الرئيسية / المكتبة الصحفية / قاضي الجنة.. الشيخ محمد ناجي

قاضي الجنة.. الشيخ محمد ناجي

الشيخ محمد ناجي (1849 ـ 1927) واحد من أبرز علماء الأزهر المعاصرين للشيخ محمد عبده (1849- 1905) وهو مولود معه في العام نفسه، وإن كان قد عاش بعده أكثر من عقدين من الزمان، وهو من جيل مشايخ الحنفية الذين لمعوا في الحياة العامة فتولى 4 منهم منصب المفتي: الشيخ محمد عبده، والشيخ بكري الصدفي (1848-1919)، والشيخ محمد بخيت المطيعي (1854 – 1935). والشيخ محمد البرديسي (1853- 1921)، كما كان منهم الشيخ عبد الكريم سلمان (1848- 1918) والشيخ أحمد أبو خطوة (1852- 1906).

أداؤه المثالي

كان الشيخ محمد ناجي واحدا من أبرز العلماء الأحناف الذين اشتغلوا بالإفتاء والقضاء، ولم يعملوا بالتدريس، وقد وصل إلى أعلى مناصب القضاء الشرعي رئيسا للمحكمة الشرعية العليا، بعد أن تدرج في كل وظائف هذا السلك، وأثبت نجاحا ونزاهة وتفوقا في كل مراحله وقد وصل العلماء وأهل الفضل في تقديرهم لفضله والتزامه إلى استعارة تعبير “مفتي الجنة” لوصفه.

أصوله الكردية ونشأته في المنيا

تشير الأدبيات المتاحة إلى أن الشيخ محمد ناجي كردي الأصل، وأن نسبه يتصل بالأمير نجم الدين البندقداري وأن اسمه بالكامل هو محمد بن محمود بن حسن ناجي ابن علي بن محمد بن أحمد ناجي النجيمي اللمطي البندقداري، ومع هذا فإنه يعرف اختصارا [ومطولا على حد سواء] باسم محمد ناجي حتى يقال إنه محمد ناجي بن محمود… إلخ.

جده وجدته ووالدته

كما أشرنا من قبل فقد كان جده الشيخ حسن ناجي مفتيا للمنيا، أما جدته لوالده فتنتسب إلى العلامة القشيري، وأما والدته فتنتسب إلى العلامة إسماعيل قشطة.

تكوينه العلمي وأساتذته

ولد الشيخ محمد ناجي في مدينة المنيا سنة 1849، وتلقى تعليما دينيا بدأه بحفظ القرآن الكريم وتجويده، وعندما بلغ الـ16 التحق بالأزهر الشريف، وأخذ العلم عن مشاهير علماء عصره: محمد المهدي العباسي (1827- 1897) وشمس الدين الإنبابي (1824 – 1896)، وعبد الرحمن البحراوي (1819- 1904) وعبد القادر الرافعي (1832- 1905) وأحمد الرفاعي الفيومي (1824- 1907)، ومحمد أبو الفضل الجيزاوي (1847- 1927) [ولعل هذا من القرائن على أن الشيخ الجيزاوي قد ولد في تاريخ سابق على تاريخ ميلاده المتعارف عليه، فالفارق في السن بينهما ضئيل].

إجازته وأولى وظائفه

عندما أتم الشيخ محمد ناجي الدراسة، ونال الإجازة عُيّن مباشرة مفتيا لمديرية المنيا (1877)، فقد كان من التقاليد المتبعة في ذلك العهد تعيين مفتٍ رسمي لكل مديرية من المديريات المصرية تمول وظيفته من موازنة الحكومة المصرية، وقد ظل هذا النظام معمولا به حتى 1910، وهكذا اشتهر الشيخ محمد ناجي منذ بداية حياته الوظيفية بأنه شغل وظيفة كان جده هو نفسه قد شغلها من قبله في المديرية ذاتها.

عمله بالقضاء بعد الإفتاء

عين الشيخ محمد ناجي قاضيا لمديرية المنيا عام 1881 ثم نقل قاضيا لمديرية الشرقية ثم إلى محكمة مصر [أي القاهرة] في 1903، ومنها اختير عضوا بالمحكمة الشرعية العليا.

رئاسته للمحكمة الشرعية العليا

في سنة 1910، عين الشيخ محمد ناجي عضوا أول بالمحكمة الشرعية العليا، ثم عين رئيسا للمحكمة العليا الشرعية (ديسمبر/كانون الأول 1914) في وقت مواكب لتعيين الشيخ محمد بخيت المطيعي مفتيا للديار المصرية.

مشاركته في ثورة 1919

كان الشيخ محمد ناجي هو رئيس المحكمة العليا الشرعية في الوقت الذي اندلعت فيه أحداث ثورة 1919، وقد شارك الشيخ في تأييدها على النحو الذي كان منصبه يسمح به. وكان الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي شيخا للأزهر بينما تعاقب على منصب المفتي 3 كانوا كلهم تالين له في المولد: الشيخ المطيعي (1854 – 1935) ثم الشيخ البرديسي (1853- 1921) ثم الشيخ عبد الرحمن قراعة (1863 – 1939).

سمعته الطيبة ووفاته

وصفته أدبيات عصره بأنه كان محبا للاستقلال، والنزاهة، والعفة، ولا يخشى في الحق لومة لائم، وكان واسع الاطلاع في الفقه، والأحكام.

توفي الشيخ محمد ناجي “قاضي الجنة” سنة 1927.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com