الرئيسية / المكتبة الصحفية / العلامة محمد الطيب النجار الذي جمع التفوق في التفسير والتاريخ

العلامة محمد الطيب النجار الذي جمع التفوق في التفسير والتاريخ

كان الدكتور محمد الطيب النجار نموذجا لعلماء الأزهر القادرين قدرة عالية على التواصل الحي إعلاميا ومجتمعيا، وكان توليه رئاسة جامعة الازهر في 1980 إيذانا بدخول تلك الجامعة إلى قلب المجتمع الثقافي من الأبواب الواسعة للثقافة لا من باب العلم الازهري وحده، فقد كان نشطا ذكيا مفوها ذربا محاورا منطلقا سريع الاستدعاء والترتيب والعرض والتعقيب، وكان شخصية عامة متميزة، وكان يتميز في حضوره بالتوهج مع الوقار، ولم يكن يقل استعدادا للحضور المجتمعي عن خلفه التالي له الدكتور محمد السعدي فرهود الذي يعتبر المؤسس الثاني لجامعة الازهر الحديثة بيد ان الدكتور فرهود يتميز عنه بطول بقائه في مصر وتشعب خبراته السابقة في أربع وزارات غير أزهرية هي التعليم والثقافة والتعليم العالي والخارجية، على حين قضّى الدكتور التجار سنوات طويلة في الخارج، ومع هذا كله فقد بدأ الدكتور محمد الطيب النجار بجدية وعزم فيما أتمه الدكتور فرهود بتوسع من تثبيت أركان الجامعة في المجتمع العام ثم جاء الدكتور عبد الفتاح الشيخ فدعم الكيان الجامعي الأزهري بجدية وقسوة ، وعلى سبيل المثال فقد كان من أهم قرارات الدكتور محمد الطيب النجار في فترة رئاسته لجامعة الأزهر إلزام طالبات الجامعة وموظفاتها بزي ملتزم .

نشأته وتكوينه العلمي

ولد الدكتور محمد الطيب النجار في عزبة النجار مركز أبو حماد من إقليم الشرقية، في 25 يونيو 1916 وكان والده الشيخ حسن النجار من علماء الازهر المعروفين، وقد وجه ابنه الى الدراسة الازهرية بعد أن حفظ القرآن الكريم في مكتب القرية والتحق بمعهد الزقازيق الديني، ونال من ذلك المعهد الشهادة الثانوية الأزهرية سنة 1935في ذروة الثورة الازهرية التي كان معهد الزقازيق من أقوى بؤرها الفاعلة، اختار الدكتور محمد الطيب النجار أن يكون طالبا في كلية أصول الدين وتخرج فيها حاصلا على الشهادة العالية سنة 1939، وفي هذه الدفعة تخرج اثنان من أسلافه في منصب وكيل الأزهر ( هما الامام الأكبر محمد عبد الرحمن بيصار، المولود 1910، الذي تولي الوزارة والمشيخة بعد وكالة الازهر والدكتور عبد المنعم النمر، المولود 1913، الذي تولى الوزارة بعد منصب وكيل الازهر ) أما سلفه المباشر في منصبي وكيل الأزهر ورئيس الجامعة الأزهرية فهو الدكتور عوض الله جاد حجازي، المولود قبله بسنتين 1914،و الذي حصل على الشهادة العالية في 1940

بين التفسير والحديث

التحق الدكتور محمد الطيب النجار بقسم الدراسات العليا في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية في جامعة الأزهر حيث نال درجة العالمية من درجة أستاذ سنة 1946 في التاريخ الإسلامي، وكان التاريخ في ذلك الوقت (كالفلسفة) تابعا لكلية أصول الدين لا اللغة العربية ، وكانت الشهادة العالمية من درجة أستاذ تمنح في أحد ثلاثة تخصصات هي التفسير والحديث أو التوحيد والمنطق أو التاريخ وقد اختار الدكتور محمد الطيب النجار أن يتم سالته في التاريخ مع شغفه بالعلوم الأخرى واشتغاله بها في التدريس والاستاذية بعد ذلك، وقد كان هذا هو الأسلوب المتبع في الأزهر وكليتي الطب والحقوق أيضا، تنقل الدكتور محمد الطيب النجار في وظائف التدريس من مدرس بالمعاهد الدينية إلى مدرس بكلية اللغة العربية بالأزهر، ثم إلى أستاذ مساعد ثم إلى أستاذ ثم إلى رئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية سنة 1971.

أستاذيته في الأزهر

بالإضافة الى تخصصه في التاريخ تولى الدكتور محمد الطيب النجار تدريس التفسير والحديث في معاهد الازهر الدينية (1946 – 1958)، وتولى تدريس التفسير في كلية اللغة العربية (مع التركيز والاهتمام بالنواحي البلاغية بحسب المنهج الملائم لكلية اللغة العربية)

أستاذيته في الجامعات الإسلامية

تولى الدكتور محمد الطيب النجار تدريس التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية في جامعة بغداد (1964 – 1966)، وفي جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض (1974- 1978).

مناصبه القيادية

عين الدكتور محمد الطيب النجار وكيلاً للأزهر الشريف وعضوًا بمجمع البحوث الإسلامية سنة 1979 خلفا للدكتور عوض الله حجازي، ثم عين رئيسًا لجامعة الأزهر سنة 1980 خلفا للدكتور عوض الله حجازي أيضا، وأحيل على التقاعد في آخر أغسطس سنة 1983 حيث خلفه الدكتور محمد السعدي فرهود بادئا سلسلة الأساتذة المتأهلين بدرجات الدكتوراه المصرية، وبعد تقاعده ظل الدكتور محمد الطيب النجار أستاذًا متفرغًا بكلية اللغة العربية حتى توفي. وتولى رئاسة المركز الدولي للسنة والسيرة .

عضويته في مجمع اللغة العربية

انتخب الدكتور محمد الطيب النجار عضوًا في مجمع اللغة العربية (1984) في الكرسي السابع الذي كان يشغله سلفه المرحوم الإمام الأكبر الشيخ محمد الفحام، فكان في هذا شبيها بما حدث مع الدكتور محمد محيي الدين عبد الحميد حين انتخب فشغل كرسي الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت، وكان من حظ الدكتور محمد الطيب النجار أن حظي بكلمات مجمعية قادرة على تتويجه والاعتراف بفضله ألقاها من استقبلوه وأبنوه وخلفوه ، وقد تصادف أن خلفه في كرسيه الدكتور أحمد مستجير، وفي المجمع شارك الدكتور محمد الطيب النجار في لجنة معجم ألفاظ القرآن الكريم، ولجنة التاريخ.

آثاره

التفسير
·      النبأ الصادق في تفسير سورة الأنفال سنة 1958.

السيرة

·      القول المبين في سيرة سيد المرسلين [من الإنصاف أن نقول إن لهذا العنوان إيقاع الكتاب الأشهر: نور اليقين للشيخ محمد الخضري مع اختلاف المقاربة والنص بالطبع]

·       دراسات، في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية، دار الاعتصام

·      تدوين السنة النبوية، أصدره المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية 1965.

التاريخ الإسلامي
·      الموالي في العصر الأموي، أصدرته دار النيل للطباعة، 1949.

·      الدولة الأموية في الشرق بين عوامل البناء ومعاول الفناء، دار الكتاب العربي 1965

·      نظرات في عصر الخلفاء الراشدين (دار الاتحاد العربي للطباعة) 1972.

·      تاريخ الأنبياء في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية 1978.

·      مشاهير الأئمة في الفقه والحديث، 1952

·      من وحي البلد الأمين، مكتبة الخانجي، 1951.

·      صلاح الدين الايوبي والصليبيين

اتصاله بالصحافة

نشر الدكتور محمد الطيب النجار كثيرا من المقالات في مجلة الإسلام، ومجلة الأزهر بمصر، ومجلة الأمة بقطر، ومجلة الوعي الإسلامي بالكويت ومجلة الحرس الوطني بالسعودية،

البرامج الإذاعية

للدكتور محمد الطيب النجار عدد كبير من البرامج الإذاعية والتليفزيونية المتعددة.

المؤتمرات التي حضرها وشارك فيها ببحوث علمية
·      مؤتمر الاقتصاد الإسلامي بالهند (ولاية كارلا) 1979.

·      مؤتمر الهجرة النبوية بسيريلانكا 1979.

·      مؤتمر البنوك الإسلامية بقبرص (التركية) 1980.

·      مؤتمر البنوك الإسلامية بغينيا 1981.

·      مؤتمر مكافحة المخدرات والمسكرات بالمدينة المنورة 1982م.

·      مؤتمر الفقه الإسلامي بالرياض 1982م.

البلاد التي زارها

الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا الغربية وسيريلانكا والهند والباكستان والإمارات وتركيا والسنغال وقبرص (التركية).

تكريمه

نال الدكتور محمد الطيب النجار من باكستان الجائزة العالمية في السيرة النبوية وسلمها له قام الرئيس الباكستاني ضياء الحق في المؤتمر العالمي للسيرة النبوية الذي عقد في باكستان العام 1985 ونال وسام الجمهورية من الطبقة الأولى من الرئيس أنور السادات العام 1979، وكذلك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1983من الرئيس مبارك،

وفاته

في 5 أغسطس 1991في واشنطن حيث كان يتلقى علاجه

تم النشر نقلا عن موقع الجزيرة مباشر

لقراءة المقال من موقع الجزيرة إضغط هنا

للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com