في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، كنت ألقى الدكتور إبراهيم أبو الخشب في الهيئة المصرية العامة للكتاب فيعتريني شعور بالبهجة أن أجد أستاذا شيخا أزهريا معمما نشطاً يؤلف في الأدب، ويعني بأن يتابع مؤلفاته، وأن ينشرها في دار نشر عامة ليفيد منها القراء.
ولا يقتصر في النشر على دور النشر الجامعية أو الأكاديمية، أو تلك التي تختص بالكتب المقررة في الجامعات أو في الأزهر.
وكنت في الوقت ذاته أقرأ ما يقدمه في كتاباته التي كتبها عن الأدب المعاصر في مصر فأعجب بطريقة التناول المجملة التي تقرب الإحاطة بالأدب العربي المعاصر كله وتيسر هذه الإحاطة ولا تلزم نفسها بما تلتزم به المؤلفات الجامعية عادة (مما يفرضه قصور الهمة) ..
من إعادة نشر رسالة الأستاذ الجامعي أو بحوثه التي قدمها للترقية في الأستاذية أو قبلها في الأستاذية المساعدة.
أما الدكتور إبراهيم أبو الخشب فكان كعادة الأساتذة الأجانب في الجامعات الكبرى يقدم إطارا عاما يمكن أن يوصف بلغة مفاهيمنا المعاصرة على أنه يمثل مقرراً دراسيا يكتبه الأستاذ مستعينا بإطلاعه ومعرفته المباشرة للأدب والأدباء فضلاً عن قراءته وثقافته.
ومن الحق أن نقول إنه كان في تأليفه منصفا مقسطاً ملماً مبدعاً مجيداً للعرض والحكم على الأمور.
ولد الدكتور إبراهيم أبو الخشب واسمه الكامل إبراهيم علي أبو الخشب في محلة بشر في مركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، ومن المهم أن نستطرد هنا لنقول إن عائلة بشر المشهورة ينتمون إلى قرية محلة دياي بالقرب من دسوق في كفر الشيخ وليسوا من محلة بشر وإنما أبو الخشب هو الذي من محلة بشر.
تلقى الدكتور إبراهيم أبو الخشب تعليما تقليديا بدأ بحفظ القرأن الكريم في الكتاب ثم انتظم في الأزهر حتى كان من أوائل خريجي كلية اللغة العربية وقد تخرج فيها في أولى دفعاتها ونال درجة التخصص في البلاغة.
من الطريف و العجيب في أمر الدكتور إبراهيم أبو الخشب أنه مارس التدريس في المعاهد الأزهرية، كما مارس الإمامة والخطابة في وزارة الأوقاف وذلك قبل أن يعمل أستاذا في كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين، وهكذا كان من القلائل في ذلك العصر الذين جمعوا بين التفوق في الوظائف الثلاث.
وقد عمل في معاهد القاهرة وطنطا وسوهاج، كما أعير إلى ثلاثة أقطار عربية هي ليبيا والأردن والعراق، وهكذا ظل محبا للأدب وللقراءة ولم ينشغل بالحرص على الإكثار من البقاء في جامعات الخليج العربي.
امتدت المجالات التي ألف فيها الدكتور إبراهيم أبو الخشب تبعا لميادين عمله فألف في التفسير والفلسفة والأدب والتاريخ على نحو ما سنرى من قائمة مؤلفاته.
وكان للدكتور أبو الخشب نشاطه المعروف في عهد الليبرالية فقد كان خطيبا ثائراً نشطاً مشاركا في الحياة السياسية والعامة بجد واحترام و تأثير .
آثاره
- ديوان شعر مخطوط أعده ولم ينشره.
- تفسير سورة لقمان.
- من فيض القرآن.
- تجديد الفكر الإسلامي.
- الرسول: نشأته ودعوته.
- يا رسول الله.
- في اللغة والأدب.
- محنة اللغة العربية.
- بقية المستفيد من العروض الجديد.
- المجتمع والخواطر.
- هواتف إسلامية.
- الأسرة الأولى: آدم وحواء.
- الإسلام المظلوم.
- التاريخ.
- أولياء الله الصالحون.
وفاته
توفي الدكتور إبراهيم أبو الخشب في 2 مارس 2000.
تم النشر نقلا عن موقع الجزيرة مباشر
لقراءة المقال من موقع الجزيرة إضغط هنا
للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا