الرئيسية / المكتبة الصحفية / مقالات الجزيرة / الجزيرة مباشر / سامي الحناوي الرئيس السوري الذي لم ينل من الانقلاب إلا الاغتيال

سامي الحناوي الرئيس السوري الذي لم ينل من الانقلاب إلا الاغتيال

سامي الحناوي (1898 ـ 1950) هو السياسي السوري سيئ الحظ الذي قادته الظروف إلى أن يقود الانقلاب العسكري السوري الثاني الذي وقع في 14 أغسطس 1949 على انقلاب حسني الزعيم الذي هو الانقلاب العسكري السوري الأول.

وقد كان سامي الحناوي تاليا  ( مباشرة ) في كل شيء لحسني الزعيم ( بدرجة واحدة فقط)  فقد كان حسني الزعيم من مواليد 1897 وكان هو من مواليد 1898، وكان حسني الزعيم يسبقه بدرجة عسكرية واحدة أيضاً فقد كان زعيما (أي عميد) حين كان سامي الحناوي عقيد وقد توفيا أيضا في عامين متتاليين 1949، 1950.

بدأ  سامي الحناوي حياته معلما ثم ألتحق بمدرسة الحرب في إسطنبول “المدرسة العسكرية ” وقضى فيها عاما تخرج بعده ضابطاً فاشترك في معارك الحرب العالمية الأولى في قفقاسيا وفي فلسطين.

فلما تأسست المدرسة الحربية في دمشق التحق بها وتخرج فيها 1918 برتبة ملازم وخدم في سنجق لواء إسكندرون واشترك في حرب فلسطين شأنه شأن كل جيله من ضباط سوريا في ذلك الجيل؛وقد  كان مقرباً من الحزب السوري القومي الاجتماعي.

أما انقلاب الرئيس سامي الحناوي الذي وصفناه كثيرا بأنه كان انقلابا انجليزيا على الانقلاب الأمريكي فقد كان كالانقلابات الإنجليزية صريحا إذا ما قورن بالالتفاتات الأمريكية ولهذا فإنه في اليوم الأول أعدم رئيس الدولة حسني الزعيم ورئيس الوزراء محسن البرازي، واضطر الحناوي نفسه إلى أن يصبح رئيسا مؤقتا للدولة لمدة يومين فقط.

اقتراحات المدنيين

بعد ساعات من وقوع الانقلاب تشكلت لجنة ضمت هاشم الأتاسي وفارس الخوري، ورشدي الكيخيا، وناظم القدسي وأكرم الحوراني، وأوصت هذه اللجنة بتشكيل حكومة مؤقتة يرأسها هاشم الأتاسي تعيد للبلاد الحياة الدستورية.

تسليم السلطة للرئيس هاشم الأتاسي الرئيس الأسبق

وبعد يومين سلم الرئيس سامي الحناوي السلطة إلى هاشم الأتاسي الرئيس الأسبق الذي أذاع فوراً تشكيل الوزارة، وأعلن سامي الحناوي أن مهمته المقدسة قد انتهت، وأنه سيعود إلى الجيش.

الوزارة الجديدة

استمرت الوزارة برئاسة هاشم الأتاسي من 14 أغسطس 1949 حتى 10 ديسمبر1949 دون أن يحصل تبديل بين أعضائها، وقد سيطر حزب الشعب على  تشكيل الوزارة، وبخاصة وزارتي الخارجية والداخلية.

وحرصا على الاستقرار فقد تقرر استمرار العمل بالأحكام الصادرة في عهد حسني الزعيم، وأعلن احترام الوزارة للاتفاقيات المعقودة في عهد الزعيم وأبرزها اتفاق شركة التابلاين لإمرار النفط السعودي ، واتفاق شركة أنابيب العراق لإمرار النفط العراقي ، واتفاقيات التصفية للمسائل المعلقة بين سورية وفرنسا، وفي مقدمتها الاتفاق النقدي.

انقلاب الرئيس سامي الحناوي الذي وصفناه كثيرا بأنه كان انقلابا انجليزيا على الانقلاب الأمريكي فقد كان كالانقلابات الإنجليزية صريحا إذا ما قورن بالالتفاتات الأمريكية

أرسل سامي الحناوي قائد الانقلاب للوزارة  مجموعة من المراسيم بعزل بعض الموظفين وإحالة البعض الآخر على التقاعد  وقد أصر على عزلهم لأن وزراء حزب الشعب لا يميلون إليهم.

انتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد

كان حزب الشعب مصمما على استبعاد عودة شكري القوتلي لرئاسة الجمهورية، ولهذا أقرت الوزارة مرسوم قبول استقالة القوتلي وحل مجلس النواب.

النجاحات الاقتصادية

أقر مجلس الوزراء السماح بتصدير القطن فارتفعت أسعاره، وكذلك سمح بتصدير كمية من الحنطة فحققت أرباحاً تحولت نحو شراء كمية من الذهب فازداد حجم التغطية الذهبية للعملة السورية.

الانقلاب الثالث بقيادة أديب الشيشكلي

عاد الهدوء والأمل إلى سوريا ريثما أتمت الولايات المتحدة الأمريكية انتقامها ،  وحركت أديب الشيشكلي إلى الانقلاب الثالث في 19 ديسمبر 1949.

ولم يكن انقلاب الشيشكلي ليفتقد مبرراً ليقدمه للجماهير وقد تم تقديم المبرر بطريقة سنيمائية أمريكية مثيرة، سامي الحناوي فالمذاع حتى الآن عن السبب المباشر للانقلاب هو أن الحناوي كان قد دعا المنقلبين إلى اجتماع لمناقشة مشروع الاتحاد السوري العراقي لكنهم أحسوا أنه سيتربص بهم  وبالتالي فإنهم قرروا أن يتغدوا به قبل أن يتعشى بهم.

الثأر منه لإعدامه محسن البرازي

سُجن سامي الحناوي لفترة قصيرة ثم انتقل بعد إطلاق سراحه إلى بيروت لكنه اغتيل بعد أقل من شهرين على يد حرشو البرازي قريب محسن البرازي في 30 أكتوبر  1950.

أعيد جثمان الحناوي إلى سوريا و شُيّع في جنازة مهيبة في مدينة حلب يوم 2 نوفمبر 1950.

عديله الذي رسم صورته التاريخية

يعود أكثر الفضل في الصورة المشرقة لسامي الحناوي إلى عديله محمد أسعد طلس (1913 ـ 1959) وهو مفكر سوري كان أيضا من كبار موظفي الخارجية السورية ، وكان ممثلاً لسوريا في الأمم المتحدة وقد شارك مع عديله في الانقلاب، ثم هرب عند وقوع انقلاب الشيشكلي وهو الذي كتب سيرة الحناوي وتصدى لتصحيح الهجوم عليه ولرسم ما نسميه صورته المشرقة.

وقد نال  الدكتور محمد أسعد طلس ليسانس الآداب من جامعة القاهرة (1935) كما نال الدكتوراه على يد الأستاذين طه حسين وإبراهيم مصطفى برسالة عن سر صناعة الأعراب لابن جني ، كما نال الدكتوراه أيضا  من فرنسا.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com