موقع الدكتور محمد الجوادي | أبو التاريخ
الشيخ الدكتور عوض الله جاد حجازي هو الرئيس الخامس لجامعة الأزهر، وهو أول رؤسائها من بين مَنْ تخرجوا في كلية أصول الدين.
فقد كان الرئيسان الأولان (محمد البهي وأحمد حسن الباقوري) من خريجي النظام القديم في الأزهر، والثالث (بدوي عبد اللطيف ) من كلية اللغة العربية، والرابع محمد حسن فايد (من كلية الشريعة) أما الدكتور عوض الله جاد حجازي فقد جاء من كلية أصول الدين بل كان عميدها لمدة سبع سنوات.
وهو الرئيس الثاني أو الأوسط (بعد سلفه المباشر) من بين العلماء الثلاثة الذين رأسوا جامعة الأزهر من بين الحاصلين على درجة العالمية من درجة أستاذ ، الذين لم يحصلوا على درجات غربية ، والذين يبدأون بالرئيس الرابع للجامعة محمد حسن فايد( ١٩١١- ١٩٨١)؛ ثم عوض الله جاد حجازي (1914 ــ 2006) ثم الدكتور محمد الطيب النجار (1916-١٩٨٤ ) أما الرئيس السابق عليهم وهو الرئيس الثالث الدكتور بدوي عبد اللطيف عوض (1911 ــ ١٩٩٥ ) فكان قد حصل على العالمية وحصل أيضا على الدكتوراه من ألمانيا .
والشيخ الدكتور عوض الله جاد حجازي هو على وجه العموم أقصرهم مدة في رئاسة الجامعة وإن كان هو أطولهم عمراً وبعد هؤلاء الخمسة وحتى الان يأتي العلماء الحاصلون على درجات الدكتوراة المصرية الجديدة وأولهم الرئيس السادس الدكتور محمد السعدي فرهود.
ولد الدكتور عوض الله حجازي في قرية زاوية رزين مركز منوف بمحافظة المنوفية في ديسمبر (1914)، وتلقى تعليما مدنيا وحفظ القرآن الكريم في الكتاب، والتحق بعد ذلك بمعهد القاهرة الديني، ودرس فيه حتي نال الشهادة الثانوية الأزهرية (1936)، ثم درس في كلية أصول الدين ونال شهادتها العالية (1940)، في دفعة من أوليات الدفعات علي النظام الحديث، وبعد سبع سنوات ١٩٤٧ حصل علي شهادة العالمية من درجة أستاذ في العقيدة والفلسفة برسالة عن “ابن القيم”.
قبل حصوله على شهادة العالمية عمل الدكتور عوض الله حجازي بالتدريس في المعاهد الأزهرية، وبعدها عمل في الكليات الأزهرية حيث حصل درّس في كلية اللغة العربية (1948 ـ 1963).
ولما انتقل تدريس الفلسفة والعقيدة من كلية اللغة العربية إلي كلية أصول الدين انتقل هو أيضا إلي كلية أصول الدين (1963)، وهي الكلية التي عمل وكيلا لها (1970)، ثم عميدا (1971) لمدة سبع سنوات اختير بعدها نائبا لرئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث ١٩٧٨ ، ثم وكيلا للجامع الأزهر (مارس 1979) خلفا للدكتور عبد المنعم النمر الذي اختير وزيرا للاوقلف ، ثم عين رئيسا للجامعة بعدها بخمسة شهور فقط (أغسطس ١٩٧٩)، أي قبل ان يبلغ سن التقاعد بأربعة شهور ، ولم يمكث في رئاسة الجامعة إلا حتي ديسمبر 1980 حيث خلفه الدكتور محمد الطيب النجار.
تقليد التعاقب على المناصب الأزهرية العلمية
وهكذا مر الدكتور عوض الله جاد حجازي بكل المناصب القيادية في الأزهر جامعا وجامعة، متبعا سلسلة التعاقب الزمني.
إذ كان الثاني فيما بين رؤساء الجامعة الازهرية (بعد الدكتور محمد حسن فايد ) الذي مر على التعاقب بالمناصب الخمسة: وكيلا وعميدا ونائبا لرئيس الجامعة ووكيلا للأزهر ثم رئيسا لجامعة الأزهر، وقد استغرقت هذه المناصب الخمسة عشر سنوات من حياته كان معظمها في عمادة أصول الدين.
عرف الدكتور عوض الله جاد حجازي بحبه لطلابه وحدبه على وقتهم وتشجيعه لأنشطتهم الشبابية ، وحثه لهم على تنمية وتجويد مشاركاتهم في كل أنشطة الجامعات المصرية ، وحرصه الفائق علي حل مشكلاتهم ، وكانت النتيجة أن ارتفع سهم جامعة الازهر في الأنشطة الطلابية و الشبابية في عهده حتى فاقت الجامعات الاخرى عن جدارة ، و كنا ونحن في الجامعة نغبط زملائنا الازهريين على حفاوته بالنشاط الطلابي ، و قد مهد هذا التفوق لجهود الدكتور فرهود في وضع الجامعة على الخريطة الجامعية و المجتمعية باقتدار.
كلية الدراسات الإسلامية والعربية
بعد تقاعده عمل أستاذا متفرغاً في قسم أصول الدين لكلية الدراسات الإسلامية والعربية وبقي حتى وفاته.
آثاره
- أضواء على نشأة علم الكلام والفرق الإسلامية
- ابن القيم وموقعه من التفكير الإسلامي
- محاضرات في العقيدة الإسلامية والأخلاق
- مقارنة الأديان بين اليهودية والإسلام
- المرشد السليم في المنطق الحديث والقديم في تاريخ الفلسفة اليونانية
- المرشد السليم في المنطق الحديث والقديم في تاريخ الفلسفة الإسلامية وصلتها بالفلسفة اليونانية
وفاته
توفي الدكتور عوض الله جاد حجازي في 16 ديسمبر 2006 قبل ثلاثة أيام من بلوغه الثانية والتسعين من عمره.
