الرئيسية / المكتبة الصحفية / أفضل نشيد قومي لـ #مصر هو قصيدة مصر تتحدث عن نفسها!

أفضل نشيد قومي لـ #مصر هو قصيدة مصر تتحدث عن نفسها!

كنت ولا أزال أكرر الإشادة والإعجاب بالنشيد القومي القديم لمصر الذي وضعه أديب العرب العظيم مصطفى صادق الرافعي وقد استمرهذا النشيد القائل “اسلمي يا مصر إنني الفدا” يؤدي هذه المهمة الروحية العظيمة من 1923 وحتى 1936، ولا أزال أعتقد أن هذا النشيد هو أفضل الأناشيد التي عزفت وعرفت على أنها النشيد القومي لمصر، لكنني في واقع الأمر أجمع مع هذا الرأي رأيا آخر لا أنكر أنني أشد تعصبا له، وهو أننا نملك بالفعل نشيدا قومياً آخر لم يصل نشيد قومي عربي آخر إلى قوته الثلاثية في الكلمات والألحان والأداء، وهو الأبيات السبعة عشر التي تغنيها أم كلثوم بألحان رياض السنباطي من قصيدة حافظ إبراهيم “مصر تتحدث عن نفسها”، وقد اختارت (هي ومعها بالطبع الشاعر العظيم أحمد رامي) هذه الأبيات السبعة عشر من بين أبيات القصيدة التي تبلغ 57 بيتاً، ولو أننا نظرنا في القصيدة لنختار منها عدداً مقاربا من الأبيات بلغة عصرنا الحالي وأحاسيسه ومشاعره فإننا في اختيارنا لن نختلف كثيراً عما فعله الشاعر أحمد رامي والفنانة أم كلثوم.

 

و قد جاءت ألحان الفنان العظيم الموسيقار رياض السنباطي لتضفي على هذه القصيدة أقصى درجات التعبير عن الشموخ والعزة والكرامة والاعتداد بالنفس والامجاد والقوة والاحساس بالذات الوطنية والرغبة في التسيد والتحقق والتفوق وبخاصة أن هذه الاغنية قدمت للجمهور عام ١٩٥١ في ذروة الثورة الوطنية من أجل الخلاص ما تبقى من أثر الاحتلال البريطاني متمثلا في القاعدة العسكرية الانجليزية في منطقة القناة، وهكذا ارتبط الجو الحماسي والشاعري لهذه القصيدة بأفضل ما يمكن من توافق في موسيقات النص واللحن والأداء والجو والزمان، وسنقدم في هذه المدونة نص القصيدة على نحو ما وردت في ديوان الشاعر مؤشرين با التظليل على الأبيات التي تغنيها أم كلثوم ليتأمل القارئ السياق الذكي والاختيار العبقري معا.

 

وبوسع القارئ أن يكتشف أن أم كلثوم بدأت بأن غنت الأبيات الثلاثة الأولى ثم قفزت إلى البيت الحادي عشر فغنّت أربع أبيات متتالية ثم قفزت إلى البيت الثالث والعشرين ثم إلى البيت الثلاثين ثم إلى البيتين الثاني والثلاثين والثالث والثلاثين على حين تركت البيت الرابع والثلاثين وغنّت الأبيات الثلاثة التالية (الخامس والثلاثين إلى السابع والثلاثين) ثم البيت الأربعين بعد أن تركت بيتين حافلين بالألفاظ الفصيحة غير المتداولة على نطاق واسع ثم قفزت إلى البيت التاسع والأربعين وختمت بالبيت الثالث والخمسين بدلا من آخر أبيات القصيدة.

 

ومن الإنصاف أن نعبر عن الامتنان الواجب للسيدة أم كلثوم وللشاعر أحمد رامي على نجاحهما في تجنب الصور الشاعرية التي ترتبط بالقضايا المعاصرة لنظم القصيدة في الوقت الذي جادت بها فيه قريحة الشاعر العظيم وذلك كي تكون القصيدة المؤداة غناء صالحة لكل زمان ومكان بعيداً عن إشارتها إلى الخلافات القائمة بين الزعماء من قبل البيتين السابع والأربعين والثامن والأربعين ونصائحها لهم من قبل البيتين الثامن والثلاثين والتاسع والثلاثين أو البيتين الحادي والأربعين والثاني والأربعين .

كذلك فإننا ننظر بتقدير وإعجاب عميقين إلى ما مثله الذكاء في اختيار بيت واحد رائع يعبر بطريقة مجملة ساحرةعن التفوق المصري وهو البيت الثالث الذي يختصر الأبيات السبعة التالية (من الرابع للعاشر) التي يمكن القول بأنها هي الآيات الشارحة لعناصر التفوق بطريقة رائعة، كذلك فقد قفز الشاعر رامي ومعه أم كلثوم على البيت الخامس عشر الذي يتحدث عن أن مصر كانت تمر بوعكة صحية تجاوزتها على الرغم من أنها أي الوعكة، كادت تنبئ بالموت وتجهيز اللحد وهي صورة قد تكون معبرة بدقة لكنها لا تناسب حالة الزهو والطرب الملازمة للفخر وهي الحالة التي تتطلب الحديث عن سلامة دائمة وصلابة مطلقة من دون حديث عن مرض أو معاناة .

 

و بالإضافة إلى هذا فقد تجاوزت أم كلثوم بمشورة من كانت تستشيرهم أبيات حافظ إبراهيم التي عبر بها عن الحوار المتجدد مع من يوجهون النقد إلى مصر أو إلى الشخصية المصرية وهو الحوار الذي يستغرق الابيات الثمانية من الخامس عشر وحتى الثاني والعشرين وهي أبيات قوية السبك والأسر إلى أصى حد ممكن لكنها تعبر للمصري عن دعاويه ذات الزاوية الضيقة من حيث إنها تفخر بما هو معروف من فنون أصحاب الأهرام من النقوش الباقية والتحنيط .. الخ.

 

وتتجاوز أم كلثوم بعض الفخر بالدور المصري الذي تقدمه الأبيات من الرابع والعشرين وحتى التاسع والعشرين في التشريع وعلوم الفلك والشعر وبناء الاساطيل لسبب شاعري مهم وهو أن هذه الأبيات قوية في تعبيرها عن الأمجاد لكنها لا تصل إلى ذروة القوة التي قدمها حافظ إبراهيم في الأبيات التي غنتها أم كلثوم حيث القوة مطلقة، والنبوغ فيها محصور لمصر دون غيرها، والتاج محجوز لها، والزمن كله ملكها من أوله والانتصار لا يتحقق إلا لها، وكذلك الحرية.. الخ.

 

وإذا كانت هذه النبرة الحاسمة تميز الأبيات التي تغنيها أم كلثوم فليس من المناسب أن ترافقها أبيات أخرى ذات نبرة أهدأ أو نفس أقل افتخارا، ولهذا فإن الحديث عن تفوق اساطيل مصر على أسطول نلسون ليس ذا شأن في المجد الآتل الذي احتفظت به مصر، وكذلك الأمر في شدو بنتاؤر أو غنائها، ولذلك أيضاً فإن غاية مصر في الرفاهية تبدو أكبر بكثير من وصف الشاعر العظيم المحلق حافظ إبراهيم في البيت الحادي والثلاثين الذي يتحدث عن أن مصر هي أحق الشعوب بالعيش الرغد الوارف الظل ذي اللون الأخضر، ذلك أن مصر التي تتحدث عن نفسها بهذه القوة وهذا الإعجاز تستحق ما هو أكثر هذا بكثير جداً. كما أنها بالطبع تستحق ما هو أكثر من الروح لأنها أكبر من أن تكون مجرد عروس (البيت الثامن والثلاثين) حتى لو كانت نجوم المجرة كلها تخطب هذه العروس (البيت التاسع والثلاثين). كذلك فقد كان من الذكاء أن تنأى القصيدة عن وصف مؤامرات الغرب وأن تتجاوز مثل هذا الأحاديث التي لخصها البيتان الخامس والأربعون والسادس والاربعون.

 

بقي لنا نقول بكل ثقة إن البيت التاسع والأربعون ومعه البيت الثالث والخمسون هما البيتان اللذان يمثلان الذروة التي كان ينبغي أن تتوقف عندها القصيدة ، وذلك على الرغم من القوة الظاهرة التي تتمتع بها الأبيات الاربعة الأخيرة من القصيدة أي الابيات من الرابع والخمسين وحتي السابع والخمسين وهي أبيات متماسكة مع بعضها لكن الأحرى بها أن تنتقل لتأتي هي الأربعة فتتموضع بعد البيت الثامن والأربعين ثم يتلوها البيت ٥٢ ثم البيتتان ٥٠ و٥١ وذلك قبل أن يأتي البيتان التاسع والأربعين والثالث والخمسون ليكونا (في إي إعداد تربوي) بمثابة ختام قصيدة النشيد الوطني التي ينبغي أن تنتهي بهذه القوة المتصاعدة التي في البيتين التاسع والأربعين والثالث والخمسين  وبعبارة أخرى فإننا نتصور الاعداد التربوي لقصيدة حافظ أبراهيم مطالبا بأن يفعل فيها أكثر مما فعله غناء أم كلثوم فهذا أدعى إلى تحقيق الغايات التربوية والارتقائية من تدريسها لطلاب الشهادة الإعدادية في القطر المصري كله .

 

وهذه هي قصيدة الشاعر حافظ إبراهيم مع تحديد الابيات التي من غنتها منها أم كلثوم  

1ـ وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً / كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي

2.  وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَه / رِ كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي

3.  أَنا تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَر / قِ وَدُرّاتُهُ فَرائِدُ عِقدي

4.  أَيُّ شَيءٍ في الغَربِ قَد بَهَرَ النا / سَ جَمالاً وَلَم يَكُن مِنهُ عِندي

5.فَتُرابي تِبرٌ وَنَهري فُراتٌ / وَسَمائي مَصقولَةٌ كَالفِرِندِ

6.  أَينَما سِرتَ جَدوَلٌ عِندَ كَرمٍ / عِندَ زَهرٍ مُدَنَّرٍ عِندَ رَندِ

7.  وَرِجالي لَو أَنصَفوهُم لَسادوا / مِن كُهولٍ مِلءِ العُيونِ وَمُردِ

8.  لَو أَصابوا لَهُم مَجالاً لَأَبدَوا / مُعجِزاتِ الذَكاءِ في كُلِّ قَصدِ

9.  إِنَّهُم كَالظُبا أَلَحَّ عَلَيها / صَدَأُ الدَهرِ مِن ثَواءِ وَغِمدِ

10.    فَإِذا صَيقَلُ القَضاءِ جَلاها / كُنَّ كَالمَوتِ ما لَهُ مِن مَرَدِّ

11.    أَنا إِن قَدَّرَ الإِلَهُ مَماتي / لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي

12.    ما رَماني رامٍ وَراحَ سَليماً / مِن قَديمٍ عِنايَةُ اللَهُ جُندي

13.    كَم بَغَت دَولَةٌ على وَجارَت / ثُمَّ زالَت وَتِلكَ عُقبى التَعَدّي

14.    إِنَّني حُرَّةٌ كَسَرتُ قُيودي / رَغمَ رُقبى العِدا وَقَطَّعتُ قِدّي

15.    وَتَماثَلتُ لِلشِفاءِ وَقَد دا / نَيتُ حَيني وَهَيَّأَ القَومُ لَحدي

16.    قُل لِمَن أَنكَروا مَفاخِرَ قَومي / مِثلَ ما أَنكَروا مَآثِرَ وُلدي

17.    هَل وَقَفتُم بِقِمَّةِ الهَرَمِ الأَك / بَرِ يَوماً فَرَيتُمُ بَعضَ جُهدي

18.    هَل رَأَيتُم تِلكَ النُقوشَ اللَواتي / أَعَجَزَت طَوقَ صَنعَةِ المُتَحَدّي

19.    حالَ لَونُ النَهارِ مِن قِدَمِ العَه / دِ وَما مَسَّ لَونَها طولُ عَهدِ

20.    هَل فَهِمتُم أَسرارَ ما كانَ عِندي / مِن عُلومٍ مَخبوءَةٍ طَيَّ بَردي

21.    ذاكَ فَنُّ التَحنيطِ قَد غَلَبَ الدَه / رَ وَأَبلى البِلى وَأَعجَزَ نِدّي

22.    قَد عَقَدتُ العُهودَ مِن عَهدِ فِرعَو / نَ فَفي مِصرَ كانَ أَوَّلُ عَقدِ

23.    إِنَّ مَجدي في الأولَياتِ عَريقٌ / مَن لَهُ مِثلَ أولَياتي وَمَجدي

24.    أَنا أُمُّ التَشريعِ قَد أَخَذَ الرو / مانُ عَنّي الأُصولَ في كُلِّ حَدِّ

25.    وَرَصَدتُ النُجومَ مُنذُ أَضاءَت / في سَماءِ الدُجى فَأَحكَمتُ رَصدي

26.    وَشَدا بَنتَئورَ فَوقَ رُبوعي / قَبلَ عَهدِ اليونانِ أَو عَهدِ نَجدِ

27.    وَقَديماً بَنى الأَساطيلَ قَومي / فَفَرَقنَ البِحارَ يَحمِلنَ بَندي

28.    قَبلَ أُسطولِ نِلسُنٍ كانَ أُسطو / لي سَرِيّاً وَطالِعي غَيرَ نَكدِ

29.    فَسَلوا البَحرَ عَن بَلاءِ سَفيني / وَسَلوا البَرَّ عَن مَواقِعِ جُردي

30.    أَتُراني وَقَد طَوَيتُ حَياتي / في مِراسٍ لَم أَبلُغِ اليَومَ رُشدي

31.    أَيُّ شَعبٍ أَحَقُّ مِنّي بِعَيشٍ / وارِفِ الظِلِّ أَخضَرِ اللَونِ رَغدِ

32.    أَمِنَ العَدلِ أَنَّهُم يَرِدونَ ال / ماءَ صَفواً وَأَن يُكَدَّرَ وِردي

33.    أَمِنَ الحَقِّ أَنَّهُم يُطلِقونَ ال / أُسدَ مِنهُم وَأَن تُقَيَّدَ أُسدي

34.    نِصفُ قَرنٍ إِلّا قَليلاً أُعاني / ما يُعاني هَوانَهُ كُلُّ عَبدِ

35.    نَظَرَ اللَهُ لي فَأَرشَدَ أَبنا / ئي فَشَدّوا إِلى العُلا أَيَّ شَدِّ

36.    إِنَّما الحَقُّ قُوَّةٌ مِن قُوى الدَي / يانِ أَمضى مِن كُلِّ أَبيَضَ هِندي

37.    قَد وَعَدتُ العُلا بِكُلِّ أَبِيٍّ / مِن رِجالي فَأَنجِزوا اليَومَ وَعدي

38.    أَمهِروها بِالروحِ فَهيَ عَروسٌ / تَسنَأُ المَهرَ مِن عُروضٍ وَنَقدِ

39.    وَرِدوا بي مَناهِلَ العِزِّ حَتّى / يَخطُبَ النَجمُ في المَجَرَّةِ وُدّي

40.    وَاِرفَعوا دَولَتي عَلى العِلمِ وَالأَخ / لاقِ فَالعِلمُ وَحدَهُ لَيسَ يُجدي

41.    وَتَواصَوا بِالصَبرِ فَالصَبرُ إِن فا / رَقَ قَوماً فَما لَهُ مِن مَسَدِّ

42.    خُلُقُ الصَبرِ وَحدَهُ نَصَرَ القَو / مَ وَأَغنى عَنِ اِختِراعٍ وَعَدِّ

43.    شَهِدوا حَومَةَ الوَغى بِنُفوسٍ / صابِراتٍ وَأَوجُهٍ غَيرِ رُبدِ

44.    فَمَحا الصَبرُ آيَةَ العِلمِ في الحَر / بِ وَأَنحى عَلى القَوِيِّ الأَشَدِّ

45.    إِنَّ في الغَربِ أَعيُناً راصِداتٍ / كَحَلَتها الأَطماعُ فيكُم بِسُهدِ

46.    فَوقَها مِجهَرٌ يُريها خَفايا / كَم وَيَطوي شُعاعُهُ كُلَّ بُعدِ

47.    فَاِتَّقوها بِجُنَّةٍ مِن وِئامٍ / غَيرِ رَثِّ العُرا وَسَعيٍ وَكَدِّ

48.    وَاِصفَحوا عَن هَناتِ مَن كانَ مِنكُم / رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ

49.    نَحنُ نَجتازُ مَوقِفاً تَعثُرُ الآ / راءُ فيهِ وَعَثرَةُ الرَأيِ تُردي

50.    وَنُعيرُ الأَهواءَ حَرباً عَواناً / مِن خِلافٍ وَالخُلفُ كَالسِلِّ يُعدي

51.    وَنُثيرُ الفَوضى عَلى جانِبَيهِ / فَيُعيدُ الجَهولُ فيها وَيُبدي

52.    وَيَظُنُّ الغَوِيُّ أَن لا نِظامٌ / وَيَقولُ القَوِيُّ قَد جَدَّ جِدّي

53.    فَقِفوا فيهِ وَقفَةَ الحَزمِ وَاِرموا / جانِبَيهِ بِعَزمَةِ المُستَعِدِّ

54.    إِنَّنا عِندَ فَجرِ لَيلٍ طَويلٍ / قَد قَطَعناهُ بَينَ سُهدٍ وَوَجدِ

55.    غَمَرَتنا سودُ الأَهاويلِ فيهِ / وَالأَمانِيُّ بَينَ جَزرٍ وَمَدِّ

56.    وَتَجَلّى ضِياؤُهُ بَعدَ لَأيٍ / وَهوَ رَمزٌ لِعَهدِيَ المُستَرَدِّ

57.    فَاِستَبينوا قَصدَ السَبيلِ وَجِدّوا / فَالمَعالي مَخطوبَةٌ لِلمُجِدِّ

 

 

 
 

تم النشر نقلا عن موقع مدونات الجزيرة

 
 

لقراءة المقال من مدونات الجزيرة إضغط هنا

 
 

للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا

 
شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com