كان من حسن حظي الذي أنعم الله به على أنني لقيت الأستاذ عبد العليم عيسى لقاء عابرا، لكنه كان عميقا، كنت قد ذهبت لزيارة أولى للأستاذ مختار مكرم وهو أحد زملاء والدي العاملين مع مستشار اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم فوجدت في مكتب موجهي العموم أستاذا جليلا يتحدث إلى زميله حديثا نقديا حافلا بالفهم والاحساس فلم اشأ ان اقطع حديثهما بالسؤال عمن ذهبت للقائه، وانما جلست مباشرة مجلس التلميذ المشرئب بكل وجدانه ليستمع إلى هذا الفهم المصفى الذي يلقيه هذا الرجل العظيم على زميله الاحدث منه معرفة وفهما، وان كان قريبا جدا منه في السن، فلما مضت ساعتان وانا على هذا الحال نظر هذا الأستاذ العظيم إلى زميله يستأذنه في أن يمضي لحاله فقال له: وأنا أيضا منصرف، فكدت أقول: وانا منصرف معكما، وراجعت نفسي كيف أطلب مثل هذا الطلب من دون ان أعرفهما بنفسي، فبدأت أفكر فيما هو لائق وما هو اكثر لياقة، لكن الأستاذ مختار مكرم الذي كنت انتظره قدم في تلك اللحظة فرحب بي .
وقد عز على أن أسال مضيفي من يكون هذان الاستاذان بعد تتلمذي على هما طيلة هاتين الساعتين، فغامرت وقلت لأستاذي الذي انتظرته قولا محايدا (في زمنه) يحتمل الماضي والحاضر، انني اشكره أنه يتيح لي فرصة لقاء الأستاذ عبد العليم عيسى، فإذا بالأستاذ عبد العليم عيسى، يفهم قصدي وحدسي وترددي ويسألني كيف عرفته؟ فاستبشرت وقلت انني أعرف انه واحد من موجهي العموم التالين مباشرة للأستاذ يوسف الحمادي مستشار اللغة العربية العتيد، وفي الحقيقة فقد كنت أعرف أسماءهم الحمسة وكنت اعرف ان الأستاذ عبد العليم عيسى أحدهم ويسبقه أستاذ آخر يشترك معه في اسم عبد العليم وهو الأستاذ عبد العليم فودة الذي قدر له في ذلك الوقت أن يصبح اول من يشغل درجة مستشار التربية الدينية ليكون في درجة مالية موازية للأستاذ الحمادي، كانت المفاجأة التي ارضت غروري أن الأستاذ عبد العليم عيسى يعرفني ويعرف ما أحرزت وأنه كان يعرف اني سأزورهم يوما ما، ولهذا فانه لم يشغل باله بحدس ولا تخمين ولا سؤال، وإنما شخص وقرر، وعاملني على أنني أنا، فعرفت يومها أن الشاعر يرى بنور الله .
كان الأستاذ عبد العليم عيسى (1920 ـ 1998) واحدا من أبرز شعراء التجويد والتجديد الذين جمعوا مع الفطرة الشاعرة ثقافة موسوعية أتاحها ذلك العصر الذي يعرف بانه عصر الرسالة والثقافة، وتجارب حياتية متعددة وصلت إلى الاعتقال الظالم، وتميز ببعد رابع يتمثل في الحس اللغوي العميق الذي لا يتاح إلا لأمثاله من الذين تفرغوا لدراسة اللغة العربية بآدابها وتحقيق نصوصها ثم تدريسها. يشترك في بعض هذه السمات مع الشعراء طاهر أبو فاشا، محمود حسن إسماعيل، واحمد مخيمر، ومحمد خليفة التونسي، وعبد الستار فراج، لكن الألم النفسي الناشئ عن الاعتقال الظالم أضاف لشخصية عبد العليم عيسى أفقا من الألم النبيل والتأمل المولد للفكرة العميقة.
لم ينل الشاعر عبد العليم عيسى ما كان يستحقه من التقدير، وكان هو نفسه أحد المسئولين عن هذه النتيجة بسبب انطوائيته وعزوفه وترفعه
نشأته وتكوينه
ولد الشاعر عبد العليم عيسى في عام ١٩٢٠ في قرية كفر المياسرة بمحافظة دمياط وهي قرية متاخمة لقرية الزرقا، كان أبوه عند ولادته يستعد لامتحان العالمية الأزهرية والقضاء الشرعي، وانتظم عبد العليم عيسى في سلك التعليم الأزهري التقليدي حتى تخرج في كلية اللغة العربية (1943)، ومعهد التربية العالي (1945)، وعمل بعد ذلك بالتدريس طوال حياته الوظيفية، حتى قرر الخروج على المعاش بعدما وصل إلى درجة موجه عام للغة العربية في وزارة التربية والتعليم. بدأ الشاعر عبد العليم عيسى ينشر شعره وهو دون العشرين من عمره في كبريات المجلات طوال الثلاثينيات والأربعينيات، فنشر في السياسة الأسبوعية، والرسالة، وأصبح له اسمه في زمن الشعراء الرومانسيين الكبار أمثال: على محمود طه ١٩٠٢- ١٩٤٩، وإبراهيم ناجي ١٨٩٨-١٩٥٣، ومحمود حسن إسماعيل ١٩١٠-١٩٧٧ .
تجربة الاعتقال
شاء حظ عبد العليم عيسى أن يتعرض لاعتقال سياسي قاس وغير مبرر في الفترة التي بدأت ثورة يوليو تمارس فيها اعتقالاتها التي زعمت أنها تؤمن وجودها بها، ومما يؤسف له أن اعتقاله استمر لمدة عامين طويلين، وقد جاء هذا الاعتقال بعد صدور ديوانه الأول «ألحان ملتهبة» (1954) بسبب قصيدة له عنوانها «في الظلام» كان قد نشرها في مجلة «اللواء الجديد» التي كانت تصدر في ذلك الحين. وقد روي عبد العليم عيسى قصة سجنه في سياق تقديمه لأعماله الشعرية فقال: «… كان رئيس تحريرها الكاتب الفنان الوطني الشريف الراحل يوسف حلمي، وكنت أعبر في قصيدتي عن المقهورين والمعذبين في الأرض، ومع أنني لم أنتم إلى أي حزب من الأحزاب طيلة حياتي لنفوري من القيد والتحزب، وإيماني بالحرية المحكومة بالقيم النظيفة، إلا أنهم ظنوا أن هذه القصيدة تدل على اتجاه سياسي معين كان محارباً في ذلك الوقت، وبسبب هذا الاعتقال فقدت مجموعة شعرية كنت أعددتها للطبع، وفي المعتقل فقدت مجموعة أخري بسبب دهمه بغتة دون سابق إنذار، ولم ينج من التبديد والضياع إلا قصيدة واحدة منشورة في ديوان «للحياة أغني» تحت عنوان «من وراء الأسوار رسالة إلى أمة»، وكانت فترة الاعتقال هذه غير مملة، ولا مؤيسة، ففيها عكفت على الدراسة والتأمل واكتساب الخبرات، ويها عرفت ما لم أكن أعرف من تاريخ اليسار في مصر، وسبب الخلافات بين تياراته العديدة، وفيها اشتبكت في مناقشات أدبية وفكرية مع بعض المعتقلين من الشعراء والأدباء، منهم الشاعران عبد الرحمن الخميسي، وفؤاد حداد، والدكتور يوسف إدريس، والكاتب محمود عبد المنعم مراد، والفنان مختار العطار، ولما خرجت من المعتقل أحجمت عن نشر شعري، لكني في نهاية الستينيات بدأت أنشر أشعاري في بعض الصحف والمجلات المصرية والعربية».
ترفعه
لم ينل الشاعر عبد العليم عيسى ما كان يستحقه من التقدير، وكان هو نفسه أحد المسئولين عن هذه النتيجة بسبب انطوائيته وعزوفه وترفعه، لكن الحياة الأدبية نفسها شاركت في ظلمه حين جرفها أصحاب الطبول الجوفاء جميعا حتى انصرفت عن تقدير أمثاله النوادر من الأفذاذ، ولا ريب في أن الشاعر عبد العليم عيسى واحد من الشعراء الكبار الذين لم يحظوا حتى الآن بما يستحقون من مجد ومن دراسة، فقد كانت لعبد العليم عيسى شخصية فريدة في عصر طغيان الشخصيات التقليدية وغير المتميزة، وقد وصف فاروق شوشة شخصيته بأنها كانت لها أبعادها الروحية إلى أقصي حد، ورؤيتها الواقعية المادية للصراع البشري في ضراوته وطغيانه، وأنه كان هادئا، وقورا، وذا ملامح إنسانية صافية، وصوت عميق متقطع. كما وصفه، في فقرة أخري بأنه كان فارسا نبيلا ودودا من فرسان عصر الرومانسية الذين امتلأ وجدانهم بالزخم العاطفي العارم، وفي الوقت نفسه بالانعطاف الشديد تجاه المسحوقين والمستذلين الذين يكابدون الظلم وقسوة الحياة، ويتشوقون إلى الحرية، ويكدحون من أجل غد أفضل، ولهذا فقد كان له هذا التكوين الرومانسي الواقعي الروحي المادي، السلفي التجديدي، الملتزم التنويري، وقد أدي هذا إلى قلقه وحيرته، وانجذابه وشروده، ومعاناته وتوهجه، وتحولاته المستمرة من الذاتي الخاص إلى الإنساني العام.
يرى النقاد أن عبد العليم عيسى استطاع بعقله المستنير، ووجدانه المنفتح، وشاعريته وتجديده أن يلحق بحركة الشعر الجديد، وأن يكتب على مدار رحلته الشعرية الطويلة عددا من قصائد الشعر الجديد تحسب له ولا تحسب عليه
تجربته الشعرية
يدور شعر عبد العليم عيسى حول المعاني السامية كالحب والحرية والعدالة والحيرة والحزن، ويصف هو نفسه حيرته فيقول: «وليس معني حيرتي وحزني أنني كنت يائساً، لأن اليأس معناه أن أكره الحياة وأنا أحبها، ولأن اليأس معناه أن ألقي القلم ولا أعبر عما يضطرب في نفسي من انفعالات ومشاعر». والحق أن عبد العليم عيسى كان تجسيداً للقيم والفضائل إنساناً وشاعراً، في زمان ندر فيه تحقيق هذا التجانس والتماثل بين المبدع وإبداعه، وقد كان شعره، كما وصفه أفضل من كتبوا عن تجربته الشعرية، وهو الأستاذ فاروق شوشة، صورة لحقيقته الإنسانية، كما كانت إنسانيته مرآة لتجسد شاعريته، وكان لكثرة ما يمتلئ به من وعي وثقافة وخبرة وحكمة يبدو لنا كجبل الجليد لا يظهر منه على السطح إلا أقل القليل، بينما حقيقته الممتلئة والمكتنزة خافية ومستمرة لا نتعرف على ها إلا بإدمان الصحبة، وطول المكاشفة، وثبات المودة، والصداقة، فإذا بنا نكتشف فيه عالما رحبا من الجمال، وأفقا ساميا من الصفاء والنقاء، وقلبا مليئا بالمحبة والرحمة والتعاطف والتسامح. ولهذا كله يري فاروق شوشة أن صدمة الاعتقال كانت بمثابة الزلزال الذي اعترض مسيرة عبد العليم عيسى الشعرية والفكرية، وقد جعلته هذه الصدمة الزلزالية يعيد النظر في أشياء كثيرة، وكانت السنتان اللتان قضاهما في المعتقل كفيلتين بالمراجعة والتأمل والإخلاص الشعري، والخلاص من تأثير محمود حسن إسماعيل. وهو يقول أن عبد العليم عيسى قد وجد طريقه وقصيدته، وبدأ ينسج ملامح عالمه الشعري الذي تجيش فيه تيارات أبوللو العاتية، وتأملات جماعة الديوان (العقاد والمازني وشكري) واستبطانها العميق لاهتزازات الوجدان، وانطلاقات شعراء المهجر ومغامراتهم الفنية والإنسانية من أجل إبداع نموذج جديد، وظل عبد العليم عيسي، بحكم طبيعته الهادئة المتأملة، وعكوفه وانطوائه الشديد، وبعده عن الانغماس في أجواء الحياة الأدبية، أقرب إلى روح جماعة الديوان خاصة العقاد، تماما كما كان المعري، شاعره الأثير من بين شعراء تراثنا العربي، تجذبه بصيرته النافذة، وتفلسفه العميق، وسخريته بالحياة والأحياء.
تشخيص فاروق شوشة لمراحل تأثره بمحمود حسن إسماعيل
يري فاروق شوشة بأمثلة دالة وواضحة يذكرها في دراسة له عن هذا الشاعر العظيم أن عبد العليم عيسى وجد في شعر محمود حسن إسماعيل النموذج الذي يبحث عنه، فهو ينتمي مثله إلى عالم القرية والريف المصري، وهو يعيش مثله واقع الفلاح المصري، والأغلال التي تقيده في القهر والجهل والتخلف، كما وجد فيه أيضا ذلك الجدل الغائر بين الانتماء إلى شجرة الشعر العربي من ناحية، والاندفاع إلى التجديد والمغامرة والاختلاف من ناحية أخري، وكان طبيعيا أن يتسلل المعجم الشعري لمحمود حسن إسماعيل، وعالم صوره وتراكيبه وأبنيته اللغوية إلى بعض القصائد الأولي لعبد العليم عيسى كانت لشعره الجديد في رأي فاروق شوشة حراراته وكيمياؤه وتوهجه وتدفقه يقول مثلا في نجوي صوفية عنوانها «استرحام»: «طالت بي الغربة يا محبوب القلب سفري أضناني واستوحش روحي في أدغال الجدب لا تتركني وحدي فأنا مذ أوصدت الباب بوجهي وحجبت ضياءك عن عيني وأنا أتدحرج من عرش النور إلى قاع الظلمة أتلوي في الثقب المسنون أناشدك الرحمة».
إنجازه في الشعر الحديث
يرى النقاد أن عبد العليم عيسى استطاع بعقله المستنير، ووجدانه المنفتح، وشاعريته وتجديده أن يلحق بحركة الشعر الجديد، وأن يكتب على مدار رحلته الشعرية الطويلة عددا من قصائد الشعر الجديد تحسب له ولا تحسب عليه، وإن كان هو يصف نفسه بقوله: «إنني ما زلت وسأظل شاعرا عموديا، برغم أنني قلت بعض القصائد التفعيلية، ذلك لأني لم أجد في هذا الشكل العمودي ما يحد من قدرتي على التعبير والتواصل، ولو كنت قد وجدت أي عائق من القافية أو غيرها لآثرت التحول عن هذا الشكل إلى غيره، وإني لأؤمن بأن الشاعر حينما ينجح في تحويل العروض إلى إمكانات تزيد من قدراته، وتدفع به إلى آفاق في التعبير أجمل وأرحب بدلاً من أن تكون قيودا تثقله، وتقيد حركته، يصل إلى الجمال والتأثير، ويحقق المشاركة الوجدانية بينه وبين القارئ».
ثناء طاهر أبو فاشا على ه في كتاب «دمياط الشاعرة»:
«إذا قرأت شعر عبد العليم عيسى تلمس فيه حرارة الانفعال، وصدق الشعور، وانسيابية النغم، ودقة التركيب اللغوي».
قيمته اللغوية
من بين شعراء عصرنا الحديث فان عبد العليم عيسى هو المثل البارز الدال على أن الخبرة بعلوم اللغة (وصرفها واشتقاقها وأبنيتها) تمكن الشاعر من مفردات لا تقل عن تلك التي يوفرها العلم بمتن اللغة نفسه، وقد تميز بالخبرة الواسعة بدوائر الاشتقاق والصيغ الصرفية والأبنية المختلفة للكلمات، وهو شبيه إلى حد كبير في هذه السمة بما كانه يتمتع به أبو العلاء المعري الذي وصفه محمد كامل حسين بأنه عرف الدنيا عن طريق اللغة. وقد وجدت الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم (أبو همام) يشير إلى أن اشتقاقات عبد العليم عيسى تمثل ملمحا من الملامح العيسوية (نسبة إلى عبد العليم عيسي)، ولهذا تحيا في شعره كلمات مثل أنا غيم، ألا حين، أنابيب، جهدان، أهتل، اغترد، الإزيان، تحزنت، رهبان (بفتح الراء) وغيرها، وهي دليل على قدرته اللغوية الفذة التي دفعت بكثير من غير المألوف إلى الحياة والتداول ليصبح من بعده عملة رائجة في سوق الكلام، وهي ظاهرة يشركه فيها أحمد مخيمر، وطاهر أبو فاشا، ومرجعها لدي الثلاثة ثقافة تراثية راسخة، وعلاقة حميمة مع اللغة، واقتدار على امتطاء صهوتها والانطلاق بها إلى جديد لم يعتده الناس ولم يعرفوه، وحرص على التفرد والتمايز في زمن الوجوه المتشابهة، واللغة الفقيرة المكرورة.
كان عبد العليم عيسى يحس بدنو أجله ونهايته، وكان يتألم لوحدته في حياته، وعند مماته، وهو الذي عاش حياته بلا ولد
قصيدة «الوجود»:
يقول عبد العليم عيسى في قصيدة «الوجود»:
«هذا الوجود الذي تشاهده بكل أسراره،
أتعرفه مثل المحيط البعيد شاطئه
كيف بملء اليدين تغرفه
قطيرة منه هل تحيط به؟
وإن تحدته، كيف تجرفه؟
أصغره فيه مثل أكبره
افتن في صوغه مؤلفه
لحن غريب الرنين متسق مبدعه العبقري يعزفه
تصغي له الروح وهي ناعشة وتعتلي في الضياء ترشفه.
قصيدة «لسواي أنت»
يقول عبد العليم عيسى في قصيدة عنوانها «لسواي أنت» في ديوانه الثالث «للحياة أغني»:
«وكتمت عنك لواعجي، ومواجعي
وحملت وحدي صامتا أتراحي
بيني وبينك حائل لو جزته
لتساقطت نفسي وضاق براحي
و لضاع إيماني بما أحيا به
ولسرت في دربي بلا مصباح
ولعشت في الوهد الذليل يمجني
زمني وترديني دماء جراحي
أنا لن أبوح إليك مهما هدني حبي
ومهما انهاض منه جناحي
سأظل أكتمه وأطوي سره
ولسوف تحمله معي ألواحي».
صرخ الناي
يقول عبد العليم عيسى في قصيدته «لا تقولي نسيت» من ديوانه الأول «ألحان ملتهبة» (1954):
«صرخ الناي في يدي
فتعالي قبل أن تنهب الليالي لحونه
ويح قلبي إذا غضبت على ه
وتجاهلت صوته وأنينه
أسعديه على الحياة ورد
ي نغماتي إلى حياتي الحزينة».
ويقول عبد العليم عيسى في قصيدة «تهاويل»:
زورقي ضل في عباب الدياجي
مَنْ لربانه الجريح الكسير
عصفت حوله الأعاصير
فارتا ع فؤادي وضج مني ضميري».
إحساسه بدنو أجله
كان عبد العليم عيسى يحس بدنو أجله ونهايته، وكان يتألم لوحدته في حياته، وعند مماته، وهو الذي عاش حياته بلا ولد: قريبا يحين الرحيل وأمضي إلى مَنْ مضوا تحت هذا التراب وكانوا رياحين قلبي وكنت بهم للحياة أغني وأنسي عذابات نفسي وحزني قريبا يحين الرحيل وما لي ولد إذا مت يدفنني ويهيل على التراب ويقرأ بعض الكتاب وتنهل أدمعه فوق قبري ويغرس فوقي أزاهير يروي شذاها جفاف البيان لينعش روحي شميم الزهور ويطلقها في فضاء الرحاب
آثاره:
له خمسة دواوين شعرية:
ـ ألحان ملتهبة، 1954.
ـ لهذا أنا أحيا، 1982.
ـ للحياة أغني، 1990.
ـ بعض نفسي، 1992.
ـ لمن أغني، 1995.
مجموعة قصصية:
ـ الأعماق.
تحقيق
ديوان الشاعر العماني راشيد بن خميس الحيسي.
مقالاته
أشارت بعض المصادر إلى كتاب آخر بعنوان: «مسافر بلا زاد».
له مجموعة كبيرة من المقالات.
وفاته
توفي الشاعر عبد العليم عيسى في الثامن والعشرين من أغسطس 2001.