الشيخ محمد نور الحسن واحد من أبرز علماء الأزهر في جيل وصل 7 من علمائه تباعا إلى مشيخة الأزهر وهم: محمد مصطفى المراغي (1881-1945)، ومحمد الأحمدي الظواهري (1878-1944)، ومصطفى عبد الرازق (1885-1947)، ومأمون الشناوي (1878-1950)، وإبراهيم حمروش (1880-1960)، وعبد المجيد سليم (1882-1954)، ومحمد الخضر حسين التونسي (1877-1958) الذي عمل هو وكيلا له.
وهو واحد من القلائل الذين تولوا منصب وكيل الأزهر مرتين، كما أنه واحد من الذين شغلوا منصب وكيل الوزارة في خارج الأزهر بما يتوافق مع أقدميتهم الوظيفية.
حياته وتعليمه
اسمه بالكامل محمد نور بن الحسن بن عبد الرحمن بن زين العابدين، كان والده من أصل سوداني.
ولد الشيخ محمد نور الحسن في قرية الخوجلاب بالسودان، وعلى عادة أهل السودان والمقيمين فيه فقد تلقى الشيخ نور الحسن العلم في “الخلوة” (وهي ما يناظر الكتاب في النظام التعليمي المصري)، وأتم حفظ القرآن الكريم، ثم قصد مصر ليدرس بالأزهر على عادة أهل السنّة الراغبين في التزود بالعلم الديني من منبعه الأصلي، وقد أظهر تفوقا ودأبا وحصل على شهادة العالمية القديمة.
نال الشيخ محمد نور الحسن التعليم في المعاهد الأزهرية في مصر، وظل يتدرج في أقسامها المختلفة حتى اختير للتدريس في كلية اللغة العربية.
عضوية جماعة كبار العلماء
تقدم الشيخ محمد نور الحسن لعضوية جماعة كبار العلماء برسالة علمية، ونال عضويتها (1949)، وفي الوقت ذاته الذي نالها فيه سلفه في وكالة الأزهر الشيخ عبد الرحمن حسن.
وفي عام 1950 وقع عليه الاختيار ليكون مديرا لتفتيش العلوم الدينية والعربية.
وكيل للأزهر
وفي أواخر عام 1952 عين وكيلا للأزهر ومعه الشيخ محمد عبد اللطيف دراز، في الوقت الذي أصبح فيه الشيخ محمد الخضر حسين التونسي الأصل شيخا للأزهر في فترة موازية.
انتقاله لوزارة الإرشاد القومي
وقد مكث الشيخ محمد نور الحسن في هذا المنصب إلى أن عين وكيلا لوزارة الإرشاد القومي في أوائل عام 1955، فيما يبدو بوضوح أنه كان نتيجة خلاف مع السلطة الجديدة في الأزهر، أي مع الشيخ عبد الرحمن تاج الذي عين شيخا للأزهر.
وبالطبع، فان العهد بالشيخ محمد نور الحسن لم يطل في وزارة الإرشاد القومي التي كانت تتعرض لتقلبات السياسة في ذلك الوقت، ولذلك فقد طلب إحالته إلى التقاعد وإعفاءه من أعباء المنصب، وعاد إلى التدريس في كلية اللغة العربية.
عودته وكيلا للأزهر
وظل الشيخ محمد نور الحسن في المعاش إلى أواخر عام 1958 حين أصبح الشيخ محمود شلتوت شيخا للأزهر، فاستصدر قرارا جمهوريا بإعادة تعيينه وكيلا للأزهر مرة أخرى، وظل الشيخ محمد نور الحسن في هذا المنصب إلى أوائل عام 1961، حيث طلب إحالته إلى التقاعد ليخلد إلى الراحة بسبب ضعف صحته.
وفاته
توفي الشيخ محمد نور الحسن في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1971.
تكريمه
نال الشيخ محمد نور الحسن كثيرا من التكريم والتقدير، ومنح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر.
آثاره
كانت للشيخ محمد نور الحسن مؤلفات ومذكرات مطبوعة يدرسها الطلاب، لكنه على عادة أغلب علماء جيله لم يعن بنشرها للجمهور.