كان الدكتور عبد الله شحاتة (1930-2002) علما من أعلام الثقافة الدينية الإسلامية في منابعها المتعددة، وكان يحظى بقبول واسع وصل عند كثير من متابعيه إلي درجة الحب الجارف، و قد كان مستحقا لهذا بفضل إخلاصه و خلقه وعطائه ، وكان بالنسبة لي صديقا كريما لم تنقطع حبال مودته.
كان الدكتور عبد الله شحاتة من أشهر العلماء المتحدثين في البرامج الدينية في التليفزيون المصري وبخاصة البرنامج الأشهر “حديث الروح” بل أنه قدم من خلال التليفزيون برنامج «دنيا ودين»، وبرنامج «رب اشرح لي صدري».
وكان بالإضافة إلي هذا كثير الكتابة للصحف وبالطبع فقد كان هذا عن دعوة ممن يتفاءلون بقدرته على مقاربة القضايا الدينية
ولد الدكتور عبد الله محمود شحاتة في 23 مايو سنة 1930، وتلقى تعليما دينيا تقليديا بدأ بالكتاب ثم انتظم في الأزهر حتى حصل علي الشهادة الثانوية الأزهرية وكان من أوائل الناجحين فيها .
وتخرج في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، وعمل في بداية حياته إماماً وخطيباً لمسجد الإمام الشافعي، واستكمل دراسته العليا وهو يعمل في خارج الجامعة فحصل علي درجة الماجستير في الشريعة برسالة كان موضوعها في علوم التفسير (19٦٥)، وعلي الدكتوراه برسالة كان موضوعها التفسير وعلوم القرآن (1968).
وبعد حصوله علي الدكتوراه عين مدرساً بقسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم، وتدرج أستاذاً مساعداً، ثم أستاذاً بقسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم، ثم رئيساً للقسم.
كان شحاتة من الذين تعددت اسهاماتهم في الجامعات العربية ولمدد طويلة ، فقد عمل أستاذاً زائراً بجامعة أم درمان الإسلامية (1977)، وأستاذاً زائراً بجامعة الإمام محمد بن مسعود الإسلامية بالرياض (فرع القصيم)، كما أعير إلي جامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين لمدة أربع سنوات (1978 ـ 1982)، و أعير إلي جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان (1986 ـ 1992)، وطاب له المقام فيها فاستقال من كلية دار العلوم جامعة القاهرة في نهاية 1992، كي يواصل عمله في جامعة قابوس بعدما كان قد استنفد المدد التي يسمح بها قانون الجامعة للإعارة إلي الخارج.
وقد استمر الدكتور عبد الله شحاتة يعمل أستاذا ورئيسا لقسم العلوم الإسلامية بكلية التربية والعلوم الإسلامية في جامعة السلطان قابوس، حتي استقال منها وتفرغ لتفسير القرآن الكريم، وقد أتمه في 10 يونيو 2001.
وبعد وفاة الشيخ الشعراوي اختير الدكتور عبد الله شحاتة من بين كل الأسماء المتاحة على الساحة ليكتب يوميات الجمعة (الصفحة الأخيرة) بجريدة الأخبار.
وكان الدكتور عبد الله شحاتة في أحاديثه التليفزيونية ذا أداء مميز هادئ النبرة، حريصاً على الإقناع، ويحاول التعبير عن وجهة النظر الإسلامية السمحة بدون افتعال أو تشدد أو تفريط، وتأكيد معني وسطية الإسلام، كما كان حريصاً علي بيان قواعد الإسلام وآدابه ونظمه.
مؤلفاته:
«تفسير القرآن الكريم».
ـ «تفسير الآيات الكونية».
ـ «الأشباه والنظائر في القرآن».
ـ «المرأة في الإسلام».
ـ «أركان الإسلام»
ـ «علوم الدين الإسلامي».
ـ «في نور القرآن».
ـ «علوم الحديث (قضايا الإسلام)».
ـ «الدعوة الإسلامية والإعلام الديني».
ـ «مفتاح السنّة»، و«علوم التفسير».
ـ «الدين والحياة».
وفاته
توفي الدكتور عبد الله شحاتة في يونيو 2002
تم النشر نقلا عن موقع الجزيرة مباشر
لقراءة المقال من موقع الجزيرة إضغط هنا
للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا