الرئيسية / المكتبة الصحفية / مقالات الجزيرة / الجزيرة مباشر / العلامة الشناوي أشهر نحوي تبحر في دراسة الهمزة وطباعة المصحف

العلامة الشناوي أشهر نحوي تبحر في دراسة الهمزة وطباعة المصحف

كان الأستاذ عبد العظيم الشناوي (1911 ـ 1991) واحدًا من أبرز أساتذة اللغة والنحو في الأزهر الشريف وجامعته والجامعات السعودية، كما أنه كان واحدًا من الأساتذة التقليديين المدققين ذوي الاهتمام بتاريخ علم النحو وبداياته وتطوره.

لكنه كان من الذين يفضلون أن يكونوا من  أصحاب اللمعان الهادئ والعمل المتصل في صمت أي من طراز العلماء المجدين البعيدين بجهدهم عن الأضواء.

اسمه بالكامل عبد العظيم علي علي الشناوي، ويشتبه اسمه (لكنه لا يتفق) مع اسم أشهر أستاذ للتاريخ في جامعة الأزهر الشريف في الجيل المعاصر له: الدكتور عبد العزيز الشناوي،  المولود معه في نفس العام والذي هو من خريجي كلية الآداب.

ومن الجدير بالذكر أني حريص على إثبات هذا الاستطراد لأني واجهته في عمل موسوعي راجعته وأنقذت الموقف و صححته، لكن خبرتي علمتني أن كثيرا من الأخطاء تتكرر بحكم ما تتبرر به من التشابه  ولهذا لزم التنويه.

الشيخ عبد العظيم على الشناوي

 

ولد الشيخ عبد العظيم علي الشناوي في المطرية بمحافظة الدقهلية في ١٩ أكتوبر سنة 1911، وتلقى تعليما أزهريا تقليديا حتى تخرج في  كلية اللغة العربية  ١٩٣٩ في دفعة من أوليات دفعات كلية اللغة العربية بعد أن عرف الأزهر نظام الكليات الثلاث.

 
 

وقد واصل دراساته العليا حتى حصل في ١٩٤٥ على شهادة العالمية من درجة أستاذ في النحو والصرف برسالة عن الهمزة وأثرها وأحوالها .

كان الأستاذ عبد العظيم الشناوي من الذين استحوذوا على ثقة العلامة الشيخ إبراهيم حمروش في مرحلة مبكرة  من اشتغاله بالنحو.

ويروى أن الأمام الأكبر كان يعهد إليه بدراسة الموضوعات العلمية التي يتدارسها مجمع اللغة العربية ويعرض آراءه على أعضاء المجمع  فيعجبون بما يذهب إليه هذا العالم الشاب ومن هنا نشأ صيته العلمي المبكر .

عرف  الشناوي طيلة حيلته العلمية أيضا بتوظيفه الذكي للمنهج الفكري الذي صاغه صاحب القاموس المحيط في مقدمة القاموس، وهو منهج متقدم في أدواته ومقارباته  يمثل مذهبا مستقلا من الفكر اللغوي.

وقد اشتهر الشيخ الشناوي بأنه كان يدل العلماء و الباحثين على هذا المنهج  ويساعدهم على استيعابه من دون أن يعيد تقديمه بنفسه في لغة عصرية   وهو نوع من أنواع التجرد السامي و بخاصة أن هذه المقدمة ألهمت كثيرا من العلماء تصويبا لكثير من توجهاتهم بفضل تمكن صاحب القاموس من متن اللغة .

كان الشناوي من جماعة الأكاديميين الأزهريين الأوائل الذين لقوا عنت الدكتور محمد البهي، والذين يأتي في مقدمتهم الأستاذ الدكتور الشيخ محمد نايل (1909- 2011)، الذي قضى حياته أستاذًا للأدب في كلية اللغة العربية وعميدا للكلية  وعضوا في مجمع اللغة العربية.

عرف  الشناوي طيلة حيلته العلمية أيضا بتوظيفه الذكي للمنهج الفكري الذي صاغه صاحب القاموس المحيط في مقدمة القاموس وهو منهج متقدم في أدواته ومقارباته  يمثل مذهبا مستقلا من الفكر اللغوي.

ومن هؤلاء  زميله التالي له في المولد بعام واحد الدكتور محمد رفعت فتح الله ( ١٩١٢- ١٩٨٤ ) الذي وصل إلى عضوية مجمع اللغة العربية  في١٩٧٩..

و الدكتور إبراهيم البسيوني (1911 – 1195) الذي وصل أيضًا إلى عضوية مجمع اللغة العربية  في ١٩٩٢،  و من هؤلاء العلماء أيضا زميلاه اللذان وصلا إلى رئاسة الجامعة الدكتوران محمد حسن فايد  ١٩١١ وعوض الله جاد حجازي والدكتور إبراهيم نجا  (191٣ – 19٨٤).

والدكتور سليمان ربيع ١٩١١- ١٩٨٨، والدكتور حسن جاد ١٩١٤- ١٩٩٥ . وكان هذا الجيل من الحاصلين على العالمية بدرجة أستاذ قد تعرضوا لظلم الدكتور البهي وتعسفه  غير الواعي حين تولى منصب مدير الجامعة الأزهرية، حيث كان حريصًا على أن يؤخر مكانتهم ليُمكن لشهادات الدكتوراه الغربية و للحاصلين على شهادات الدكتوراه الغربية. .

بحيث تسبق الدرجات الغربية هذه الدرجة الأزهرية العلمية الوطنية ، التي كان الحاصلون عليها قد ناقشوا بالفعل رسائل علمية اشترك في مناقشتها أساتذة الجامعات المصرية من خارج جامعة الأزهر، وشغلوا بها المناصب العلمية  والأكاديمية في الكليات الأزهرية وقاموا بها خير قيام .

عمل الشيخ عبد العظيم الشناوي في بداية حياته الوظيفية مدرسا في معهدي أسيوط وطنطا الدينيين، ثم انتقل للعمل في كلية اللغة العربية منذ ١٩٤٨ وهو تاريخ مبكر لأمثاله وقد تدرج في وظائف هيئة التدريس حتى حصل على درجة الأستاذية في ١٩٧٢ .

أعير الشناوي إلى المملكة العربية السعودية أستاذا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وفي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، كما اختير في أثناء عمله بالسعودية عضوا في لجنة المصحف الشريف بمجمع الملك فهد.

كذلك كان الشيخ عبد العظيم الشناوي قد أعير إلى ليبيا وعمل أستاذا للدراسات العليا بالجامعة الإسلامية في مدينة البيضا الليبية.

وبعد انتهائه من إعارته عاد إلى مصر فعمل أستاذا متفرغا في جامعة الأزهر.

آثاره

الهمزة وأثرها وأحوالها في لغة العرب.

التعريف بفن التصريف، الموضح في الدراسات اللغوية.

مذكرة في الجموع، التطبيقات على قواعد اللغة العربية.

تعليقات على كتاب «نشأة النحو وتاريخ اشهر النحاة » لمحمد عياد الطنطاوي.

حقق: معجم المصباح المنير.

وفاته

توفي الشيخ عبد العظيم الشناوي في ١٥ أغسطس  سنة 1991.

 

تم النشر نقلا عن موقع الجزيرة مباشر

لقراءة المقال من موقع الجزيرة إضغط هنا

للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا

 
شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com