الرئيسية / المكتبة الصحفية / مقالات الجزيرة / الجزيرة مباشر / مصطفي فهمي باشا رئيس الوزراء الإنجليزي في القاهرة

مصطفي فهمي باشا رئيس الوزراء الإنجليزي في القاهرة

نبدأ بالتفريق بينه وبين المهندس المعماري العظيم الذي سمي باسمه فمن المفترض أن مصطفي فهمي باشا (الأول) (1840 ـ 1914) رئيس الوزراء لأطول فترة في تاريخ مصر أشهر من أن يميز بأن نقول عنه مصطفى فهمي باشا الأول، لكننا أصبحنا مضطرين إلى أن نميزه بالأول عن سميه مصطفي فهمي باشا الثاني (١٨٨٦- ١٩٧٢) المهندس المعماري العظيم ووزير الإشغال (1949). وقد كنا اول من أخذ ينبّه إلي التفريق بين مصطفي فهمي الأول ومصطفي فهمي الثاني علي الرغم من أنهما لم يوجدا في الحقبة نفسها وعلي الرغم من أن الأول عسكري أخذ سمته السياسي بينما الثاني مهندس معماري شهير أصبح لفترة قصيرة وزيراً للأشغال التي كان الأول قد تولاها أكثر من مرة، وقد كان دافعنا إلى هذا التنبيه أننا بدأنا نجد خلطا كبيرا بين الشخصيتين حتى في مصادر أجنبية محترمة ، وقد وصل هذا الخلط الى حد وصف الأول بأنه في الأصل مهندس ولهذا فإني أبدأ بأن أذكر أن الثاني هو المهندس الذي أبدع دار الحكمة، وجمعية المهندسين المصريين وأبدع أيضا ما هو أهم من هذين  بكثير في قيمته المعمارية والجمالية وهو ضريح سعد زغلول باشا ، ومن هنا  ومن باب الطرافة فإنه يمكن استخدام ضريح سعد للتفريق بين الرجلين فمصطفي فهمي الأول هو حمو (والد زوجة ) سعد باشا صاحب الضريح ،  أما مصطفي فهمي الثاني فهو مصمم ضريح سعد.

وكانت أسرته أسرة تركية عاشت في الجزائر، وعقب احتلال فرنسا للجزائر عام 1830 هاجر والده إلي مصر

يعود أصل مصطفي فهمي باشا إلي «كريت» التي ينظر إليها الآن كما لو أنها يونانية، وكانت أسرته أسرة تركية عاشت في الجزائر، وعقب احتلال فرنسا للجزائر عام 1830 هاجر والده إلي مصر والتحق بالجيش المصري، وسافر مع الحملة المصرية إلى كريت لمساعدة السلطان العثماني في إخماد تمرد من تلك التي كانت الدول الغربية تؤججها ضد العثمانيين، و في كريت ولد مصطفي فهمي عام 1840.

كان والده من قادة القوات المصرية التي شاركت مع العثمانيين  في حرب القرم ١٨٥٣-١٨٥٦  وقد استشهد في هذه الحرب وهو في رتبة الكولونيل ،  وقد كفله ورباه عمه (خاله) محمد زكي باشا الذي أصبح وزيرا للأشغال العمومية .

التحق مصطفي فهمي باشا بمدرسة الحوض المرصود، ثم انتقل إلى المدرسة الحربية بالقلعة، وكان يتولى نظارتها رفاعة الطهطاوي، وتخرج ضابطا، و بعد تخرجه ظل يرتقي فب المناصب العسكرية، وعين ياورا ً للوالي عباس الأول، ومأمورا لضبطية الإسكندرية (1871 – 1877)، ثم ناظراً للخاصة الخديوية، ثم سر تشريفاتي للخديو  ( وهو المنصب المسؤول عن استقبال ضيوف الخديو)، ثم تبوأ منصب محافظ القاهرة عام 1873 مع احتفاظه بمنصب ياور الخديو.

انتدب مصطفي فهمي باشا عام 1874 لقيادة مأمورية تركيب سكة حديد السودان، ولما أنجز مهمته رُقي إلي رتبة فريق.

وعين مصطفي فهمي باشا محافظاً للإسكندرية (11 أغسطس 1874 – 13 أكتوبر 1874)، ثم محافظاً للقاهرة مرة أخرى، فمحافظاً لبورسعيد والقناة مع إدارة محافظة السويس أثناء غياب محافظها، ثم عاد محافظاً للقاهرة للمرة الثالثة عام 1878. وفي  عام 1879 تولى عدة مناصب منها: مديراً للمنوفية، فمحافظاً للإسكندرية للمرة الثانية (12 من إبريل 1879 – 2 يوليو 1879).

إذا كان التفوق في الإدارة العليا بكثرة المسئوليات التي يتولاها صاحبها، فإن مصطفي فهمي يأتي في مقدمة الساسة المصريين جميعا، وهو بلا جدال أبرز (الساسة/ الإداريين) في حقبة الاحتلال البريطاني لمصر ، وقد كان في الفترة الأولي من هذه الحقبة (1882 ـ 1908) موجودا علي قمة الجهاز التنفيذي المتعاون مع الاحتلال (أو الخاضع له)، (أو المضطر إلي التعامل معه)، وقد عرف دوما بأن لورد كرومر يعتمد عليه تمام الاعتماد، ويحترم رأيه، ويبالغ البعض فيعتقد أنه كان أقرب المصريين إليه ، ويبالغ آخرون فيصورونه رجل بريطانيا في الحكومة المصرية، وفي كل الأحوال فمن الواضح أن كيمياء التفاعل بين الجانبين كانت إيجابية.

واعتبره الكثير من المصريين رجل الإنجليز في مصر لكننا نختلف في هذا معهم

تعود المؤرخون أن يظلموا مصطفي فهمي علي اعتبار أنه انجليزي صرف، واعتبره الكثير من المصريين رجل الإنجليز في مصر لكننا نختلف في هذا معهم، فقد اقتصرت علاقة مصطفي فهمي بالإنجليز علي الطاعة لكنها لم تصل كما في حالة نوبار إلي العمالة أو كما في حالة بطرس غالي إلي الاستجابة لمخططاتهم علي حساب مصر وأمن مصر وشعب مصر وإنما كان مصطفي فهمي نموذجا للضابط الملتزم الذي يمكن الإفادة منه في خلق عصر استقرار يمكن من إتمام كثير من مقومات البنية الأساسية علي نحو ما حدث في وزارته الثالثة و الأخيرة التي هي أطول الوزارات المصرية عمراً (1895 ـ 1٩08) ولهذا فإن مصطفي فهمي أفضل من راغب باشا  الذي كان قليل الاتصال بالواقع المرير ، وأفضل من حسين فخري الذي ربما كان  يحب الاستقلال لكنه لم يلبث إلا ثلاثة أيام وأفضل بالقطع من بطرس غالي ومن نوبار .

استمرت مشاركات مصطفي فهمي باشا الوزارية قرابة ثلاثين عاما حيث دخل الوزارة في  رابع وزارة مصرية في يوليو 1879، في السنة الثانية لبدء النظام الوزاري المصري ، وكان آخر عهده بها نوفمبر 1908، وإن كان بالطبع لم يشترك في كل وزارات هذه الفترة، لكنه اشترك في معظمها (١١ من ١٥) باستثناءات بسيطة كما سنرى ، وربما كانت قراءة تاريخه في الوزارات المتتالية كفيلة بتبين توجهه السياسي وعلاقاته بزملائه أو أنداده في النخبة الحاكمة في ذلك الوقت:  بدأ عهد مصطفي فهمي بالوزارة مع بداية عهد الخديو توفيق في يوليو 1879، حيث عمل وزيرا في  رابعة [٤] الوزارات المصرية وهي وزارة شريف باشا الثانية، أولي وزارات هذا العهد وفي هذه الوزارة بدأ عمله وزيرا للأشغال العمومية حتي تشكلت الوزارة التالية [٥] برياسة الخديو توفيق نفسه (أغسطس 1879) فبدأ عهده بوزارة الخارجية، واحتفظ بالخارجية في الوزارة التالية [٦] برياسة رياض باشا (سبتمبر 1879)، وفي الوزارة التي تلتها [٧] (وزارة شريف باشا الثانية في سبتمبر 1881) أيضا، فلما تشكلت الوزارة التالية [٨]، وهي وزارة الثورة العرابية، في فبراير 1882، وهي وزارة  الثورة العرابية بقيادة البارودي  أصبح وزيرا للخارجية والحقانية معا، وهكذا زادت المسئولية الملقاة عليه في عهد العرابيين (فبراير 1882 ـ يونيو 1882).

وكان من الطبيعي ألا يشترك مصطفي فهمي باشا في الوزارة التي شهدت هزيمة  ثورة عرابي وهي وزارة راغب باشا (يونيو 1882)، ولا وزارة شريف الرابعة (أغسطس 1882)، لكنه عاد فاشترك في الوزارة التالية [١١] وزارة نوبار الثانية (يناير 1884)، وقد عمل فيها وزيرا للمالية عند تكوينها ولأكثر من ثلاث سنوات (حتي مارس 1887)، وكان هذا أول عهده بتولي المالية، وقبل نهاية عهد هذه الوزارة (بالتحديد في مارس 1887)، وطيلة الأشهر الخمسة عشر الباقية من عمرها، جمع بين وزارتي الداخلية  خلفا لمحمد ثابت باشا والحربية والبحرية خلفا لعبد القادر حلمي باشا (مارس 1887 ـ يونيو 1888)، وهكذا أصبح رصيده من وزارات الدولة ستا: الأشغال، فالخارجية، فالحقانية، فالمالية، فالداخلية، فالحربية والبحرية،. ثم عين مصطفي فهمي باشا ناظراً للحربية والبحرية في الوزارة التالية [١٢] التي تشكلت برياسة مصطفي رياض باشا الثانية (9 يونيو 1888 – 12 مايو 1891).

وكان من الطبيعي أن يبتعد  مصطفي فهمي باشا عن الوزارة عندما كلف بها حسين فخري باشا (يناير 1893)، ورياض باشا (يناير 1893 أيضا)

تولي مصطفي فهمي باشا تشكيل النظارة (الوزارة)  الثالثة عشر [١٣] في تاريخنا فيما عرف باسم نظارة مصطفي فهمي الأولي (14 مايو 1891 – 17 يناير 1892)، وتولي منصب ناظر الداخلية في هذه النظارة، ثم شكل نظارته الثانية [١٤] في (17 يناير 1892 – 15 يناير 1893) وتولي فيها أيضا نظارة الداخلية، وكان من الطبيعي أن يبتعد  مصطفي فهمي باشا عن الوزارة عندما كلف بها حسين فخري باشا (يناير 1893)، ورياض باشا (يناير 1893 أيضا).

عاد مصطفي فهمي فاشترك في وزارة نوبار باشا الثالثة [١٦] (أبريل 1894 ـ نوفمبر 1895) وزيرا للحربية والبحرية علي نحو ما عمل من قبل مع نوبار باشا، ثم تولي هو نفسه رياسة وزارته الثالثة (نوفمبر 1895) [١٧] جامعا الداخلية مع الرياسة طيلة أطول فترة في عهد الوزارات المصرية كلها (نوفمبر 1895 ـ نوفمبر 1908)  فيما يعرف بعهد الاستسلام للاحتلال الإنجليزي.

لم يستمر أحد على الإطلاق في مقاعد الوزراء على النحو الذي استمر به مصطفي فهمي ، إذ انه كما ذكرنا و علي مدي 29 عاما كان موجوداً لأطول فترة في 11 وزارة من 15 وزارة تشكلت في تلك الفترة أي أنه لم يغب إلا عن أربعة منها كانت الاوليان هما الوزارتان اللتان شهدتا هزيمة الثورة العرابية (وزارة راغب باشا من يونيو 1882 وحتي أغسطس 1882) ووزارة شريف باشا (من أغسطس 1882 وحتي يناير 1884) إذ كان للمفارقة التي قد لا يتصورها القراء الآن محسوبا علي العرابيين لأنه عمل معهم.

أما الوزارتان الأخريان فهما الوزارتان اللتان أعقبتا إقالته هو وتشكيل وزارة حسين فخري (التي استمرت ثلاثة أيام في مطلع 1893 عندما رأي الخديو عباس حلمي أن يتخلص منه بعد عام من توليه مسند الخديوية ) ، والوزارة التي تلتها والتي جاءت كحل وسط وهي وزارة رياض باشا التي استمرت من يناير 1893 وحتي ابريل 1894، وبهذا فإن مصطفي فهمي لم يغب عن مجلس الوزارة طيلة الأعوام التسعة والعشرين إلا مرتين في أربع وزارات ولمدة أقل من ثلاثة أعوام.

إذا كان شريف باشا هو من ربط بين عهدي الخديو إسماعيل ونجله الخديو توفيق فتولي آخر وزارات إسماعيل (وزارته الأولى) وأولى وزارات توفيق (وزارته الثانية) فإن مصطفي فهمي باشا هو الذي ربط عهدي الخديو توفيق (وزارته الأولى) و الخديو عباس حلمي الثاني (وزارته الثانية) ، وهو ما تكرر مرتين بعد ذلك مع حسين رشدي الأكثر حظاً فهو الذي شهد نهاية عهد عباس حلمي (وزارته الأولى) وبداية عهد السلطان حسين (وزارته الثانية) كما انه شهد نهاية عهد السلطان حسين (وزارته الثانية) وبداية عهد السلطان فؤاد (وزارته الثالثة)، كما تكرر مع علي ماهر باشا الذي شهد نهاية عهد الملك فؤاد (وزارته الأولى) وبداية عهد فاروق (من دون أن يشكل وزارة جديدة إذ تولي الأمر مجلس الوصاية) كما شهد نهاية عهد فاروق وبداية عهد ٢٣ يوليو حين شكل وزارته الرابعة أولي وزارات الثورة.

رأس مصطفي فهمي باشا  الوزارة المصرية ثلاث مرات، وكانت آخرها هي أهمها وهي أطول وزارة في التاريخ المصري، إذ استمرت 13 عاما متصلة (1895 ـ 1908)، أما وزارته الأولي من 1891 إلي 1892 فكانت خلفا لوزارة رياض باشا، وأما الثانية فهي استمرار للأولى من 1892 إلي 1893،  والفاصل بين وزارتيه الأولى والثانية هو وفاة الخديو توفيق وتولي الخديو عباس حلمي الثاني أما الفاصل بين وزارتيه الثانية والثالثة فثلاث وزارات هي وزارات حسين فخري الوحيدة،  و مصطفى رياض الثالثة والأخيرة و نوبار باشا الثالثة والأخيرة التي اشترك فيها هو نفسه كوزير .

كان مصطفي فهمي كما أشرنا في كتابنا «كيف أصبحوا وزراء» صاحب الترتيب الثاني في عدد الوزارات التي اشترك فيها فيما قبل  عهد ١٩٥٢، إذ اشترك في 11 وزارة، من الوزارات الثمانية عشرة الأولى ، وقد رأس ثلاثا منها (شأنه في هذا شأن إسماعيل صدقي باشا)، ولا يسبقهما في كثرة عدد الوزارات إلا أحمد خشبة باشا الذي اشترك في 12 وزارة لم يصل الى رئاسة أي منها  ولم يطل عهده بالمنصب مثل مصطفى فهمي باشا .

السبب يعود إلى ما نشأ من الجفاء بين الخديو و نوبار باشا علي إثر موقف نوبار من مسألة رجوع إسماعيل باشا الخديو الأسبق إلي مصر

يروي أستاذنا الرافعي أن السبب يعود إلى ما نشأ من الجفاء بين الخديو و نوبار باشا علي إثر موقف نوبار من مسألة رجوع إسماعيل باشا الخديو الأسبق إلي مصر، فقد ساءت حالته الصحية في أوائل سنة 1895 وأرسل إلي حفيده الخديو عباس حلمي لكي يأذن له بالعودة إلي مصر لمراعاة صحته وشيخوخته، وكان الخديو عباس يميل إلي تحقيق هذه الرغبة، ولكن وزارة نوبار وجدت أن رجوع إسماعيل من منفاه غير مرغوب فيه من جانب الاحتلال، فرفضت الموافقة علي عودته بحجة أنها تخلق لمصر عقبات من جانب الدول التي اشتركت في خلعه، فأسرها عباس في نفسه وقد رغب عباس في أن يتخلص من وزارة نوبار في تلك السنة ولكن نوبار كان مؤيداً من الاحتلال، فلم يفكر في الاستقالة، فأسرها عباس في نفسه مرة أخرى، وأخيراً توصل إلي تنفيذ أمنيته في إقصاء نوبار، بأن أعرب للورد كرومر عن رغبته في إعادة مصطفى  فهمي باشا ، فلقيت الفكرة ارتياحاً في نفس اللورد كرومر الذي كان لا يفتأ يترقب الفرص لعودة مصطفى  فهمي باشا إلي رئاسة الوزارة، لأن الإنجليز لا ينسون صنائعهم، فلما أحس نوبار بهذا الموقف قدم استقالته يوم 11 نوفمبر سنة 1895، والف مصطفى  فهمي الوزارة الجديدة في اليوم التالي، واحتفظ ببقية الوزراء الذين كانوا مع نوبار، وأضاف إليهم محمد عباني باشا وزيراً للحربية”

في 25 مايو 1905 أرسل الخديو عباس حلمي إلي مصطفى  فهمي باشا مكلفا له بتسيير شئون البلاد أثناء سفره ، على ان ينوب عنه فخري باشا حين يسافر هو الآخر:

«حيث إننا عزمنا بمشيئة الله تعالي علي السفر الي خارج القطر فقد أنبناكم عنا وأقمناكم مقامنا مدة غيابنا للنظر في أشغال حكومتنا وإصدار ما تستدعيه من الأوامر بما هو معهود فيكم من الروية وكمال الدراية، وعند عزم عطوفتكم أيضاً علي السفر ينظر مدة غيابكم سعادة حسين فخري باشا ناظر الإشغال والمعارف في أشغال الحكومة بالاتفاق مع حضرات النظار الباقين بما نعهده فيهم من حسن الخبرة بالأعمال وما يقررونه تصدر به الأوامر تحت إمضاء سعادته، وقد أصدرنا أمرنا هذا للعلم به والعمل بموجبه.»

وزارته الأولى من 14 مايو 1891 – 17 يناير 1892

إبراهيم فؤاد باشا               نظارة الحقانية

تكران باشا                      نظارة الخارجية

حسين فخري باشا              نظارة الحقانية

عبد الرحمن رشدي باشا               نظارة المالية

محمد زكي باشا                نظارة الأشغال العمومية، ونظارة المعارف العمومية

مصطفي فهمي باشا           نظارة الداخلية

يوسف شهدي باشا             نظارة الحربية والبحرية

وزارته الثانية من 17 يناير 1892 – 15 يناير 1893

مصطفي فهمي باشا           نظارة الداخلية

إبراهيم فؤاد باشا               نظارة الحقانية

تكران باشا                      نظارة الخارجية

حسين فخري باشا              نظارة الحقانية

عبد الرحمن رشدي باشا               نظارة المالية

محمد زكي باشا                نظارة الأشغال العمومية، نظارة المعارف العمومية

يوسف شهدي باشا             نظارة الحربية والبحرية

وزارته الثالثة من 12 نوفمبر 1895 – 11 نوفمبر 1908

مصطفي فهمي باشا           نظارة الداخلية

إبراهيم فؤاد باشا               نظارة الحقانية

أحمد مظلوم                     نظارة المالية

بطرس غالي باشا              نظارة الخارجية

حسين فخري باشا              نظارة الأشغال العمومية، نظارة المعارف العمومية

محمد عياني باشا               نظارة الحربية والبحرية

وفي اثناء عهد هذه الوزارة في أكتوبر ١٩٠٦ عين

سعد زغلول باشا               لنظارة المعارف العمومية

في العهد الطويل لوزارة مصطفي فهمي باشا الثالثة وقعت كثير من الأحداث السياسية التي لا ينسبها المؤرخون اليه وانما يفضلون نسبتها إلى الخديو عباس

ذكرنا  بالتفصيل ان مصطفي فهمي باشا   اشترك في ١١ وزارة من الوزارات الثماني عشرة المصرية الأولى مع انه لم يبدأ الا من الوزارة الرابعة ، وعلى صعيد آخر نقول : إنه يحتل أيضا الترتيب الثاني بين الذين تولوا أكبر عدد من الوزارات فيما قبل الثورة، إذ تولي 6 وزارات (ويشترك معه في هذا ستة آخرون) ولا يسبقهم إلا إبراهيم عبد الهادي (الذي عمل وزيرا لسبع وزارات)، بيد أن مصطفي فهمي يتميز عنهم بأنه تولي 6 وزارات من أصل ٨ وزارات كانت هي كل الوزارات في زمنه، بينما كان العدد في زمن الباقين قد وصل إلي عشر وزارات وأكثر.

في العهد الطويل لوزارة مصطفي فهمي باشا الثالثة وقعت كثير من الأحداث السياسية التي لا ينسبها المؤرخون اليه وانما يفضلون نسبتها إلى الخديو عباس حلمي أو الى الوزراء الآخرين من قبيل بطرس غالي وزير الخارجية . فقد شن الجيش المصري ما عرف على أنه حملة السودان (1896 – 1898)، وتم استرداد السودان ، كما تم إبرام معاهدة 19 يناير 1899، وهي الاتفاقية التي خولت لإنجلترا رسمياً الحق في الاشتراك في شئون حكم السودان ورفع العلم الإنجليزي، وتعيين حاكم عام مصري للسودان بناء علي طلب الحكومة البريطانية. وفي عهد هذه الوزارة وقع حادث العقبة (أو طابا) مايو 1906 كما وقعت حادثة دنشواي (13 من يونيو 1906).

يرى أستاذنا الرافعي وينقل عنه المؤرخون أن عهد هذه الوزارة كان حلقات متصلة مترابطة من التسليم في حقوق البلاد ومرافقها. ففي سنة 1897 طلب اللورد كرومر تعيين إنجليزي نائباً عمومياً بدلاً من النائب العام المصري حمد الله وبهذا صارت سلطة النيابة وهيئتها تحت تصرف الإنجليز ، على نحو ما كانت وزارة الحقانية تحت سيطرة المستشار القضائي البريطاني.

إذا كان من الإنصاف لمصطفى باشا فهمي أن نشير إلى ما تم من عهده من إنجازات تنفيذية فإن هذا سيعد ظلما لكل رؤساء الوزراء الآخرين الذين لم يقضوا في المنصب مثل ما أمضى من مدة طويلة مكنته من أن تنسب كثير من الإنجازات الكبرى والمتميزة إلى عهده من قبيل إنشاء خطوط  الترام والسكك الحديدية ، و شبكات المياه والصرف الصحي و الكهرباء ، وخزان (أو سد ) أسوان القديم ، والعديد من القناطر والكباري والطرق والقصور والمباني والحدائق والمدارس والمساجد مما سنتحدث عنه في مواضع أخرى .

وفضلا عن هذا فقد أنشئت في عهده مدرسة البوليس (الشرطة) عام 1896، وأنشئ بها عام 1903 قسم  لتخريج  كونستابلات مصريين.

ومن خسائر مصر في عهده أن الحكومة باعت في ١٨٩٨  تفاتيش الدائرة السنية، وكانت أملاكها الزراعية تبلغ نحو ثلاثمائة ألف فدان

وفي  1898 عقدت الحكومة صفقة كانت كما وصفها أستاذنا الرافعي وبالاً وخسراناً علي مصر،  وهي صفقة بيع البواخر الخديوية بأبخس الأثمان إلي شركة ألن وألدرسن الإنجليزية وأقر مجلس الوزراء هذه الصفقة الخاسرة، دون بحث أو تحقيق، واكتفي بالبيانات التي أفضي بها المستشار المالي، ووقع علي العقد أحمد مظلوم باشا وزير المالية ، و كان  بيع هذه البواخر بمثابة إنهاء للأسطول التجاري لمصر، بعد القضاء علي أسطولها الحربي. ومما أثبته الرافعي في نقده لهذه الصفقة المتخاذلة أن ثلاث بواخر من الإحدى عشرة باخرة المباعة كانت الحكومة قد اشترتها من مصانع إنجلترا بـ200.000 جنيه، أي أن ثمن الصفقة كله اقل من ثمن هذه البواخر الثلاث.

ومن خسائر مصر في عهده أن الحكومة باعت في ١٨٩٨  تفاتيش الدائرة السنية، وكانت أملاكها الزراعية تبلغ نحو ثلاثمائة ألف فدان، وكان هذا البيع سدادا لديون تلك الدائرة.

في سنة 1898 صدر المرسوم بتأسيس البنك الأهلي وأعطته الحكومة امتياز إصدار أوراق النقد المصري، فصار بمثابة بنك الحكومة، وهو بنك أهلي شكلاً واجنبي فعلاً.

وفي سنة 1898 شرع المستشار المالي البريطاني على نحو ما أثبته أستاذنا الرافعي المؤرخ .في بيع سكك حديد الحكومة في السودان إلي شركة إنجليزية، بحجة حاجة الحكومة إلي المال لتدبير نفقات الحملة علي السودان ، وكان الفضل لتركيا في وقف هذا البيع حين لجأ إليها الخديو عباس حلمي على نحو ما كان يلجأ كثيرا لتقليل طغيان البريطانيين و تجريفهم لثروة مصر .

مضت علاقة سعد زغلول بحميه مصطفي فهمي باشا في إطار الاحترام الكامل

أنجب مصطفي فهمي ثلاث بنات أشهرهن هي السيدة صفية زغلول «أم المصريين» التي حظيت بأكبر قدر من التكريم،  تزوجت سعد زغلول وهو مستشار في الاستئناف (1898) ولم تنجب منه، وقد كانت تربية صفية زغلول التركية المحافظة والصارمة عونا لها علي الاندماج في المجتمع المصري قبل ثورة 1919 وبعدها، محتفظة بمكانة المرأة المحترمة والمحافظة والقادرة في الوقت نفسه علي التواصل مع المجتمع السياسي الذكوري باحترام وتقدير. اما ابنتاه الاخريان  فهن قرينتا الدكتور محمود صدقي باشا محافظ القاهرة سابقاً، وإسماعيل سرهنك باشا مؤلف كتاب “حقائق الأخبار عن دول البحار .

مضت علاقة سعد زغلول بحميه مصطفي فهمي باشا في إطار الاحترام الكامل، وقد دخل سعد وزارة حميه قرب نهاية عهدها وزيرا للمعارف (1906)، وكان مرشحا لأن يخلف حماه في رياسة الوزارة في 1908، لكن الخديو عباس حلمي والانجليز آثروا اختيار بطرس غالي خلفا لمصطفي فهمى ليواصل ما يمكن تسميته بالنجلزة الشاملة .

وترأس  المؤتمر القبطي في أسيوط عام 1911 والذي سمي بالمؤتمر المصري.

وتوفي مصطفي فهمي باشا ليلة ١٤سبتمبر 1914 في رمل الإسكندرية، في إثر الشلل الذي أصابه عند رجوعه من أوروبا، ونقلت جثته من الإسكندرية إلي القاهرة حيث شيعت رسميا

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com