كان الشيخ أحمد فهمي أبو سنة ١٩٠٩- ٢٠٠3 أكبر علماء الأزهر المعمرين في جيله مع الشيخ محمد نايل، وإن كان العمر قد امتد بالشيخ محمد نايل بعده 7 سنوات؛ لكن اشتغال الشيخ أبو سنة بالشريعة وعلومها في عصر المناقشات القانونية المتشعبة حفظ له حضورا مجتمعيا و مكانة مرموقة في مناقشات الأزهريين واجتماعاتهم العلمية في مجمع البحوث الإسلامية على سبيل المثال.
ولد الشيخ أحمد فهمي أبو سنة في الجيزة 1909، واسمه الكامل أحمد فهمي محمود خليفة أبو سنة، وهو ينتمي إلى عائلة أبو سنة، وهي من العائلات الكبيرة في إقليم الجيزة، وتفخر هذه العائلة بأنها سُميت بهذا الاسم لالتزامها بالسنة!
وكان جده الشيخ محمود خليفة أبو سنة من الشيوخ المعروفين، وعلى يديه بدأ الشيخ أحمد تعليمه الديني قبل أن يلتحق بالأزهر وهو في الثانية عشرة من عمره (1921).
بلغة الأكاديميين الجامعيين فإن الشيخ أحمد فهمي أبو سنة هو أول من تخصص في الشريعة [فقط] فانفردت به من بين علماء الأزهر بحيث لم يمارس في أستاذيته وبحوثه وتدريسه و مؤلفاته إلا علوم الشريعة، ذلك أنه تصادف أن كان من الذين صادفوا نشأة الكليات الأزهرية، وهم ينتهون من الدراسة بالقسم العام بالأزهر (أي التعليم الثانوي) ومن ثم فإنه اختار أن يلتحق بكلية الشريعة، فكان واحدا ممن انتظموا في الدراسة فيها في أولى دفعاتها، ثم واصل دراساته العليا من أجل الحصول على شهادة العالمية من درجة أستاذ مباشرة.
وتصادف أيضا وهو أمر منطقي أن تكون رسالته بمثابة أول رسالة جامعية تناقش مناقشة علنية في الأزهر، وقد رأس لجنة المناقشة الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر بنفسه، واشترك معه في المناقشة ستة من العلماء كان أولهم هو المفتي الشيخ عبد المجيد سليم، وكان معهم خمسة آخرون هم الشيخ إبراهيم الجبالي، والشيخ عيسى منون (عميد كلية الشريعة فيما بعد) والشيخ محمود أبو رقيقة، والشيخ أحمد أبو النصر، والشيخ العناني.
كان الشيخ أحمد فهمي أبو سنة أيضا من العلماء القلائل الذين مارسوا الأستاذية في البلاد العربية الثلاث الكبرى إذ مارس الأستاذية في دمشق وبغداد بالإضافة إلى القاهرة كما مارسها في ليبيا، وهكذا كان ممن يمكن تسميتهم بعلماء العرب فيما قبل حقبة النفط .
عالج الشيخ أحمد فهمي أبو سنة في بحوثه عددا من قضايا العصر واشتبك بالقضايا الاجتماعية، و عالج الرؤى المتعددة في فقه الأسرة والمرأة والسياسية والحقوق السياسية .
وكان من أهم من كتبوا في القضايا الاقتصادية والإشكاليات المصرفية وعقود التأمين وحقوق الملكية، وكان في هذا كله فقيها تقليديا محافظا ومواكبا للعصر في الوقت ذاته بما يعني أنه لم يكن يتجاوز في حدود تقدير الضرورة بقدرها كما أنه لم يكن يتجاهل وجود الضرورة .
وضع الشيخ أحمد فهمي أبو سنة مؤلفا متميزا في أصول الفقه .
بلغة الأكاديميين الجامعيين فإن الشيخ أحمد فهمي أبو سنة هو أول من تخصص في الشريعة [فقط] فانفردت به من بين علماء الأزهر بحيث لم يمارس في استاذيته وبحوثه وتدريسه و مؤلفاته إلا علوم الشريعة
ظل الشيخ أبو سنة حتى آخر حياته يحتل مكانة مرموقة بين أعضاء مجمع البحوث الإسلامية وبين أساتذة جامعة الأزهر جميعا.
فقد كان من العلماء المجيدين لعلوم الشريعة، قيل في تصوير علمه وحجيته أنه كان يحفظ كتاب التحرير للكمال ابن الهمام.
وكما اختير عضوا في مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة ،وعضوا في مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة وكان من أوائل من جمعوا بين عضويتي هذين المجمعين .
آثاره
- مقاصد الشريعة
- الوسيط في أصول الفقه
- فقه الأسرة المسلمة
- العرف والعادة في رأي القضاء.
- حقوق المرأة السياسية
- محاضرات في أصول الفقه
- علم الاقتصاد الإسلامي: ضرورة قائمة وحقيقة واقعة
- نظريات الحق والعقد والملك والضمان
وفاته
توفي الشيخ أحمد فهمي أبو سنة في ١٩ سبتمبر ٢٠٠٣.