نخصص هذه المدونة للحديث عن الجيل الأول من خريجي كلية طب قصر العيني الذين وصلوا إلى مواقع عضوية هيئة التدريس في كلية طب قصر العيني نفسها (على أمل في أن نتحدث بإذن الله في تدوينة لاحقة عن أساتذة كليتي الطب في جامعتي الإسكندرية وعين شمس). كما نتحدث عمن شاركوهم الأستاذية من خريجي منبعين آخرين من منابع الأساتذة في الكلية، من خريجي كلية الصيدلة وكلية العلوم.
كانت دفعة 1929 وهي أولى الدفعات التي تخرجت تحت اسم كلية الطب بدلا من مدرسة الطب، وكان من هذه الدفعة أستاذان بارزان:
– الدكتور مصطفى الديواني أستاذ طب الأطفال الذي حصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الطبية 1983.
– الدكتور محمود سليمان الحكيم أستاذ التخدير وكانت مؤهلات الأستاذية في التخدير في العالم كله في ذلك الوقت تؤثر دبلوم التخدير الذي كانت تمنحه لندن والذي حصل عليه الدكتور محمود الحكيم.
وكانت دفعة 1930 هي ثانية دفعات كلية الطب وقد وصل منها على مواقع هيئة التدريس في ١٩٥٨ ثلاثة أساتذة وأستاذ مساعد:
– الدكتور محمد فطين أستاذ الأذن والأنف والحنجرة
– الدكتور إسماعيل محرز أستاذ الجراحة
– الدكتور عبد العزيز محمد عسكر أستاذ الأمراض النفسية
– الدكتور علي عمر أستاذ مساعد الباثولوجيا الإكلينيكية
تبدأ القاعدة في الاتساع مع دفعة 1931 حيث نجد ستة من أعضاء هيئة التدريس أستاذان وأربعة من الأساتذة المساعدين فأما الأستاذان فهما:
– الدكتور عبد العزيز سامي أستاذ الأمراض الصدرية وعميد الكلية والحائز على جائزة الدولة التقديرية في العلوم (1975).
– الدكتور يوسف حلمي جنينة أستاذ الأمراض العصبية الشهير الذي سبق الدكتور عبد العزيز سامي بالتأهل بالشهادة الأعلى حيث حصل على عضوية الكلية الملكية للأطباء بلندن (1936) مع زميله أستاذ الأمراض النفسية عبد العزيز عسكر المتخرج في الدفعة السابقة عليه (1930). ومع هذين الأستاذين الشهيران تخرج أربعة من الأساتذة المساعدين:
– محمد عطية عبود (الأطفال)
– عبد الحميد كرشة (الأطفال)
– محمد حسن الزنيني (الجراحة)
– عبد الفتاح المغربي (التخدير)
ومع أن هذين الأستاذين المساعدين للأطفال كانا قد حصلا على تأهلهما الأعلى مُبكرا (1937 و1938) فإن درجة الأستاذية كانت مشغولة أمامهما.
ويمكن لنا أن نلاحظ أن أحدث دفعة وصلت إلى الأستاذية كانت دفعة 1938 وقد وصل منها واحد فقط هو الدكتور محمد أحمد سليمان أستاذ الطب الشرعي. وقد تأهل بالدكتوراه في 1943 بعد 5 سنوات من تخرٌجه في الكلية، وقد وصل أيضا مبكرا إلى عضوية مجمع اللغة العربية في 1962 وكان في ذلك الوقت أصغر أعضاء المجمع، أما الدفعة التالية في الحداثة فهي دفعة 1936 التي وصل منها الدكتور أحمد حافظ موسى أستاذ الأمراض المتوطنة الذي حصل على الدكتوراه 1940 بعد أربع سنوات فقط من تخرٌجه.. وقد نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم الطبية (1986) مبكرا أيضا. وثالث أصغر دفعة وصلت إلى الأستاذية هي دفعة 1934 التي وصل منها أستاذ الجراحة أحمد أبو ذكرى وكان قد حصل على الزمالة في 1939 بعد 5 سنوات من تخرجه.
فيما بين أعضاء هيئة التدريس في كلية طب قصر العيني في ذلك العام كان هناك ستة ((3.4% من أعضاء هيئة التدريس من خرٌجي كلية الصيدلة (أو مدرسة الصيدلة حين لم تكن قد تسمٌت بعد باسم الكلية) ومن هؤلاء الستة أستاذان وأستاذان مساعدان ومُدرٌسان ومن الطريف أن أربعة من هؤلاء نالوا فيما بعد ذلك شُهرة وطنية عالية، هؤلاء الستة هم:
– د. محمد شفيق الريدي خرٌيج الصيدلة 1928 والذي كان أستاذا للكيمياء الحيوية بعد أن حصل على الدكتوراه من مانشستر 1937 وقد حصل هذا الأستاذ على جائزة الدولة التقديرية في العلوم
– د. محمد عبد الحميد المهدي خريج صيدلة 1926 أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية.
– د. محمد عبد المنعم أبو الفضل خريج الصيدلة 1940 وأستاذ مساعد الباثولوجيا الإكلينيكية في ذلك الوقت وكان قد حصل على الدكتوراه من لندن 1948 وهو الأب الروحي الحقيقي لكثير من الجماعات الاجتماعية والإسلامية بل وللعمل الاجتماعي نفسه في كثير من الميادين.
– د. محمد المكاوي طنطاوي خريج صيدلة 1934 وأستاذ مساعد البكتريولوجي .
– د. كامل خليفة خريج الصيدلة 1945 والدكتوراه 1955 وكان مدرٌسا للكيمياء الحيوية وفيما بعد فإنه تولٌى مناصب قيادية في الجامعة.
– د. محسن خير الدين الديناصوري خريج الصيدلة 1946 والدكتوراه 1956 وكان مُدرٌسا للباثولوجيا الإكلينيكية.
وهكذا نرى أن هؤلاء الأساتذة الستة توزٌعوا على ثلاثة أقسام: الباثولوجيا الإكلينيكية (3) الكمياء (2) والبكتريولوجي (1) وقد ظلٌوا مُحتفظين بمكانة مرموقة في قسم الباثولوجي الإكلينيكية حتى نهاية السبعينات.
من بين أعضاء هيئة التدريس في طب القصر العيني في 1958/1959 كان هناك خمسة (2.8%) حصلوا على درجتهم الجامعة الأولى البكالوريوس من كلية العلوم وقد حصلوا جميعا على الدكتوراه من لندن وقد توزٌعوا على ثلاثة أقسام الكيمياء الحيوية (3) والفسيولوجيا (1) والهستولوجيا (1). وكانوا يشغلون وظيفة أستاذ مساعد (1) ومدرس (4) أما الأستاذ المُساعد فهو الدكتور محمد محمود عبد القادر (خريج العلوم 1941 والدكتوراه 1948) وقد وصل إلى الأستاذية ورئاسة القسم كما نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم. وأما المدرسون فهم بترتيب تخرٌجهم وأقدمياتهم في وظيفة الجامعة على النحو التالي:
– أحمد نصر الدين فهمي مُدرس علم الأنسجة بكالوريوس 1938 والدكتوراه 1953 وقد أصبح أستاذا لعلم الأنسجة في عصر السبعينيات الذي درسنا فيه في الكلية
– ألفونس رياض فهمي مدرٌس الفسيولوجيا بكالوريوس 1941 والدكتوراه 1954
– وهبي محفوظ عزوز مدرس الكمياء الحيوية بكالوريوس 1945 والدكتوراه 1953
– عبد الرحمن عبد الحي حفيظ مدرس الكمياء الحيوية بكالوريوس 1946 والدكتوراه 1957 أي أنه كان قد تأهل لتوٌه بالدكتوراه وقرب نهاية السبعينيات أدركنا عهد هذا الأستاذ، وهو أستاذ ورئيس للقسم.