الشيخ الدكتور محمد بن فتح الله بدران (1910 ـ 1970) واحد من كبار أساتذة الفلسفة في الجامعة الأزهرية، لا يزال صوته في أحاديث الصباح الدينية يرن في أذني وهو حريص على طريقته في نطق العبارات ونبر الكلمات والإيحاء بالفلسفة فيما يقرؤه من نص مكتوب أو يلقيه من نص مطبوع في عقله، فلما تتبعت حياته وجدته ابن عم شمس بدران؛ فعجبت من ذلك الزمان الذي كان ابن عم وزير الحربية أستاذا للفلسفة في جامعة الأزهر ثم كان شقيق وزير الحربية التالي له (وهو الدكتور يحيى هويدي شقيق أمين هويدي) أستاذا للفلسفة في جامعة القاهرة.
من الطريف في التاريخ العلمي والوظيفي لهذا العالم الجليل أنه ولد مثل الدكتور عبد الحليم محمود عام 1910، وقد ولد هو في التاسع من يونيو/حزيران، لكنه لم ينل حظوتَي عبد الحليم محمود الأوليين في التخرج المبكر في الأزهر 1932 بـ”العالمية القديمة” سابقا الدكتورَ محمد فتح الله بدران بـ5 سنوات، ثم في البعثة التي بدأها على نفقته إلى جامعة “السوربون” (Sorbonne)، ومع هذا فإن محمد فتح الله بدران هو صاحب الحظ الأول بين زملائه الأزهريين؛ فقد أتم دراسته في كلية أصول الدين عام 1937، وانتظم في دراسة “العالمية” من درجة أستاذ، فحصل عليها عام 1946، وعُيّن مباشرة في كلية أصول الدين وعند ترتيب الوظائف عام 1951 أصبح أستاذا مساعدا للفلسفة ثم أصبح أستاذا ورئيسا لقسم الدعوة سنة 1968، وهي السنة القريبة من تقاعده ووفاته.
شهرته العلمية
ارتبطت شهرته بالشهرستاني صاحب كتاب الملل والنحل، وقد صدر هذا الكتاب بتحقيقه، كما كتب كتابا عن الملل والنحل لا يزال مخطوطا في كلية أصول الدين، وكان معاصره الشيخ عبد الحليم محمود قد عرف بحبه للغزالي، كما كان معاصره الآخر الدكتور بيصار قد جمع في حبه بين الإمامين الغزالي والجويني.
روى هو نفسه أنه مرّ على عمدة قريتهم راكبا فتعجب العمدة من أنه لم ينزل عن دابته لتحيته، فسأله من تكون؟ فقيل له إنه ابن فتح الله بدران، وظل يحتفظ بهذا التعريف لاسمه طيلة حياته.
آثاره
- الفلسفة الحديثة في الميزان، وتأسيس القواعد من القرآن
- العقيدة والفطرة
- تاريخ الأديان المقارن
- تاريخ المدخل إلى دراسة الأديان والمذاهب
وفاته
توفي الشيخ الدكتور محمد فتح الله بدران في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1970.