يكاد المثقفون المعاصرون يجمعون على أن قراءة قصة حياة سوريا الحبيبة منذ الانفصال تتطلب بل تستلزم التسلح بكثير من معرفة التاريخ والأشخاص والتوجهات، وهو ما قد يكون صعباً حتى على أصحاب الذكاء المرتفع إذ أن الخيوط متشابكة والمواقف متشابهة والأحداث ملتبسة، وقد طلب مني مفكران سياسيان جليلا القدر أن ألخص لهما وللقراء هذا التاريخ بطريقة تستعصي على التضليل المعتاد في التاريخ العربي المعاصر وتستعصي على التشويش الناشئ عن تغير المواقف والتوجهات والتحالفات، وبعد تفكير دام بلا مبالغة لأكثر من سنتين وشهور قلت لهما إننا نستطيع أن نسهل الأمر على القارئ إذا ما لجأنا إلى نموذج معرفي (ألجورزمي) هو بمثابة طريقة جبرية أو حسابية تقريبية تسهل للقارئ فهم التطورات التي تتابعت بعنف خلال عشر سنوات في سوريا، وما تركته هذه السنوات العشر من تراكمات وتراكبات، وبالطبع فإن الطريقة العلمية المثلى لفهم مثل هذه العلاقات لا بد أن تلجأ إلى القياس على بارامتر (معيار) واضح ومحدد، وأفضل معيار في هذه الحالة هو العلاقة بالرئيس عبد الناصر وبالنظام الناصري الذي كان محور كل هذه الأزمات التي أثرت في سوريا ولا تزال تؤثر في سوريا حتى الآن بكل أسف.
نعرف أنه فيما بين 1956 و1958 بدأت ملامح الوحدة مع مصر تفرض نفسها، وكان هناك ضباط مؤيدون جداً لهذه الوحدة حتى إنهم جاءوا إلى مصر لحث الرئيس جمال عبد الناصر والقيادة المصرية على القبول الفوري بهذه الوحدة، كان هناك حجم كبير لهذا التأييد الذي كان بعضهم يمارسه ليبتعد بسوريا عن محور العراق أو المحور الهاشمي (العراق والأردن) الذي كان يصور على أنه محور بريطاني (بفضل رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد، والاسرتين الهاشميتين الحاكمتين)، وكانت الولايات المتحدة الامريكية تساعد المملكة العربية السعودية في هذا التوجه المعادي للهاشميين . ونعرف بالطبع أن الأجهزة الامريكية غذت الاعلام المصري في نعومة شديدة وبذكاء إجباري بكل ما كان المصريون في حاجة ماسة إليه من أي انتصار وهو ما ضمنه لهم الأمريكيون بمساعدتهم على تصوير حرب ١٩٥٦ بمثابة نهاية للامبراطورية البريطانية وذلك من دون أية إشارة إلى الحقيقة وهي الجزء الأهم في الجملة نفسها وهو حلول الامريكان بقسوة وفجاجة محل البريطانيين وطردهم لهم شر طردة بهذه الطريقة الملتوية، ولم يقف الأمر باطبع عند هذا الحد فقد كانت معامل المخابرات الأمريكية تخطط لانقلاب العراق وكان لا بد من ضمان عداء سوري للعراق ولو من باب الاحتواء المصري المؤقت لسوريا المائجة بالوطنية .
عبر توجد العسكريين السوريين المؤيد للوحدة مع مصر عن نفسه بقدوم 14 ضابطا من القيادة العسكرية للقوات المسلحة السورية والتي تكونت من 24 ضابطا سوريا.. كان المعنى واضحا بالطبع وهو أن 14 من أصل 24 جاءوا بأنفسهم لا ليطلبوا الوحدة ولكن ليفرضوا الوحدة عاطفيا إن صح التعبير. يقتضينا هذا ونحن نقرأ التاريخ أن ندرك ما لم يذكر في حينه، أو ما تم إخفاؤه طوال السنوات الماضية وهو أنه كانت هناك قوى سياسية واجتماعية ضد فكرة الوحدة نذكر منها على سبيل المثال الشيوعيين بقيادة خالد بكداش ونذكر منها الرئيس السوري المنتخب الأول هاشم الأتاسي ١٨٧٥-١٩٦٠ وذلك في مقابل الرئيس شكري القوتلي ١٨٩١- ١٩٦٧ الذي كان رئيسا لسوريا في ذلك الوقت وانحنى للموجة بل رحب بها وقبل بالوحدة والتنازل عن الرئاسة والسير في ركاب الرئيس جمال عبد الناصر
الفارق بين الرئيس هاشم الأتاسي والرئيس شكري القوتلي
ومن الجدير بالذكر هنا أن نذكر وبدون تأخير المفارقة الموحية في أن الرئيس جمال عبد الناصر سار بنفسه في جنازة الرئيس هاشم الأتاسي في دمشق في 1960، بينما أصبح الرئيس شكري القوتلي في قائمة أعدى أعداء الرئيس جمال عبد الناصر حتى مات في 1967 بحسرة هزيمة 1967 التي اعتبر نفسه أحد المسئولين عن مقدماتها حين قبل بديكتاتورية الرئيس عبد الناصر وسار في ركابه.
تكفل المشير عبد الحكيم عامر بأن يضحي بأنصار الرئيس عبد الناصر في الجيش السوري من دون أن يدرك ما يعنيه هذا من انتصار تلقائي لمصلحة المتحفظين على الرئيس عبد الناصر وعلى مصر
بمثل هذا الفارق بين المصير (أو التقييم) الناصري للرئيس هاشم الأتاسي والمصير (أو التقييم) الناصري للرئيس شكري القوتلي فقد سارت الأمور مع العسكريين السوريين الذين قدر لهم أن يتعاملوا مع نظام الرئيس جمال عبد الناصر، فإذا بمجريات السياسة وبعون مكثف ومتكرر ومستمر من الرئيس عبد الناصر نفسه تفرض على مصر أن تشجع وتجامل من يكرهونها وأن تعادي من يحبونها وكان طبيعيا أن يتصاعد هذا العداء فتسير الأمور متدرجة في التصاعد في عداء الرئيس عبد الناصر، في مراحل خمسة يمكن تلخيصها بطريقة جبرية أو حسابية في خمسة سطور على النحو التالي :
· أن يحل من يكره الرئيس عبد الناصر بنسبة ٥5% محل من يغلب عليه حب الرئيس عبد الناصر .
· أن يحل من يكره الرئيس عبد الناصر بنسبة 65% محل من يكره الرئيس عبد الناصر بنسبة 55%
· ثم يحل من يكره الرئيس عبد الناصر بنسبة 75% محل من يكره الرئيس عبد الناصر بنسبة 65%
· ثم يحل من يكره الرئيس عبد الناصر بنسبة 85% محل من يكره الرئيس عبد الناصر بنسبة 75%
· ثم يحل من يكره الرئيس عبد الناصر بنسبة ٩5% محل من يكره الرئيس عبد الناصر بنسبة ٨5%.
هذا باختصار هو جوهر المراحل الخمسة من القصة السياسية السورية ما بين ١٩٥٨ و١٩٧٠، الذي لا يمكن فهم تاريخ الرئيس لؤي الاتاسي أو الرئيس أمين الحافظ أو الرئيس حافظ الأسد (ولا غيرهم من القادة العسكريين السوريين) إلا من خلاله، ونأتي إلى التفصيل، وذلك على النحو التالي:
المرحلة الأولى ما بين سبتمبر ١٩٦١ ومارس ١٩٦٣ بعد الانقلاب حيث بقي الارتباط العاطفي
في هذه المرحلة ما بين سبتمبر ١٩٦١ ومارس ١٩٦٣ بقي الارتباط العاطفي بعد الانقلاب في الفترة “الملاصقة “مباشرة التي أعقبت مرحلة الوحدة (1958 ــ 1961) لكن جذور الانفصال كانت بدأت تشتد وتترسخ في أثناء الوحدة إذ تكفل المشير عبد الحكيم عامر بأن يضحي بأنصار الرئيس عبد الناصر في الجيش السوري من دون أن يدرك ما يعنيه هذا من انتصار تلقائي لمصلحة المتحفظين على الرئيس عبد الناصر وعلى مصر سواء كان تحفظهم إيجابيا (بالمعارضة عند اللزوم أو عندما تكون المعارضة حاسمة) أو سلبيا (بعدم نصرة الرئيس عبد الناصر أمام أعدائه) وهكذا أصبح الجيش السوري في قيادته او على مستوى قمته يميل إلى أن تكون أموره والبت فيها في قبضة من هم كارهون للرئيس الرئيس عبد الناصر بأكثر ممن هم موالون له، وكانت حكمة المشير عبد الحكيم عامر (ومعه بل ومن قبله الرئيس جمال عبد الناصر والقادة العسكريون المصريون بالطبع) أن هؤلاء الحلفاء لن يطلبوا ثمن محالفتهم فهم إذاً حلفاء مضمونون، وأن الأولى أن تذهب المزايا لمن هم ليسوا بحلفاء كي نقربهم، او نؤلف قوبهم، وهكذا تم السير خطوة بعد أخرى في درب مؤسف من تدليل الأعداء، وإبعاد الأصدقاء.
بعد عقود كان هناك كثير من السوريين الوحدويين يلخصون الموقف بالقول بأن انقلاب سبتمبر 1961 كان يستهدف إصلاح الوحدة على حين أن انقلاب مارس 1963 كان انفصاليا يستهدف القضاء على ما تبقى منها
ومضت الأمور في هذا الخط في تصاعد مستمر حتى أصبح السوريون الذين يتحسسون أقدامهم يعرفون أن مصلحتهم عند الرئيس عبد الناصر تكمن في عدائه لا في الإخلاص له، وهكذا ظل الرئيس عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر يخسفان الأرض بمن يحبونهم حتى لو ظل هؤلاء المحبون مخلصين، وفيما بعد فقد صار بعضهم ضحايا لهذا الحب (ومن هؤلاء وزراء وقادة عاشوا بعد ذلك في مصر على هيئة مواطنين مصريين أو لاجئين سوريين ولم يقدر لهم العودة إلى وطنهم سوريا، حدثت النقطة المفصلية، وتجلت في استعاء عبد الحميد السراج نائب الرئيس عبد الناصر للقاهرة، وكأن هذه الخطوة كانت إفساحا للطريق لانقلاب النحلاوي الذي انفصمت به عرى الوحدة والذي لا تزال الأدبيات المصرية تلقي عليه بالمسئولية عن كل الكوارث التالية، ومن العجيب أن قادة انقلاب 1961 كانوا يكرهون الرئيس عبد الناصر بنسبة 55% فقط على حين كان قادة كل الانقلابات السورية التالية يكرهون الرئيس عبد الناصر بنسب أكبر، وقد كان من الممكن حتى بعد وقوع الانقلاب، وبعد إعلان الانفصال أن يتم إصلاح الوضع وعودة الوحدة بتنازلات صادقة من الرئيس عبد الناصر لكن الرئيس عبد الناصر بطابعه العنيد فضل أن يعادي مجموعة النحلاوي على الرغم من أن النحلاوي نفسه لم يتول الرئاسة ولا القيادة، وإنما قبلها سياسي صديق للناصرية أو ناصري وحدوي هو ناظم القدسي فقبل أن يكون رئيسا لسوريا، وقبل سياسي آخر صديق للناصرية ان يكون رئيسا للوزراء. بينما رفض الزعماء المرتبطون بالإخوان المسلمين أن يتعاونوا مع الانفصال على الرغم من عداء الرئيس عبد الناصر لهم وصدروا في هذا الوقت عن عقيدة وطنية صادقة حسبها لهم ولا يزال يحسبها لهم كل الوحدويين.
المرحلة الثانية ما بين مارس ١٩٦٣ ويوليو ١٩٦٣
طوال المرحلة الأولى كانت الأجهزة المصرية بالطبع تخطط لانقلاب على انقلاب النحلاوي وبالطبع فقد كان من الوارد لأي سوري أن ينجح في الانقلاب على انقلاب النحلاوي سواء بمساعدة الرئيس عبد الناصر أم بغير مساعدته، لكن المصريين أو الناصريين بالطبع اعتقدوا عقيدتين خاطئتين أولاها أن نفي النفي اثبات أي أن الانقلاب على انقلاب سبتمبر 1961 لا بد أن يكون مواليا للناصرية وللوحدة، والثانية أن الانقلاب سيكون مدينا بنجاحه لهم، وكانت هاتان الخطيئتان العقليتان او الخطيئتان المنطقيتان هما مصدر كل ما حاق بالناصرية من هزائم وشرور بعد ذلك، فقد وقع انقلاب 8 مارس 1963 وتشكل بفضل هذا الانقلاب مجلس عسكري بقيادة الرئيس لؤي الاتاسي، وهلل المصريون الناصريون لهم لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن عداء مجموعة 8 مارس 1963 لهم يفوق عداء مجموعة سبتمبر 1961 وبطريقتنا في تقريب الأمور بالنسب الحسابية فإن مصر ناصرت من يكرهون الناصرية بنسبة 65% (أي لؤي الأتاسي والمجموعة التي انتخبته رئيسا ومنها أمين الحافظ) على من كانوا يكرهون الناصرية بنسبة 55% (وهم مجموعة عبد الكريم النحلاوي).
وفيما بعد عقود فقد كان هناك كثير من السوريين الوحدويين يلخصون الموقف بالقول بأن انقلاب سبتمبر 1961 كان يستهدف إصلاح الوحدة (أي أنه كان وحدويا) على حين أن انقلاب مارس 1963 كان انفصاليا يستهدف القضاء على ما تبقى منها، من مشاعر ونوايا وأمنيات، أي أنه يمثل الانقلاب الانفصالي الحقيقي . وفيما بعد، وتبعا لحقائق التاريخ، فقد ثبت أن في هذا القول كثيرا من الحقيقة. ومن الجدير بالذكر أن الرئيس أمين الحافظ لم يكن من المشاركين المباشرين في تنفيذ انقلاب 8 مارس 1963 لكنه عقب الانقلاب أصبح في مكانة متقدمة جدا، عضوا في المجلس الرئاسي برئاسة لؤي الاتاسي ووزيراً للداخلية. تتبقى في النقاط الخلافية في كتابة التاريخ بأثر رجعي نقطة مهمة هي علاقة الناصريين بالانتقال من 8 مارس 1963 إلى يوليو 1963 ذلك أن بعض الكتابات تتصور أن جاسم علوان هو الذي نجح في الإطاحة بلؤي الأتاسي وأتى بأمين الحافظ وإن لم يكن هذا هو مقصده بل كان هذا هو عكس هدفه، لكن الحقيقة تبقى في أن الذي نال الانتصار هو امين الحافظ وليس جاسم علوان.
ويتعلق بهذا أيضا القول بأن لؤي الأتاسي كان ناصريا حين قام بانقلاب مارس 1963 من أجل القضاء على الانفصال وأنه ظل ناصريا حتى قادته الممارسات النصرية إلى النفور من الرئيس عبد الناصر ونظامه ومع احترامنا لهذا الرأي فإن الواقع يقول بكل وضوح إن النتيجة التي حدثت في مارس 1963 كانت على نحو ما صورناها في المعادلات التي ذكرناها تتمثل في الابتعاد عن الناصرية لا الاقتراب منها. وفيما عدا ذلك فإن الأحداث التاريخية لا يمكن تفسيرها بالتقارير الناصرية أو التي كانت تبتغي الرضا الناصري. أو التي تحقق الخداع الناصري للجماهير بما يخالف الحقيقة المتكرسة .
فيما بعد سنوات معدودة ومع وفاة الرئيس عبد الناصر نفسه فقد انقلب حافظ الأسد على صلاح جديد، وكان نظام الرفيق حافظ الأسد قائد الحركة التصحيحية التي واكبت الوفاة المفاجئة الرئيس عبد الناصر
المرحلة الثالثة ما بين يوليو ١٩٦٣ وفبراير ١٩٦٦
تشكلت هذه المرحلة ما بين يوليو ١٩٦٣ وفبراير ١٩٦٦ في ظل الحيوية الناصرية المفعمة بالرغبة في الانتقام، فقد كان لا بد من انقلاب جديد على انقلاب مارس 1963 يصحح الوضع ليضبط البوصلة في الاتجاه الناصري، ومن الجدير بالذكر أن هذا حدث بالفعل لكنه فشل، وكان هذا الانقلاب الذي فشل على يد الضابط السوري جاسم علوان الذي قام بانقلابه الذي لم يكتمل في يوليو 1963.. وهنا ظهر دور الرئيس أمين الحافظ الذي نجح تماما في اجهاض الانقلاب الناصري من خلال موقعه كوزير للداخلية، وبهذا فإن انقلاب يوليو 1963 ثبت أركان انقلاب مارس 1963 مع فارق مهم وهو أنه جاء بمن يكره الناصرية علنا وبنسبة 75% (وهو أمين الحافظ) ليحل محل من يكرهون الناصرية سرا وبنسبة 65% (وهم مجموعة لؤي الأتاسي) الذين كانوا قد حلوا محل من يكرهون الناصرية بنسبة 55% وهو مجموعة عبد الكريم النحلاوي. وقد كان لقدوم الرئيس أمين الحافظ إلى السلطة طابع متميز عن طابع كل من سبقوه، على نحو ما نر ىتصويرنا له في حديثنا عنه، وقد ظل الرئيس أمين الحافظ رئيساً لسوريا منذ 27 يوليو 1963 وحتى نجح انقلاب زميله صلاح جديد عليه في 23 فبراير 1966، وفي أثناء رئاسته جمع رئاسة الوزراء لبعض الوقت كما جمع قيادة القوات المسلحة.
المرحلة الرابعة
مع كل هذا العداء الذي تكرس وتأجج بين نظامي الرئيسين عبد الناصر وامين الحافظ، فإن الانقلاب البعثي الذي قاده صلاح جديد في فبراير 1966 كان أكثر عداء للرئيس عبد الناصر، فإذا كان الرئيس أمين الحافظ يكره الناصرية بنسبة 75% فقد كان صلاح جديد يكرهها بنسبة 85%، وبالطبع فإن صلاح جديد كان يكره الرئيس أمين الحافظ والمجموعات الانقلابية السابقة الأخرى، وبهذا الانقلاب فان الرئيس أمين الحافظ نفسه ألقي القبض عليه (في بداية انقلاب صلاح جديد في 23 فبراير 1966 ) وسجن لكنه في ظل مؤامات سورية أطلق سراحه ونفي إلى لبنان، فلما تمكن حزب البعث في العراق من الوصول إلى السلطة في انقلاب 17 يوليو 1968 كان من الطبيعي أن ينتقل الرئيس أمين الحافظ إلى العراق ليعيش مع أصدقائه البعثيين العراقيين الذين كانوا معادين للبعثيين السوريين من قبيل صلاح جديد وحافظ الأسد .
المرحلة الخامسة والاخيرة
فيما بعد سنوات معدودة ومع وفاة الرئيس عبد الناصر نفسه فقد انقلب حافظ الأسد على صلاح جديد، وكان نظام الرفيق حافظ الأسد قائد الحركة التصحيحية التي واكبت الوفاة المفاجئة الرئيس عبد الناصر (من قبل أن يصبح رئيسا للدولة) يكره الناصرية بنسبة 95% مقارنة بتجربة صلاح جديد التي لم تكن تكره الناصرية بأكثر من 85% ومع هذا فقد كانت الخمسة عشرة في المائة تسمح ( وقد سمحت ) بالتحالف بين الرئيسين عيد الناصر وصلاح جديد من أجل تلقي أكبر وأفدح هزيمة في تاريخ العرب .