإليها ينسب، وهو أول الأعلام المنسوبين إلى هذه القرية.
وتلقى تعليما دينيا من بداية حياته، وقد بدأ التلقي على والده، ثم التحق بالأزهر، ودرس على علماء عصره، وكان من أساتذته شيخ الأزهر الـ35 الشيخ إبراهيم الباجوري (1874-1864)، والشيخ الدمنهوري، فلما أجيز للتدريس طبقا لنظام ذلك العهد بدأ بالتدريس في الأزهر.
صعوده وابتعاده وعودته
اختاره الخديوي إسماعيل مدرسا لأولاده، وكان هذا دليلا على ما حققه من سمعة علمية مبكرة، لكنه اختلف مع إسماعيل صديق باشا (الشهير بالمفتش) وزير المالية الأشهر والساعد الأيمن للخديوي إسماعيل، وسافر إلى بلده مبتعدا، فلما حدثت نكبة إسماعيل المفتش أعاده الخديوي إسماعيل إلى مكانته السابقة.
إمامة المعية
عندما تولى الخديوي توفيق الحكم أسند إليه إمامة معيته وإفتاءها، وهكذا أصبح بمثابة عالم الدين الأبرز في قصر الخديوي.
كان الشيخ عبد الهادي الإبياري من المشتغلين بالعلم والأدب، وكان من الذين عنوا بدراسة علم الفلك والتأليف فيه، وقد أخذه عنه عدد من تلاميذه، كما كان ذا علاقات واسعة، حيث راسل أدباء وشعراء عصره، وتخرج عليه عدد من العلماء البارزين.
ترشيحه لمشيخة الأزهر
أشرنا في كتابنا “أصحاب المشيختين” إلى أن بعض علماء الأزهر كانوا قد سعوا في ترشيح الشيخ عبد الهادي الإبياري ليخلف الشيخ الأنبابي بعد نهاية عهد الثورة العرابية، وكتبوا يزكونه في عريضة جمعوا عليها توقيعات العلماء، ففاجأهم أمر الخديوي لرئيس الوزراء بإعادة الشيخ العباسي المهدي إلى المشيخة.
وفاته
توفي الشيخ عبد الهادي الإبياري (1888) قبل وفاة الشيخ حسين المرصفي 1899 بعام؛ ففقدت علوم البلاغة والأدب علمين في عامين متتاليين.
أشهر آثاره
- باب الفتوح في معرفة أحوال الروح.
- زكاة الصيام بإرشاد العوام.
- العرائس الواضحة الغرر، شرح منظومة البرزنجي.
- القصر المبني على حواشي المغني، وهو حاشية علي حاشية الشيخ الأمير علي المغني، وهو في جزأين.
في علوم الحديث
- نيل الأماني في توضيح مقدمة القسطلاني في مصطلح الحديث.
- شرح كشف النقاب على المنظومة الموسومة برضاب المرتشف في نظم ما ورد في الصحيحين والموطأ من المؤتلف والمختلف.
في علوم الفلك
- سعود المطالع لسعود المطالع، في جزأين.
- الكواكب الدرية في نظم الضوابط العلمية.
- المواكب العلمية في توضيح الكواكب الدرية.
- النجم الثاقب في المحاكمة بين البرجيس والجوائب.
في الأدب والبلاغة
- طرفة الربيع في نظم أنواع البديع.
- نفحة الأكمام في مثلثات الكلام.
- الوسائل الأدبية في الرسائل الأحدبية.
- زهرة الطلع النضيد على إرشاد المريد. مخطوط موجود بخطّه.
- نشوة الأفراح في شرح (قصيدة) راحة الأرواح. أما القصيدة فلمحمد الهواري الشافعي، نظمها في سنة 1280 وقد مرض بالوباء، متوسلا بطلب الشفاعة.
- رسالة في الرد على من انتقد كتاب “الضوء الشارق” للسيد مصطفى البكري.
في اللغة والنحو
- معترك الأقران في نظم مشترك القرآن.
- الفواكه الجنية (الجنوية) في المطلقات النحوية، جزء واحد.
- ترويح النفوس على حواشي القاموس.