الشيخ محمد هارون 1866ـ1922 واحد من أبرز علماء المالكية الذين قصرت أعمارهم في الوفاء لهم بتحقيق مجد وظيفي وتاريخي مواز لمناظريهم.
مكانته بين آل هارون
نبدأ بالتنبيه إلى قرابته بأعلام الهارونيين الشهيرين من الأعلام، ونبدأ بأن نقول إنه والد الأستاذ عبد السلام هارون (1909ـ1988)، وإنه الشقيق الأكبر للشيخ أحمد هارون وكيل الأزهر (1872ـ1930)، وهما نجلا الشيخ هارون عبد الرازق شيخ رواق الصعايدة (1833ـ1918).
مقارنته هو وابنه بالشيخ محمد شاكر وابنه
أما الطريف في موضوعه فهو مقارنته بالشيخ محمد شاكر؛ فكلاهما محمد، وكلاهما مولود في 1866، لكن الشيخ محمد شاكر قد عاش إلى 1939، في حين توفي الشيخ محمد هارون في 1922، وهو شقيق زوجة الشيخ محمد شاكر، وهو الذي خلف الشيخ محمد شاكر في منصب قاضي قضاة السودان، ثم خلفه في هذا المنصب الشيخ المراغي.
أما في الجيل التالي فإن ابنيهما عبد السلام محمد هارون ومحمود محمد شاكر ولدا في نفس العام 1909، وإن هذين الابنين اشتركا في الأمجاد الثلاثة مع تفاوت ترتيبهم فيها؛ فقد سبق الشيخ شاكر الأستاذ هارون إلى نيل جائزة الدولة التقديرية، لكن الأستاذ هارون سبقه إلى عضوية مجمع اللغة العربية وإلى نيل جائزة فيصل للدراسات الإسلامية.
صعوده الوظيفي
بدأ الشيخ محمد هارون وظائفه في المعاهد الدينية عام 1892، في حين كان الشيخ محمد شاكر قد بدأ وظائفه في أمانة الافتاء عام 1890. ثم اختير ليكون قاضي قضاة السودان.
عاد الشيخ محمد هارون من منصب قاضي قضاة السودان فأصبح وكيلا لمشيخة علماء الإسكندرية في يونيو/حزيران 1908؛ أي قبل أن يتولى الشيخ محمد شاكر مشيخة علماء الإسكندرية، ثم نُقل الشيخ محمد هارون وكيلا لمشيخة الجامع الأحمدي في طنطا.
انتقاله لوزارة الحقانية
وفي يناير/كانون الثاني 1914؛ نُقل الشيخ محمد هارون من وكالة معهد طنطا إلى وزارة الحقانية مفتشا للحقانية وخلفه في منصبه -وكيلا لمعهد طنطا- الشيخ حسين والي.
آثاره
- تلخيص الدروس الأولية في السيرة المحمدية في جزئين. وقد كان كتاب التلخيص مقررا في جميع المعاهد الدينية
- شرح على رسالة والده الشيخ هارون عبد الرازق (عنوان الظرف).
- ذكر ابنه الأستاذ عبد السلام هارون أنه وجد له تحقيقا مبكرا لكتاب تيسير الوصول إلى جامع الأصول.
وفاته
توفي الشيخ محمد هارون في الأول من أغسطس/آب 1922.