كان الدكتور سعد ظلام ١٩٣٤- ١٩٩٩ صديقا كريما، وكان وجها من وجوه الحياة الثقافية اللامعة؛ نشيطاً دؤوبا منتشرا مجددا.
وكان صاحب روح ناقدة ودعابة حاضرة وهدوء نفسي، كما كان صاحب طموح ظاهر، بيد أن العمر لم يسعفه فقد توفي في السادسة والستين والعهد بأمثاله أن ينبغوا في هذه السن مجتمعيا وعلميا.
ومع هذا فقد كان له حضوره في الحياة العامة، وسلطة معنوية حققها باجتهاده، فقد كان عضوا منتخبا في مجلس إدارة اتحاد الكتاب، كما كان عميداً بارزاً في زمن الانتخابات.
وقد نال العمادة ثلاث مرات في وقت قريب من نوال الدكتورمحمد زقزوق لعمادة أصول الدين ونوال الدكتور عبد الفتاح الشيخ لعمادة كلية الشريعة، وإن لم يكن له حجم سلطتهما المعنوية.
كان الدكتور ظلام شاعراً قادراً على مواكبة الأحداث، ولو أنه تفرغ للشعر الاحتفالي لأبدع فيه كثيرا بذهنيه الوثابة و ذاكرته الشعرية الحاضرة ، لكنه شغل بالعلم والتدريس وبالإدارة الجامعية .
وشغل قبل هذا بالوظيفة فقد كان منذ مطلع حياته الوظيفية من الذين يقومون بأعباء الإدارة والتنسيق والتخطيط ويجدون أنفسهم في القيام بهذه الأعباء.
كان يُنسب إليه في أوساط الأزهريين أنه هاجم الشيخ جاد الحق علي جاد الحق بشعره على طريقة الهجاءين، لكنه في الحقيقة كان يستحيي أن يجاهر بهذا، و أذكر أني سألته فتغير وجهه من الحياء.
ومن العجيب أنه عاصر في كلية اللغة العربية أستاذا شاعرا خلفه في العمادة وهو الدكتور علي صبح، فكان ظرفاء الأزهريين من تلامذتهما يلعبان على ما بين الاسمين من تناقض الصبح والظلام، ووصل الحال أن قالوا في هذا شعراً من الشعر المصنوع.
ولد الدكتور سعد عبد المقصود ظلام في 3 أكتوبر 1934 في مركز الشهداء من محافظة المنوفية، وكان انتماؤه إلى طباع هذا الإقليم ظاهرا، كما أنه كان يتعامل مع هذا الانتماء باعتزاز.
وتلقى تعليما دينيا بدأه بحفظ القرآن الكريم في الكتاب وواصل دراسته في الأزهر؛ حتى حصل على الشهادة العالمية ، وهو في السادسة والعشرين من عمره في الدفعة التالية لدفعة الدكتور زقزوق .
ففي ذلك الوقت كان قسم الفلسفة الذي تخرج فيه الدكتور زقزوق تابعاً لكلية اللغة العربية، وفي السنة التالية 1961 حصل الدكتور سعد ظلام على العالمية مع الإجازة في التدريس (1961) وسار في ثلاثة مسارات متوازية .
الدكتور ظلام شاعراً قادراً على مواكبة الأحداث، ولو أنه تفرغ للشعر الاحتفالي لأبدع فيه كثيرا بذهنيه الوثابة و ذاكرته الشعرية الحاضرة ، لكنه شغل بالعلم والتدريس وبالإدارة الجامعية .
فقد كانت وظيفته في التدريس في المعاهد الأزهرية لكنه انتدب باحثا في مجمع البحوث الإسلامية ثم انتدب للعمل في مكتب الامام الأكبر ، وواصل مع هذا دراساته العليا ، وفي 1972 توج هذه الدراسات بحصوله على درجة الدكتوراه في الأدب، وكانت رسالته بعنوان “الحكاية على لسان الحيوان في شعر شوقي”.
عين الدكتور سعد ظلام مدرسا في كلية اللغة العربية عقب حصوله على الدكتوراه (1972) وواصل صعوده في سلك هيئة التدريس حتى أصبح عميداً للكلية لثلاث فترات.
في أثناء عمله بالأستاذية أعير إلى خمسة دول من الخليج العربي على التوالي، فأعير إلى السعودية وقطر والإمارات والكويت وعمان، وبذاك فقد عمل في كل دول مجلس التعاون الخليجي ما عدا البحرين .
كان للدكتور ظلام حضور رسمي في المجالس القومية المتخصصة وفي المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كما كان عضوا في لجان المناهج والكتب في وزارة التربية والتعليم.
وفي مؤسسات المجتمع المدني كان للدكتور سعد ظلام نشاط في جمعية الشبان المسلمين كما كان له نشاط في الندوات الشعرية وجماعات الشعراء.
اختير الدكتور سعد ظلام عضواً في مجمع البحوث الإسلامية
دواوينه
القافلة تسير
أرواح وأعاصير
آثاره
الظواهر الفنية في الشعر الجاهلي
لا لجارودي
من دروس الهجرة
وفاته
توفي الدكتور سعد ظلام في 19 أكتوبر 1999، وأم المصلين عليه الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر.