كان المهندس محمد ماهر أباظة المولود في ١٢ مارس ١٩٣٠ أخاً غير شقيق لإثنين من نجوم السياسة في مصر أولهما هو الشاعر عزيز أباظة باشا نفسه؛ الذي كان يكبره بثلاثين عاما، والذي وصل إلى منصب المدير في عدة مديريات.
فضلاً عما وصل إليه من مجد ثقافي و شعري وعضوية مجمع اللغة العربية، وحصوله على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، ليكون سابع الأدباء حصولاً عليها بعد الأساتذة طه حسين والعقاد والحكيم والزيات وأبو حديد وتيمور، وقبل من تلاه في الحصول عليها وهو الشاعر أحمد رامي ، ثم يحيى حقي ونجيب محفوظ.
اما أخوه الثاني الذي عمل بالسياسة وبقي يعمل بها حتى عهد الرئيس حسني مبارك فهو النائب الوفدي أحمد بك أباظة الذي أصبح ابنه الدكتور محمود رئيسا لحزب الوفد؛ وأصبح أبنه أمين وزيرا للزراعة قبل ثورة يناير ٢٠١١.
كان ماهر أباظة من جيل المهندسين الشبان الذين لمعوا في نهاية عهد الرئيس أنور السادات؛ وقد سبقه إلى اللمعان والتألق ثلاثة كانوا يتفوقون عليه في مجمل معطياتهم وعطائهم هم حسب الله الكفراوي، وعبد العظيم أبو العطا الذي توفي مبكراً، ونعيم أبو طالب الذي قدر له أن يترك النظام مبكرا.
لكن أباظة تميز عن هؤلاء بأنه كان نموذج المهندسين الممارس ، الذي انتقل من الموقع الثاني إلى الموقع الأول وكأنه يترقى أو ينتقل فحسب.
محمد ماهر أباظة المولود في ١٢ مارس ١٩٣٠ أخاً غير شقيق لإثنين من نجوم السياسة في مصر أولهما هو الشاعر عزيز أباظة باشا نفسه؛ الذي كان يكبره بثلاثين عاما، والذي وصل إلى منصب المدير في عدة مديريات .
كان أباظة شقيق لإثنين من نجوم السياسة في مصر أولهما هو الشاعر عزيز أباظة باشا نفسه؛ الذي كان يكبره بثلاثين عاما، و الثاني هو النائب الوفدي أحمد بك أباظة الذي أصبح ابنه الدكتور محمود رئيسا لحزب الوفد وأصبح أبنه الثاني أمين وزيرا للزراعة قبل ثورة يناير ٢٠١١ .
وكان في أدائه الوزاري بين 1980 (وزارة السادات الأخيرة) وحتى نهاية عهد وزارة كمال الجنزوري في 1999 متقدماً في الحظوة والمكانة والسمعة والإنجاز.
لكنه مع كل تقديري وحبي له لم يكن قادراً على أن يصعد إلى طبقة الباشوات الأربعة الذين احتلوا مكانة الباشوات القدامي في عهد مبارك، وهم الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر ، والدكتور مصطفى كمال حلمي والدكتور أحمد عصمت عبد المجيد أمين عام الجامعة العربية ، والمستشار فاروق سيف النصر وزير العدل الأسبق .
والسبب بسيط وهو أن أباظة شغل نفسه بالحياة السياسية و البرلمانية واضطره لممارسات أنقصت من قيمته كباشا في عصر انتهى فيه الباشوات.
لكننا نستطيع أن نثني على أداء أباظة في الحفاظ على مستويات متميزة لمجال تخصصه، فقد نجح في توفير احتياجات مصر من الطاقة بحيث انتهت أزمات الطاقة في مصر في عهده تماماً.
وحقق هذا بدون تكاليف إضافية وبدون فساد في العقود أو التعاقدات وهي ميزة كبيرة إذا ما قورن بمن جاءوا بعده بل بمن سبقوه.
كذلك وزير للطاقة حريصا على التواكب مع تكنولوجيا الطاقة الجديدة، وعلى توليد الكهرباء من المحطات النووية على سبيل المثال، فإني اذكر قصة مهمة لتاريخنا الوطني على نحو ما وصلتني في ايامها، وهي أن الرئيس مبارك عقد اجتماعاً مع كبار وزرائه غداة حادث تشرنوبل.
وسأله عن كل ما وصلت إليه مشروعات محطاتنا النووية؛ فلما انتهى مبارك من سماعه قال له بنبرة حاسمة إقفل هذا كله، وانسحب من كل هذه التعاقدات، والتوقف عن كل الخطوات، فصعق المهندس ماهر أباظة لدرجة أنه قال للرئيس مبارك إنه على استعداد للنوم في المحطة النووية التي يشعر عند النوم فيها بالأمان بأكثر من بيته، وكان رد الرئيس مبارك على نحو ما تعود منه الناس: نم أنت أما أنا فلن أنام.
طالبه الرئيس مبارك بشكل حاسم الانسحاب من كافة تعاقدات وزارة الطاقة فصعق أباظة، وقال لمبارك إنه على استعداد للنوم في المحطة النووية التي يشعر فيها بالأمان بأكثر من بيته، فقال له مبارك: نم أنت أما أنا فلن أنام
كان من أسباب نجاحات ماهر أباظة أنه لم يمد عينيه إلى ضم وزارة البترول مع الكهرباء مع أن هذا كان هو الوضع الطبيعي؛ لكنه كان حكيما على طريقة“ العصفور في يد خير من عشرة على الشجرة “، وبخاصة أنه كان يرتاد بالكهرباء آفاقاً جديدة من قبيل الربط الكهربائي عبر الدول.
كان أباظة يؤدي واجباته العائلية مع تلك الأسرة التي كان قد بقي من أقطابها، من حرص هو نفسه على ان يظلوا يسبقونه في النفوذ المجتمعي؛ ومنهم الطيار وجيه أباظة الذي لم يصل إلى الوزارة على الرغم من أنه كان في بداية 1952 أهم ممن أصبحوا وزراء ونواب برئيس الجمهورية.
كما كان قد بقي زوج ابنة أخيه القريب منه في السن الأديب الشهير ثروت أباظة وكيل مجلس الشورى فضلا عن أخيه أحمد بك.
وحين اضطر الحزب الوطني إلى ترشيح ماهر أباظة في الشرقية فإنه صنع له دائرة مفصلة عن دائرة أخيه أحمد بك حتى لا يكون الأخوان متنافسين على نفس المقعد.
وبمثل هذه التصرفات وبمثل دعمه لشبان مغامرين من ذوي الشبهات و دعمه لصحف صفراء وصحف أخرى لا ترقى إلى أن تكون صحفاً صفراء كانت مكانة ماهر أباظة في ضميرنا ؛ تتمتع بالموازة مع شخصية من طراز الدكتور بطرس غالي بكل مجده.
توفي المهندس محمد ماهر أباظة في ٤ أكتوبر ٢٠٠٧