الأستاذ إبراهيم الإبياري (1902 ـ 1994) واحد من أفضل المحققين المصريين الذين تفرغوا للتحقيق وما يتصل به من دراسات موسوعية واعدة ، ولم ينشغلوا بالكادر الجامعي، ومن الطريف أنه يسبق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم ١٩٠٠- ١٩٨٠ بسنة واحدة في التخرج من دار العلوم، وان كان أصغر منه في السن بعامين، وهذان الاستاذان العظيمان من جيل الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد ١٩٠٠- ١٩٧٢، وقد تفاوتت أعمارهم فعاش الأستاذ محيي ٧٢ عاما وعاش الاستاد أبو الفضل ٨٠ عاما وعاش الأستاذ الإبياري ٩٢ عاما، وهم سابقون مباشرة على المحققين العظيمين الأستاذ عبد السلام هارون والأستاذ محمود شاكر المولودين ١٩٠٩ ومن بين هؤلاء جميعا فقد تميز الأستاذ الإبياري بميل جاد الى الكتابة الموسوعية المنشئة بيد ان زمانه لم ينصف مشروعاته.
بدأت شهرة الأستاذ ابراهيم الإبياري المبكرة على نطاق عال حين كان ثالث ثلاثة حققوا ديوان حافظ إبراهيم، أما الأولان فهما الأستاذان أحمد أمين والشاعر أحمد الزين، والحقيقة أنهم بذلوا جهدا في جمعه أيضا فقد كان متفرقا تماما، وظل الرواة يضيفون إلى ما جمع من هذا الديوان العظيم لذلك الشاعر الفذ لم يكن معنيا بنفسه بالقدر الكافي. اسمه بالكامل إبراهيم إسماعيل الإبياري وقد في بطنطا محافظة الغربية سنة 1902، وتخرج في كلية دار العلوم ١٩٢٩ في الدفعة التي ضمت زميليه الشاعر محمود غنيم والمربي المشهور الأستاذ عبد العليم إبراهيم الذي وصل الي مكانة الرجل الأول المسئول عن اللغة العربية في وزارة التربية والتعليم.
عمل الأستاذ ابراهيم الإبياري بدار الكتب المصرية، وعين مديرا لإدارة إحياء التراث بالدار، ثم اختير مراقبا عاما لشئون مجلس النواب والشيوخ ثم اختير إبراهيم الإبياري ليعمل بمعهد الدراسات الإسلامية بمدريد، فكان أستاذا مجيدا للغة العربية ثم عمل مستشارا للمؤسسات الثقافية التي تكونت منها وزارة الثقافة المصرية. إلى الأستاذ ابراهيم الإبياري يرجع الفضل في مشروع الموسوعة القرآنية الميسرة التي تولى تحرير كثير من مادتها، كما أن تلخيصه للسيرة النبوية التي كتبها ابن هشام يعد من أفضل كتب السيرة الموجزة، وكذلك فعل في كتاب الأغاني حيث حقق بالاشتراك مع زملاء له تجريد الأغاني، لابن واصل الحموي. واليه يرجع الفضل في وضع أهم كتاب عن امير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان تحت عنوان معاوية الرجل الذي أنشأ دولة، وكان هذا الكتاب هو سادس كتاب صدر في سلسلة اعلام العرب، وله كتاب آخر بعنوان ميلاد دولة، وكتب كتابا آخر عن الخليفة الوليد بن يزيد والدولة الأموية. كما كتب كتابين مهمين عن الدولة الإخشيدية والدولة الأيوبية، وله في التاريخ أيضا: نظرات في التاريخ الإسلامي. كتب سيرة ذاتية بعنوان “مع الأيام”.
وكان للأستاذ إبراهيم الإبياري الفضل في مشروع المكتبة الأندلسية، وإني لأذكر بالفخر أني قررت إعادة طبعها في الهيئة العامة للكتاب على النحو الذي صدرت به من قبل فنفد كل المطبوع في ساعات قليلة، كما ان له الفضل في الموسوعة الشوقية لأعمال الشاعر احمد شوقي. وللأستاذ إبراهيم الإبياري في المكتبة الثقافية كتاب غير مشهور: الوطن في الأدب العربي، كما أن له كتابا عن أبو المسك كافور. أدرك الأستاذ إبراهيم الإبياري عصر الشاشة الصغيرة فألقى من خلالها بعض الأحاديث القيمة.
ـ تاريخ القرآن.
ـ رسالة الشاعر.
ـ شرح لزوم ما لا يلزم.
ـ مهذب السيرة النبوية.
ـ العقد الفريد، لابن عبدربه، بالاشتراك.
ـ فقه اللغة، للثعالبي، بالاشتراك.
ـ لطائف المعارف، بالاشتراك.
ـ لزوم ما لا يلزم، للمعري.
ـ الأيام والليالي والشهور، للفراء.
ـ الإنباه على قبائل الرواة، لابن عبد البر.
ـ تاريخ افتتاح الأندلس، لابن القوطية.
ـ تاريخ علماء الأندلس، لابن الفرضي.
ـ إعراب القرآن، المنسوب للزجاج.
– مفاتيح العلوم للخوارزمي
ـ شرح ديوان المتنبي، للعكبري.
ـ أزهار الرياض في أخبار عياض، للمقري.
ـ نهاية الأرب في أنساب العرب، للقلقشندي.
– المقتضب من كتاب تحفة القادم للبليفيقي
– قضاة قرطبة
– الصلة لابن بشكوال
ـ الأغاني، للأصفهاني، بعض أجزاء منه.
ـ مختار الأغاني لابن منظور، حقق منه الجزء الأول.
ـ كتاب الجيم، للشيباني، حقق منه الجزء الأول.
ـ التكملة والذيل والصلة
ـ اختصار القدح المعلى في التاريخ المحلى
توفي الأستاذ ابراهيم الإبياري سنة 1994.