الرئيسية / المكتبة الصحفية / #زكريا_البري وزير الأوقاف الذي درّس الشريعة في ١٠ جامعات

#زكريا_البري وزير الأوقاف الذي درّس الشريعة في ١٠ جامعات

كان الدكتور زكريا البري (1921 ـ 1991) بمثابة النموذج الأبرز لأساتذة الشريعة الإسلامية الذين لم تفد منهم جماعات الإسلام السياسي لسبب غريب لكنه منطقي في سياقه وهو قفز الحواة من كوادر أساتذة القانون السياسيين على الأدوار العلمية لأساتذة الشريعة مستندين على مكانتهم التي هيأتها لهم التنظيمات المرتبطة بالدولة المصرية في عصرها الشمولي وهي القدرات التي مكنت هؤلاء الأساتذة الحواة من الفضاء الجامعي، وربما يتعجب المتأمل لما كانت عليه حركة المجتمع المصري في السبعينيات من المدى الذي وصل إليه الانخداع في شخصيات سلطوية أجادت تقديم نفسها للإسلاميين وظلت في موقع متقدم من احترامهم إلى أن حدثت ثورة ٢٥ يناير فانكشفت طبيعتهم المناصرة للاستبداد السياسي والمعادية في جوهرها للصحوة الإسلامية ، ويتعجب المتأمل أكثر من هذا التهميش الذي مارسته الحركات الإسلامية لدور أساتذة في الشريعة من طبقة زكريا البري ومعاصريه بل والسابقين عليه من طبقة الدكتور الذهبي حتى إنهم لم يتح لهم أن يستفيدوا من علم هؤلاء الأساتذة ولا من انضباطهم الشرعي.

كان الدكتور زكريا البري لمدة طويلة واحدا من أساتذة الشريعة البارزين في المجتمع والحياة الأكاديمية، وقد تولى هذا المنصب في أهم جامعتين عربيتين في ذلك العصر وهما جامعة القاهرة وجامعة الكويت الناشئة بسمعتها العالية، كما تولى الأستاذية في جامعات أخرى قدر لها أن تحتل بعد قليل مكانة مرموقة بين الجامعات العربية ومنها جامعة قطر. وكان واحدا من أساتذة الحقوق الذين تولوا منصب الوزارة في نهاية عهد الرئيس السادات، وأدركوا نهاية عصر القدرة على توجيه الأمور من خلال الموقع الوزاري قبل أن تصاب أجهزة الدولة بالرخاوة، وقد كان كذلك عضوا في المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي عقب تأسيسه على يد الرئيس السادات..

نشأته وتكوينه العلمي

ولد الدكتور زكريا البري في محافظة البحيرة سنة 1921، واسمه بالكامل زكريا أحمد مبروك البري، وتلقي تعليما دينيا متميزا بالأزهر في عهد الكليات الأزهرية، ونال الشهادة العالية من كلية الشريعة، كما نال الشهادة العالمية مع الإجازة في القضاء الشرعي من كلية الشريعة أيضا، وكذلك واصل دراساته على مستويات متوازية فنال أيضا الشهادة العالمية الإجازة في التدريس من كلية اللغة العربية، ودفعه طموحه إلى أن يواصل الدراسة في المنفذ الوحيد الذي ظل مفتوحا أمام الأزهريين في معهد الدراسات العربية العليا التابع لجامعة الدول العربية والذي كان الأستاذ الشيخ على الخفيف يرأس قسم الدراسات القانونية والإسلامية فيه، ونال درجة الدبلوم العالية من هذا المعهد، وبهذه الشهادات أصبح الدكتور زكريا البري مؤهلا لوظائف الإفتاء والقضاء والتدريس أيضا.

عين الدكتور زكريا البري في بداية حياته موظفا بالمحاكم الشرعية، ثم انتقل مدرسا في الجامع الأزهر، وانتدب أمينا للفتوي في مجمع البحوث الإسلامية عند إنشائه، وأمينا لتحرير مجلته. أتيحت للدكتور زكريا البري الفرصة للانضمام للسلك الجامعي فاختير مدرسا للشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وترقي في وظائف هيئة التدريس حتى أصبح أستاذا لكرسي الشريعة الإسلامية بها، ثم رئيسا لقسم الشريعة بجامعة القاهرة.

عشر جامعات في الداخل والخارج

أشرف الدكتور زكريا البري على الدراسات العليا في أقسام الشريعة في جامعات المنصورة، والزقازيق، وفرع جامعة القاهرة في بني سويف، كما أشرف أيضا على هذه الدراسات في أكاديمية الشرطة، والمعهد العالي للدراسات الإسلامية الذي كان يرأس مجلس إدارته الشيخ أحمد حسن الباقوري. أما في خارج مصر فقد امتدت استاذية الدكتور زكريا البري إلى ست جامعات مرموقة فقد أعيركما ذكرنا إلى جامعة الكويت لمدة أربع سنوات، كما عمل أستاذا زائرا في خمس جامعات أخرى جامعات السوربون، وقطر، والخرطوم، وأم درمان، وصنعاء. وبعد أن أنشئت المجالس القومية المتخصصة في ١٩٧٤ اختير الدكتور زكريا البري عضوا في المجلس القومي للخدمات. 

الرقابة الشرعية على البنوك

ومع ازدهار التوجه نحو البنوك الإسلامية اختير الدكتور زكريا البري عضوا في الهيئة العليا والفتوي للرقابة الشرعية للاتحاد الدولي للبنوك الشرعية. وعلى مستوى المجامع العلمية والمجالس العليا اختير الدكتور زكريا البري عضوا في مجمع البحوث الإسلامية، وعضوا في مجلس جامعة الأزهر، كما عمل بحكم منصبه رئيسا للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

توليه الوزارة

اختير الدكتور زكريا البري وزيرا للأوقاف في وزارة الرئيس السادات الأخيرة (مايو ١٩٨٠) فخلف بهذا الدكتور عبد المنعم النمر، وبقي وزيرا للأوقاف حتى خلفه الشيخ جاد الحق على جاد الحق في يناير ١٩٨٢ في بداية عصر الرئيس حسني مبارك. وعلى المستوي السياسي كان الدكتور زكريا البري أيضا عضوا في مجلس الشورى، كما اختير عضوا في مجلس الشعب.

المؤتمرات

كان من أنشطته البارزة أنه قدم كتابا / بحثا بعنوان «الفقه الإسلامي: أطواره في الماضي والحاضر والمستقبل، إلى المؤتمر العالمي الأول للتعليم الأساسي، جامعة أم القري، 1983.

تكريمه

نال الدكتور زكريا البري كثيرا من التكريم ومنح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي.

آثاره:

ـ أصول الفقه الإسلامي.

ـ الفقه الإسلامي: أطواره في الماضي والحاضر والمستقبل.

ـ الوسيط في أحكام التركات.

ـ المواريث.

ـ من حقوق الإنسان في الإسلام.

ـ حقوق الأولاد في الإسلام.

وترجمت بعض مؤلفاته.

وفاته

توفي الدكتور زكريا البري عن سبعين عاما سنة 1991.

 
 

تم النشر نقلا عن موقع مدونات الجزيرة

 
ض

لقراءة المقال من مدونات الجزيرة إضغط هنا

 
 

للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com