الرئيسية / المكتبة الصحفية / مقالات الجزيرة / الجزيرة مباشر / الفنان حسن فؤاد الأب الروحي لاقتران الفن بالأدب والوطنية

الفنان حسن فؤاد الأب الروحي لاقتران الفن بالأدب والوطنية

مكانته في تاريخ الفن
الأستاذ الفنان حسن فؤاد (1926 ـ 1985) أديب وفنان موهوب، حقق التفوق في الصحافة، والكتابة، والفنون التشكيلية، والنقد الفني. ونجح منذ مرحلة مبكرة في التعبير عن المضمون الصحفي والسياسي من خلال الفن التشكيلي، ومثل نموذج الرسام القادر علي تجسيد كوامن الفكر والخبر والرأي في الصحافة، كما كان واحداً من أبرز الذين عبروا عن يمانهم بالوطنية وبذلوا من أجلها حريتهم وحياتهم، وقد كان علي سبيل المثال صاحب أول ملصق كبير يعلق علي الجدران تأييدا لحركة 23 يوليو.
نشأته وتكوينه الدراسي
ولد الأستاذ الفنان حسن فؤاد في يناير/كانون الثاني 1926، وتلقي تعليما مدنيا، وظهرت مواهبه الفنية مبكرا، وقد صقل هذه المواهب بالتحاقه بكلية الفنون الجميلة، ودرس فيها بتفوق ملحوظ ، وتخرج فيها 1948.
اكتشاف الفنان عبد السلام الشريف لموهبته
وقع اختيار أستاذه الفنان عبد السلام الشريف على حسن فؤاد للعمل معه في الإخراج الفني والصحفي في عدد من الصحف والمجلات، وسرعان ما أصبح حسن فؤاد واحداً من أبرز رواد الإخراج الصحفي في مصر والعالم العربي، وأصبح في مرحلة مبكرة من حياته واحداً من نجوم العمل الصحفي أيضاً.
دوره الصحفي عقب 23 يوليو 1952
أسهم حسن فؤاد في إنجاز أول مجلة أصدرتها حركة يوليو وهي «مجلة التحرير» (1953) لكنها كما نعرف تعرضت للعصف والقصف عن طريق تغيير قيادتها مرة بعد أخرى .
مجلة الغد التي سرعان ما تعرضت للوأد
وفي عام 1952 نفسه أسس حسن فؤاد مجلة ثقافية باسم «الغد»، شارك فيها عدد من كبار الكتاب، لكنها سرعان ما تعرضت للوأد ولم يصدر منها سوى ثلاثة أعداد فقط، لكن دور هذه المجلة يتعدى هذه الأعداد الثلاثة، ويمتد إلي ما مثلته فكرتها في ثلاث مراحل لإصدارها.
وصفه لفلسفته في الثقافة والصحافة
كتب حسن فؤاد في افتتاحية العدد الأول من الغد ملخصاً لفلسفته في الفن والصحافة والحياة فقال:
«… بدأنا نعمل «للغد»، ورأينا أن نقول فيها إن الثقافة لا تعني الأدب وحده، ولكنها في الموسيقي والتصوير والنحت أيضا، وأن الجديد ليس هو التغيير لكنه التطوير بحكم قانون الحياة، وحول الفن الذي يقدم الحياة ويدفعها إلي أمام اجتمعنا».
شعار «الفن للحياة»
كان حسن فؤاد أبرز مَنْ رفعوا شعار «الفن للحياة»، وطيلة عمله الصحفي أسهم حسن فؤاد في نشر التذوق الفني بقواعده وجمالياته بين طوائف شعبية واسعة الامتداد.
شهادة الناقد فاروق عبد القادر عن تجربة حسن فؤاد في الغد
من حسن حظ تاريخنا الثقافي أن الناقد فاروق عبد القادر كتب صورا فنية جميلة عن حسن فؤاد (في كتابه: أوراق من الرماد والجمر.. متابعات مصرية وعربية، كتاب الهلال، ديسمبر 1988) وقد لخص تجربة حسن فؤاد من خلال حديثه عن الإصدار الأول لهذه المجلة في مقال جميل حرص فيه علي أن يصف حسن فؤاد بأنه «صاحب الغد الذي التصق باسمه…».
دوره في إصدار صباح الخير
كان حسن فؤاد واحداً من الذين تبنوا فكرة إصدار مجلة «صباح الخير» (1956) عن مؤسسة «روز اليوسف»، وهو الذي رسم الخطوط الداخلية لهذه المجلة بما تميزت به من تعبير عن أمل في الحرية والرومانسية معاً، وفي هذه المجلة تولي الإشراف علي نادي الرسامين الذي كان بمثابة تجربة جديدة لتشجيع المواهب الشابة ومنحها الفرصة للمعان الصحفي.
محنة المعتقل
ثم كانت محنة المعتقل (1959 ـ 1964) التي مر بها حسن فؤاد شأنه شأن عدد كبير من أبرز المثقفين اليساريين.
ولعل أصدق ما يصور روح حسن فؤاد القادرة علي تخطي التعذيب بالوجدان السليم، هو ما يرويه عنه الفنان زهدي العدوي (الرسام الكبير ورفيق رحلة حسن فؤاد منذ الأربعينيات) الذي أجاد تصوير واقعة روحانية جميلة تلخص جوهر حسن فؤاد في تلك الفترة من حياة السجن الرهيب.
شهادة أحمد راشد عن دوره في السينما التسجيلية
اختير حسن فؤاد بعد خروجه من المعتقل في 1964 للإشراف علي الثقافة السينمائية الجماهيرية، وعن دوره في السينما التسجيلية ننقل عن استاذنا فاروق عبد القادر ما نقله عن الأستاذ أحمد راشد:
«كان رأسه مليئا بالأفكار والمشروعات، وأصدر مجلة سينمائية شهيرة بالألوان باسم «مجلة الثقافة والحياة»، وقد صدر منها 14 عددا كانت تعرض في دور العرض السينمائية، وتثير اهتمام الجمهور. «وكانت مدة الفقرة في المجلة تتراوح من دقيقتين إلي خمس دقائق».
فاروق عبد القادر يسجل أن الناصرية لم تستجب لغزله
ويلفت فاروق عبد القادر نظرنا إلي ما تدل عليه العبارات التي ضمنها حسن فؤاد في مقدمة الإصدار الثاني للغد، وما تدل عليه من اختلاف التوجه العام هذه المرة، مشيرا إلي أن هذا التوجه [المجامل] المعلن لم يجدها نفعاً: «كانت «الغد» تريد أن تقدم «مكافئا ثقافيا» للخطوط السياسية العامة التي يعلنها النظام السياسي، وكانت قمة المأساة أن هذا كله لم يجد أصحابها شيئا، وسرعان ما وجدوا أنفسهم وراء الجدران! وجاءت الأحداث التالية تؤكد هذا الإحساس وتضيف إليه: حتي أنفاس الحرية ليس مسموحا بها لمن يبقي علي خلاف في الرأي مع النظام السياسي!».
انحيازه للسادات في مايو 1971
كان حسن فؤاد من اليساريين القدامى الذين انحازوا إلي السادات في أحداث مايو 1971، وقد قضي السنوات الثماني الأولى من عهد السادات في تعاون مع النظام، كما تولي رئاسة تحرير مجلة «صباح الخير» عام 1971، وقد ظل حسن فؤاد يعمل في «روز اليوسف»، كما اختير عضواً في مجلس الإدارة، ثم عضواً منتدبا من خلال عمله مستشارا فنيا لمؤسسة «روز اليوسف»، وفي هذه الفترة مارس دوره الهادئ كاتبا ومعلما وباحثا.
إسهامه في الكتابة الصحفية
وقد ظل حسن فؤاد يمارس الكتابة المحببة إلي الجماهير من خلال عدد من الأبواب الصحفية المميزة ومنها: «حواديت ليل»، ثم «بالبريد المستعجل» علي صفحات صباح الخير، كما ارتبط بلوحاته ورسومه المميزة من خلال روز اليوسف.
إعجابه الشديد بفنان العصر بيكاسو
لم يكن من قبيل الصدقة أن حسن فؤاد لم يترك إلا كتابا واحدا، وأن هذا الكتاب عن «بيكاسو معجزة الفنان والرجل» أصدره في 1974 بعد موت بيكاسو بعام واحد.
كتابته سيناريو فيلم الأرض
وارتبط اسم حسن فؤاد بكتابة سيناريو الفيلم المأخوذ عن رواية «الأرض».
عمله في لندن وعودته ورئاسة تحرير الكتاب الذهبي.
في 1978 اتخذ حسن قرارا بالعمل في الخارج، وغاب عن مصر خمس سنوات، حيث عمل في بعض الصحف العربية التي تصدر في لندن، لكنه عاد إلي مصر في 1983، وبعد عودته من الخارج تولى رئاسة تحرير الكتاب الذهبي الذي يصدر عن «دار روز اليوسف».
وفاته
توفي في يوليو/تموز 1985.
آثاره
● «بيكاسو: فنان القرن العشرين».
● سيناريو فيلم «الأرض» لعبد الرحمن الشرقاوي
● مشروع سيناريو فيلم عن رواية «لا» لمصطفي أمين.
كتاب محي اللباد عنه
أصدر صديقه وتلميذه الفنان القدير كتابا عنه تحت عنوان “نهر الفن والحياة”، نشرته مؤسسة روز اليوسف، 1986.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com