الرئيسية / المكتبة الصحفية / العميد #إبراهيم_نصحي_قاسم.. النحلة التي كتبت تاريخ مصر في عصر البطالمة

العميد #إبراهيم_نصحي_قاسم.. النحلة التي كتبت تاريخ مصر في عصر البطالمة

الدكتور إبراهيم نصحي قاسم (1907 – 2004) هو أول أساتذة الجامعة المصريين المتخصصين في التاريخ اليوناني والروماني، رزق طول العمر، كما رزق التبكير في تولي المناصب الإدارية بالجامعات المصرية، إذ تولى عمادة ثالث كليات الآداب عند تأسيسها في جامعة عين شمس ١٩٥٠، وهكذا فإنه عند وفاته كان عميداً سابقاً لكلية الآداب منذ أكثر من خمسين عاماً. وكان شقيقه الدكتور حسين حسني الحاصل أيضا على الدكتوراه في التاريخ هو السكرتير الخاص للملك فاروق، وقد اشتركا في تأليف بعض الكتب المدرسية. ولد الدكتور إبراهيم نصحي قاسم في دسوق في محافظة كفر الشيخ، وتلقى تعليماً مدنيا تعليما مدنيا متميزا من ذلك التعليم الفائق الجودة الذي تلقاه أبناء جيله من المصريين، وابتعث إلى بريطانيا وحصل على ليسانس الآداب من جامعة ليفربول (1932)، وعلى دكتوراه الفلسفة في التاريخ من جامعة لندن (1934).

 

وظائفه الجامعية

عقب عودته من البعثة تدرج الدكتور إبراهيم نصحي قاسم في مناصب هيئة التدريس بآداب القاهرة منذ عام 1934 حتى حصل على درجة كرسي أستاذ التاريخ اليوناني والروماني في أكتوبر 1946 ولما يبلغ الأربعين، وظل أستاذا في هذه الكلية حتى سبتمبر 1950، حيث عين عميدا مؤسساً لآداب عين شمس، واحتفظ بمنصب العمادة حتى سبتمبر 1954 فقط، لكنه ظل يشغل منصب أستاذ التاريخ اليوناني ورئيس قسم التاريخ بهذه الكلية منذ سبتمبر 1950 حتى سبتمبر 1966، وقد عمل أستاذا زائرا بجامعات الولايات المتحدة (1954 – 1955)، حيث قام بتدريس مقررات منتظمة في جامعتين، ودعي لإلقاء محاضرات عامة في عدة جامعات أخرى منها: بيل، وبرنستون، وآن أربور (ميتشجان).

 

عمل الدكتور إبراهيم نصحي قاسم منذ سبتمبر 1966 حتى سبتمبر 1973 بالجامعة الليبية في بنغازي، أستاذاً للتاريخ اليوناني والروماني ورئيسا لقسم التاريخ، كما قام بعمادة كلية الآداب فترة من الوقت (1967). في عهد الرئيس السادات عين الدكتور إبراهيم نصحي قاسم أستاذا متفرغاً بآداب عين شمس منذ أكتوبر 1973، وفي مايو 1978دعته كلية رويال هولوي بجامعة لندن لإلقاء محاضرتين عامتين فيها، كما دعته (1982) جامعة صنعاء للتدريس فيها.

 

قيمته العلمية

قيل في ترشيحه لجائزة الدولة التقديرية إن إنتاجه تميز بغزارة المادة، وعمق البحث، وسداد الاستدلال، وشمول الاستقصاء، وقد أكسبته بحوثه القيمة ونشاطه العلمي المثابر مكانة ملحوظة قد لا تتوافر للكثير ممن يقال إنه كتب وعلم، ولا أدل على ما أصابه من توفيق في مجال تخصصه منذ أن كان يعد رسالة الدكتوراه في جامعة لندن من أن هذه الجامعة استجابت إلى ما أوصت به لجنة امتحان الدكتوراه، فقد قررت له منحة لطبع رسالته، ومن أنه عندما نشرت هذه الرسالة حظيت باستقبال حار لدي الأوساط العلمية في أوروبا وأمريكا. ومما يجدر التنويه به أن مؤلفه “تاريخ مصر في عصر البطالمة” هو المرجع الذي لم يسبقه ولم يلحقه في العربية مرجع يساويه منذ صدر في عام 1946، لذلك فإنه طبع خمس مرات، مع ذلك فما من طبعة تصدر إلا كانت له فيها إضافات جديدة لحرصه على مواكبة الجديد في مجاله، ويكفي للدلالة على هذا أن الطبعة الأولي صدرت في مجلدين والطبعة الخامسة صدرت في أربع مجلدات.

 

أنشطته العلمية على الصعيدين القومي والدولي

فيما قبل ١٩٥٢ اختير الدكتور إبراهيم نصحي قاسم مقرراً للجنة العصر اليوناني الروماني في متحف الحضارة المصرية منذ بدأ العمل في إعداده (1943) حتى افتتاحه (1949). كما اختير إبراهيم نصحي عضواً في مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية منذ إنشائها (1936)، ورئيسا للجمعية المصرية للدراسات التاريخية (1978)، وعضواً في لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية (1958)، ومقررا للجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة (1980)، واختير عضواً في مجلس إدارة مركز الدراسات البردية بجامعة عين شمس ورئيسا لشعبة البرديات اليونانية واللاتينية في هذا المركز منذ إنشائه (1981)، وعضواً في شعبة التراث الحضاري والثقافي بالمجلس القومي للثقافة منذ إنشاء ها (1983)، كما اختير مقررا للجنة الأبحاث التاريخية المنبثقة عن شعبة التراث الثقافي والحضاري (1983).

 

كان الدكتور إبراهيم نصحي قاسم هو من تولى كتابة كل مواد التاريخ اليوناني والروماني في الموسوعة العربية الميسرة (1965)، كما أنه كتب أغلب مواد التاريخ اليوناني الروماني في الجزء الثاني للموسوعة العربية لتاريخ مصر القديم وآثارها (مطبوعات هيئة الاستعلامات) (1976). كما أنه كتب “مصر في عصر البطالمة”، في مجلد تاريخ مصر عبر العصور الذي شرع في إصداره المجلس الأعلى للثقافة (1986). وعلى المستوى الدولي كان عضواً مراسلاً لجمعية الوثائق الهندية (1951)، كما كان عضواً مراسلاً لجمعية الآثار اليونانية في أثينا (1938).

 

أشهر كتبه بالعربية:

“تاريخ مصر في عصر البطالمة”، صدرت الطبعة الأولي في جزأين ١٩٤٦ وطبعت الطبعة الخامسة في 4 أجزاء (1980/1981).

“تاريخ الرومان” جزآن، 1971و 1973، والطبعة الثالثة 1983.

 

وأشهرها بالإنجليزية

“الفنون في عصر البطالمة” (1937)، أكسفورد، بريطانيا.

“قيام المسيحية في مصر” (1955)، نيويورك.

 

وله من البحوث والدراسات المهمة:

“البحر الأحمر في عصري البطالمة والرومان” فصل في كتاب رحلة كلية الآداب بجامعة القاهرة إلى البحر الأحمر (1939).

“مصر منذ الفتح المقدوني حتى فتح العرب” فصل في كتاب مجمل تاريخ مصر (1940).

“مظاهر التقاء الحضارتين المصرية والإغريقية”، مجلة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، المجلد الأول (1950).

“العلاقات بين مصر والدول الشرقية في العصر الهلنستي”، مجلة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، المجلدين الثاني والثالث (1950).

“أسطول البطالمة الحربي”، حوليات كلية الآداب بجامعة عين شمس، المجلد الأول، (1951).

“الاتجاهات الجديدة في سياسة مصر الخارجية في عصر البطالمة”.

“الألقاب الفخرية عند البطالمة”، مجلد الحلقة الدراسية الأولي ـ التاريخ والآثار، مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية (1962).

“توكيدييس”، مجلة كلية الآداب بالجامعة الليبية، المجلد الثاني (1968).

“كاليماخوس القوريني”، مجلة كلية الآداب بالجامعة الليبية، المجلد الثالث (1970).

“فلسفة الإسكندر الأكبر”، الموسم الثقافي للجمعية المصرية للدراسات التاريخية (1978 – 1983).

“النظم الدستورية الإغريقية” (1941).

“السويس في العصور القديمة”، في كتاب تاريخ السويس عبر العصور (1966).

“مصر في عصري البطالمة والرومان”، تاريخ الحضارة المصرية، المجلد الثاني، مطبوعات وزارة الثقافة والإرشاد (1957).

“دراسات في تاريخ مصر في عصر البطالمة” (1959).

“إنشاء قوريني وشقيقاتها” (1970).

“تاريخ التربية والتعليم في مصر” الجزء الثاني، عصر البطالمة (1975).

 

كما تولي الترجمة والتقديم والتعليق على كتابين مهمين:

“المدينة عبر العصور” جزآن، تأليف لويس ممفورد (1963).

“أنطاكية القديمة” تأليف جلانفيل داولي (1965).

تكريمه ووفاته

نال الدكتور إبراهيم نصحي قاسم كثيرا من ألوان التكريم ومنح وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي (1968)، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية (1987). توفي الدكتور إبراهيم نصحي قاسم في مايو 2004.

 

 

 

 

 

 

 

 
 

تم النشر نقلا عن موقع مدونات الجزيرة

 
ض

لقراءة المقال من مدونات الجزيرة إضغط هنا

 
 

للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com