الرئيسية / المكتبة الصحفية / أحمد رافع الطهطاوي.. موسوعة الأزهريين ومسند العصر

أحمد رافع الطهطاوي.. موسوعة الأزهريين ومسند العصر

الشيخ أحمد رافع الطهطاوي (1859ـ1936) واحد من كبار علماء المذهب الحنفي في عصره، استحق الوصف الخاص بأنه “مسند عصره” عن جدارة، وكان صاحب اهتمامات أدبية وفلسفية، وقد رزق طول العمر وحسن السيرة وكثرة التلاميذ. وهو واحد من علماء الجيل الوسط الذين أدركوا عصر الشيخ محمد عبده والصدفي وأبو خطوة والمطيعي، ثم أدركهم عصر تلاميذ الأستاذ الإمام. وينبغي التنبيه إلى أن عالما آخر من علماء الحنفية يشترك معه في الاسم واللقب، (لكنه) يختلف في اسم والده، وقد عاش في القرن السابق عليه، وهو الشيخ أحمد محمد الطهطاوي (المتوفى 1816).

نشأته وتكوينه العلمي

اسمه بالكامل أحمد رافع بن محمد بن عبد العزيز رافع الحسيني القاسمي الحنفي الطهطاوي.

ولد الشيخ الطهطاوي بمدينة طهطا التابعة في ذلك الوقت لمديرية جرجا (في مصر) ونشأ بها، وتلقى تعليما تقليديا من المتاح بعصره حتى أصبح مؤهلا للدراسة في الجامع الأزهر ببلوغه الـ12 سنة 1871، وقد انتظم في الدراسة في الجامع الأزهر ومكث به 12 سنة أخذ فيها العلوم عن كبار علمائه، كالأساتذة محمد عليش (1802-1882)، ومحمد الخضري الكبير، وشمس الدين الإنبابي (1824- 1896)، والدمياطي، والشربيني (1832- 1908)، وحسن الطويل (1834-1899) وعبد القادر الرافعي (1832- 1905) وغيرهم.

صيغة إجازته

اشتغل بالتدريس منذ أذن له به في 1882 على يد الشيخ الإنبابي شيخ الأزهر وحتى وفاته، وقد أوردت الكتب التي ترجمت لعلماء هذا العصر الطريقة التي أجيز بها من أساتذته على نحو طريف، إذ قال له الشيخ الإنباني في الإجازة التي وقعها له “فلما لاح لي كوكب صلاحه، وفاح لي مسك فلاحه، ورأيته أهلا لتلك الصناعة، وجديرا بتعاطي هاتيك البضاعة، حيث أخذ من الفنون بأقوى طرف، وأراد الاقتداء في أخذ الأسانيد بمن سلف، بادرت إلى طلبه لإعطائه بلوغ أربه، فلم أثن عنه عنان العناية، بل أجزت له بما يجوز لي رواية، ويصح عني دراية، من فروع، وأصول، ومنقول، ومعقول، وأذنت له بالتدريس، وأن يتخذ العلم خير جليس”.

أساتذة آخرون أجازوه

ذكرنا أن الشيخ أحمد رافع الطهطاوي استحق لقب مسند عصره، ولم يكن هذا من فراغ؛ بل إن كتب التراجم التي ترجمت لعلماء ذلك العصر تذكر أنه تلقى الإجازة أيضا من السيد علي خليل الأسيوطي الذي تلقى عن الشيخ علي بن عبد الحق القوصي عن الشيخ محمد الأمير الكبير. وكذا أجازه والده الذي تلقى عن الشيخ علي بن محمد الفرغلي الأنصاري عن الشيخ محمد الأمير الكبير.

وتذكر هذه الكتب أنه تلقى مسلسل عاشوراء عن الشيخ إبراهيم السقا (المتوفى 1880)، وسمع الحديث المسلسل بالأولية عن الأستاذ الشيخ محمد الأشموني الشافعي (1803-1904)، كما سمعه عن الشيخ النجاري عن الشيخ الأمير الكبير، وأخذ عنه وأجازه الشيخ أبو الفضل السيد عبد الله الصديق الغماري.

عمله بالتدريس في بلده

بدأ الشيخ أحمد رافع الطهطاوي بالتدريس في بلده، ثم عاد إلي القاهرة بعد ربع قرن عام 1908، وأقام بها إلى أن توفاه الله في 1936.

عنايته بالتأليف والمرجعية

كان الشيخ أحمد رافع الطهطاوي نموذجا مبكرا لعلماء الأزهر المحدثين المدرسين الذين شغلوا بالتأليف وأجادوا فيه.

فضله في تاريخ الأزهر

إلى هذا العالم الجليل يعود الفضل في تسجيل سيرة شيخ الأزهر الـ22 الشيخ شمس الدين الإنبابي، وذلك في كتاب خاص نشره في عام وفاته تحت عنوان “القول الإيجابي في ترجمة العلامة شمس الدين محمد الإنبابي”.

عنايته بارتقاء موطنه

أنشأ أحمد رافع الطهطاوي في بلده عام 1898 مدرسة خيرية إسلامية سماها “مدرسة فيض المنعم”، وأهداها عام 1912 إلى مجلس مديرية جرجا لإدارتها.

آثاره

  • “نفحات الطيب على تفسير الخطيب”، وهو -كما يدل اسمه- حاشية على تفسير الخطيب للقرآن الكريم.
  • “كمال العناية بتوجيه ما في “ليس كمثله شيء” من الكناية”، وهي رسالة جامعة لكثير من المسائل البلاغية والبيانية والفلسفية والكلامية، مطبعة محمد مصطفي، 1895.
  • “بلوغ السول بتفسير لقد جاءكم رسول” أو “حمد الأوبة بخاتمة التوبة”، وهو مختصر في تفسير هذه الآية، مصر، 1887.
  • “شرح الصدر بتفسير سورة القدر”.
  • “رفع الغواشي عن معضلات المطول والحواشي”، وهو في 5 أجزاء، وقد طبع الجزء الأول منه عام 1915.
  • “نظم الدرر الحسان في تفسير آية شهر رمضان”.
  • “المسعى الرجيح إلى فهم شرح غرامي صحيح”.
  • “النسيم السحري على مولد الخضري”.
  • “منصة الابتهاج بقصة الإسراء والمعراج”.
  • “فرائد الفوائد الوفية بمقاصد خطبة الألفية”.
  • “هداية المجتاز إلى نهاية الإيجاز”.
  • “الرياض الندية في الرسالة السمرقندية”.
  • “الطراز المعلم على حواشي السلم”.
  • “وسائل المحاضرة بمسائل المناظرة”.
  • “تعليقات على هوامش متن المغني وشرح الدماميني عليه”.
  • “تعليقات على هوامش حواشي الأزهرية”.
  • “تعليقات على كتاب بغية المقاصد في خلاصة المراصد للسنوسي”.
  • “رسالة رايات الأفراح بآيات الانشراح”.

وفي التراجم

  • “الثغر الباسم في مناقب سيدي أبي القاسم”، ذكر فيه مناقب جده جلال الدين أبي القاسم الطهطاوي، وأورد فيه تراجم لعدد من أفراد عائلته، مطبعة الرغائب، 1921.
  • “القول الإيجابي في ترجمة العلامة شمس الدين محمد الإنبابي”، مطبعة شرف، 1896.

رواية للزركلي

أشار أستاذنا خير الدين الزركلي إلى أنه اقتنى مخطوطة من “بغية المقاصد” للسنوسي كُتب أكثرها بخط الطهطاوي، وأن المخطوطة حافلة بتعليقات الطهطاوي عليها.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com