الدكتور محمد عبد الله ماضي ١٩٠٣- ١٩٨٧ واحد من علماء الأزهر الذين اتصلوا بالجامعات الغربية؛ وعاشوا الحياة الأكاديمية في مصر وخارجها .
ومكنهم الهدوء النفسي من المشاركة في الحفاظ علي تراث الأزهر في العصر الذي كان كفيلا بالعسف به؛ عاش حياته وأدي مهامه في هدوء، ورحل في هدوء .
ونستطيع أن ندرك الدرجة العالية من الثبات الإنفعالي التي كان يتمتع بها من مقارنته بزميله في البعثة الدكتور محمد البهي ١٩٠٥- ١٩٨٢.
ومع أنه كان أستاذا للتاريخ والحضارة، فقد عني بالمقررات التقليدية بأكثر من عنايته بارتياد آفاق التأليف الإسلامي، كذلك عني بالثقافة الإسلامية و تثقيف الجماهير من خلال الإذاعة وكان في أحاديثه ذا أسلوب متزن محبوب.
ومن المذهل الذي يدل على خصام حكوماتنا المصرية الدائم للعلم أن هذا الأستاذ الذي شغل هذا الموقع المتقدم في الدولة من خلال منصب وكيل الأزهر طيلة الستينيات كان قد حصل على الدكتوراه في موضوعات تتصل من قرب بتاريخ اليمن الحديث، من خلال دراسة صعود اليزيدية في اليمن والحركات النهضوية في جزيرة العرب .
وربما أنه لم يدر بخاطر أحد من الحكوميين والعسكريين، أن يسأل عن عالم تخصص في تاريخ اليمن لتستفيد منه الدولة في استراتيجيتها لتلك الحرب التي استنزفتها .
ولد الدكتور محمد عبد الله ماضي في ٧ فبراير 1903، في قرية أسمانية مركز شبراخيت محافظة البحيرة، وحفظ القرآن الكريم بكتاب القرية، فلما أتم حفظه في سنة 1917 التحق بمعهد الإسكندرية الديني، ودرس فيه عشر سنوات متصلة وحصل (1927) علي الشهادة العالمية النظامية (القديمة ).
و واصل دراسته العليا مباشرة فالتحق بقسم التخصص بالأزهر، وهو ما يوازي الدراسات العليا في التعبير المعاصر ، وحصل من هذا القسم علي شهادة العالمية (1930) وهكذا أصبح وهو في سن السابعة والعشرين مؤهلا بأعلى شهادات الأزهر في ذلك الوقت ، ونظرا لهذا التفوق فقد عين مباشرة مدرسا بمعهد الإسكندرية الديني.
الدكتور محمد عبد الله ماضي ١٩٠٣- ١٩٨٧ واحد من علماء الأزهر الذين اتصلوا بالجامعات الغربية؛ وعاشوا الحياة الأكاديمية في مصر وخارجها .
كان من حظ الدكتور محمد عبد الله ماضي أن وقع عليه اختيار مجلس مديرية البحيرة ليوفده (1931) في البعثة العلمية المخصصة من حصيلة تبرعات أهالي المديرية لتخليد ذكري ابن البحيرة الإمام محمد عبده ،من خلال تمويل تكاليف دراسة عالمين أزهريين لدرجة الدكتوراه من الخارج.
وهي البعثة التي نالها معه زميله التالي منه في السن بعامين الدكتور محمد البهي ١٩٠٥- ١٩٨٢ ، و من خلال هذه البعثة درس في العاصمة الالمانية برلين ثم في هامبورج وأتم بعثته فيها .
حصل الدكتور ماضي علي الدبلوم في اللغة الألمانية ١٩٣٤ وعلى الدكتوراه في التاريخ الإسلامي والإجتماع والفلسفة (1936) ، على حين حصل الدكتور محمد البهي في العام نفسه على درجة الدكتوراه في الفلسفة من ألمانيا.
وقد عاصر هذان الرجلان فترة صعود الزعيم الألماني هتلر لكنهما فيما بدا من تاريخهما لم يتأثرا بهذا الجو السياسي الجاذب للأجانب وبخاصة ممن يدرسون الانسانيات مثلهما ، كما أن إرتباطهما بالوطن حال بينهما وبين الإفادة من الفرص الكثيرة التي أتيحت للعمل في الجامعات الألمانية بسبب هجرة الأساتذة اليهود من ناحية و تجنيد الأساتذة الألمان من ناحية أخرى .
عين الدكتور محمد عبد الله ماضي عقب عودته مدرسا للتاريخ الإسلامي بكلية أصول الدين (1938)؛ ثم اختير ليكون سكرتيرا عاما للأزهر والمعاهد الدينية، وهي الوظيفة التي كان الشيخ محمود أبو العيون أشهر مَنْ شغلوها، وظل الدكتور ماضي يشغل هذه الوظيفة
نال الدكتور محمد عبد الله ماضي كثيرا من التقدير ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولي (1970) عند انتهاء خدمته، وكذلك منح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر.
إلي أن تم إلغاء هذه الوظيفة، فعاد إلي العمل أستاذا في كلية أصول الدين مرة أخري. ثم عين مديرا عاما للمعاهد الدينية، ثم وكيلا للأزهر (1962)، وهو المنصب الذي شغله بهدوء و سكينة لفترة طويلة من الزمن حتي خلفه فيه الشيخ عبد الحليم محمود (1970). وفي بداية شغله للمنصب تولي مشيخة الأزهر بالنيابة عقب وفاة الشيخ شلتوت وقبل أن يعين الشيخ حسن مأمون شيخا للأزهر.
اختير الدكتور محمد عبد الله ماضي عضوا بمجمع البحوث الإسلامية في أول مجلس تأسس لهذه المؤسسة العلمية ( 1961 ) التي أنشئت لتكون بديلا عن هيئة كبار العلماء.
نال الدكتور محمد عبد الله ماضي كثيرا من التقدير ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولي (1970) عند انتهاء خدمته، وكذلك منح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر.
آثاره:
* النهضات الحديثة في جزيرة العرب
* تاريخ اليمن الزيدية.
* حاضر العالم الإسلامي
* الازهر في ١٢ عاما
وفاته
توفي الدكتور محمد عبد الله ماضي في ٤ أكتوبر ١٩٨٧