الرئيسية / المكتبة الصحفية / الزعيم الوطني الذي توفي في تأبين محمد فريد

الزعيم الوطني الذي توفي في تأبين محمد فريد

الخلط بينه وبين المليونير الذي قتلته زوجته الفرنسية

نبدأ بإشارة مهمة إلى أن الموسوعات ومواقع شبكة الإنترنت تخلط تماما بين هذا الزعيم وبين الثري ذي الاسم الشبيه جزئيا علي كامل فهمي، الذي كان ضحية لحادثة القتل الشهيرة، التي تعرض لها في لندن على يد زوجته الفرنسية 1923.

مكانته التاريخية

الزعيم والسياسي علي فهمي كامل (1870ـ1926) من الخطباء البارزين، الذين أفرزتهم مدرسة الخطابة السياسية بالحزب الوطني في النصف الأول من القرن الـ20، وهو شقيق الزعيم مصطفى كامل، كان أكبر من أخيه بـ4 سنوات، وهما من أبناء علي بك محمد، وكان صاحب قدرات إدارية وتنظيمية عالية أفادت الحزب الوطني ومؤسساته ومدارسه وصحفه.

نشأته

ولد علي فهمي كامل في القاهرة سنة 1870، وتلقى تعليما مدنيا متميزا، والتحق بمدرسة الألسن، وبعد أن مكث بها سنتين تركها والتحق بالمدرسة الحربية، وسرعان ما تخرج فيها (1890) وعين ضابطا في أورطة الأساس، ثم التحق بعدها بالأورطة الأولى، التي كانت تخدم في سواكن، وأظهر من التفوق ما جعله ينال الترقية قبل دوره، كما أنعم عليه بالنيشان المجيدي الخامس، كما نال بعد ذلك النيشان العثماني.

معاناته بسبب نشاط شقيقه

وعندما بدأ اسم شقيقه مصطفى كامل باشا يلمع في أفق السياسة المصرية، بدأ الضباط الإنجليز في الجيش باضطهاد علي فهمي كامل، فقدم للمحاكمة، وتم عقابه بطريقة قاسية بإنزاله إلى رتبة نفر، حتى صدر عنه عفو خديوي (1896) بتدخل من شقيقه مصطفى كامل باشا، فأعيدت له رتبته ونياشينه.

استقالته

وظل علي فهمي كامل يخدم في الجيش إلى أن قدم استقالته (يناير/كانون الثاني 1899)، وانضم إلى شقيقه مصطفى كامل باشا في نضاله الوطني، وأصبح الساعد الأيمن له، فساعده في إدارة وتحرير جريدة “اللواء”، خاصة في الأوقات التي كان يسافر مصطفى كامل فيها إلى أوروبا.

جمعه التبرعات لمشروع سكة حديد الحجاز

أدى علي فهمي كامل دورا مهما بمصر في الدعاية لمشروع الدولة العثمانية التاريخي والرائد بإنشاء سكة حديد الحجاز، وجمع التبرعات من المصريين لتنفيذه.

دوره في الحزب الوطني

وعندما تم تأسيس الحزب الوطني (1907) تولى علي فهمي كامل تنظيم الشؤون الإدارية للحزب.

دوره بعد وفاة شقيقه

وعندما توفي مصطفى كامل في فبراير/شباط سنة 1908، وتولى محمد فريد قيادة الحزب، انتخب علي فهمي كامل وكيلا أول للحزب الوطني إلى جانب عضويته في اللجنة الإدارية.

قدراته التنظيمية

ويرجع إلى علي فهمي كامل جزء كبير من الفضل في تأليف اللجان الفرعية للحزب، التي بلغت 75 لجنة رئيسة إلى جانب 412 لجنة فرعية، كما أسهم مع أعضاء اللجنة الإدارية في القيام بدور فعال في تأسيس مدارس الشعب التي بلغ عددها 62 مدرسة.

مؤتمر بروكسل

وفي سنة 1910 رأس علي فهمي كامل وفدا من كبار الحزب الوطني وبعض الأعيان للاشتراك في مؤتمر بروكسل، الذي عقده الزعيم محمد فريد في إطار نضال الحزب في سبيل القضية الوطنية خارج الحدود، وعرض قضية مصر أمام الرأي العام الأوروبي.

محاكمته وسجنه في 1912

وفي مارس/آذار 1912 وفي سياق الاضطهاد الإنجليزي للحزب الوطني ورجاله، قدم علي فهمي كامل للمحاكمة بتهمة أنه علق على خطبة محمد فريد، التي ألقاها بمقر جريدة “العلم” إحدى صحف الحزب الوطني، وحكمت عليه المحكمة بالسجن مدة 3 أشهر قضاها بسجن الاستئناف.

اعتقاله أثناء الحرب العالمية الأولي

وأثناء الحرب العالمية الأولى (1914ـ1918)، اعتقلته سلطات الاحتلال من باب الاحتياط ضد المشاعر الوطنية في سجن طرة مع كثير من الوطنيين من أعضاء الحزب الوطني وغيرهم.

موقفه في ثورة 1919

كان علي فهمي كامل هو الذي حرر بيان الحزب الوطني في الهجوم على لورد ملنر ومهمته في مصر (ديسمبر/كانون الأول 1919)، وهو الذي قاد احتجاج الحزب ورفضه للمشروع المضاد، الذي قدمته إنجلترا إلى سعد زغلول باشا في مفاوضاته مع ملنر (1920)، كما أنه هو من أيد ودعم واستصدر قرار الحزب الوطني الداعي إلى تأييد سعد زغلول في قطع المفاوضات مع ملنر (نوفمبر/تشرين الثاني 1920).

احتجاجه على التنظيم البريطاني لوراثة العرش

كان علي فهمي كامل هو من قاد احتجاج الحزب الوطني على التدخل البريطاني في مسألة وراثة العرش (أبريل/نيسان 1920).

الإنجليز ينفونه بسبب برقية أرسلها للخديوي

في 19 سبتمبر/أيلول سنة 1921، وأثناء اشتداد الخصومة بين حكومة عدلي يكن، التي كانت تفاوض الإنجليز (مفاوضات عدلي ـ كيرزون)، وبين المعارضة بقيادة سعد زغلول باشا، قررت السلطات العسكرية نفي علي فهمي كامل؛ وذلك بسبب إرساله تلغرافا إلى الخديوي السابق، عباس حلمي الثاني، بصيغة تتضمن “إنكار حقوق الذات العلية السلطانية”، وقرر مجلس الوزراء في ذلك اليوم أيضا وقف جريدة “اللواء المصري” 6 أشهر؛ لنشرها مقالا تضمن نص ذلك التلغراف، بحجة أن هذا من شأنه الإخلال بالنظام العام.

نشاطه الوطني في المنفى

غادر علي فهمي كامل مصر في 30 سبتمبر/أيلول 1921 وظل خارجها. وخلال فترة نفيه من مصر ظل علي فهمي كامل يدعو للقضية المصرية في المحافل الدولية من خلال حضور المؤتمرات، وكتابة المقالات، وعقد الاجتماعات مع الطلاب الذين يعملون في أوروبا.

محاولته حضور مصر في مؤتمر لوزان

كان علي فهمي كامل واحدا من الساسة المصريين، الذين حاولوا عرض القضية المصرية على مؤتمر لوزان (أكتوبر/تشرين الأول 1922 ـ يوليو/تموز 1923)، وهي المحاولات التي باءت بالفشل.

عودته إلى مصر

عاد علي فهمي كامل إلى مصر في أكتوبر/تشرين الأول 1923 بعد إلغاء الأحكام العرفية، وبعد عودته من منفاه إلى مصر واصل نشاطه في عهد الحزب الوطني، محمد حافظ رمضان، وفي هذه الفترة أخرج جريدة “العلم المصري” (1925)، ثم جريدة “العلم” (1926).

وفاته وجنازته

توفي علي فهمي كامل في 31 ديسمبر/كانون الأول سنة 1926، وذلك عندما أقام الحزب الوطني احتفالية بمناسبة الذكرى السابعة لرحيل الزعيم محمد فريد في دار سينما متروبول بالقاهرة، وفيها ألقى علي فهمي كامل خطبته، التي استغرقت ساعة، استعرض فيها جهاد الفقيد في سبيل القضية الوطنية، وما إن أتم خطبته حتى سقط ميتا وسط الحاضرين.

وقد شيعت جنازته في مشهد مهيب، وتم دفنه إلى جوار شقيقه مصطفى كامل في مقابر الإمام الشافعي؛ ولكن جثمانه لم ينقل إلى جوار جثمان شقيقه في الضريح، الذي أقيم بعد ذلك للزعيمين مصطفى كامل، ومحمد فريد.

آثاره

  • مصطفى كامل في 34 ربيعا.
  • المسألة المصرية.
  • ترجم كتاب “إنجلترا في مصر” لجوليت آدم.

ومما يذكر أنه كان قد بدأ بدراسة للدكتوراه عن الدستور المصري.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com