يبدأ الشاعر علي الجارم قصيدته بأربعة أبيات تصف حدثا جللا من أحداث الموت الجلل من دون إشارة إلى تخصيص بمصر أو بالملك فؤاد، وإنما هو يتحدث عن كل ما يلازم مثل هذا الحدث الجلل من الهز وتأثر الركن والمصاب والارداء والأنين والوجد والعبرات والوجيب والخفقان والنشيج والسهاد والقلق ومن الحق أن نقول إن هذه الابيات الأربع محكمة رائعة التعبير تمثل بمفردها لوحة جميلة التصوير دقيقة الوصف.
جَلَلٌ هَزَّ كلَّ رُكْنٍ وهَدَّا ومصابٌ رَمَى القُلوبَ فأَرْدَى
كلُّ صَدْرٍ به أَنينٌ وَوَجْدٌ مُرْسِلٌ خَلْفَه أنِيناً ووَجْدا
عَبَراتٌ من ساكبٍ ليس تَرْقَا ووَجيبٌ مِنْ خَافِقٍ لَيْس يَهْدَا
ونشيجٌ أقضَّ من مَضْجَعِ اللّيْلِ وماجتْ له الكواكِبُ سُهْدا
ثم يتحدث الشاعر علي الجارم عن هذا المصاب من وجهة نظر مصر، شعبا ودولة، فيشير إلى أن مصر فزعت فزعة يطير لها العقل كما يقول إن دمعها فاض بغزارة، وتوقد شوقها، وتركت وقار الخباء، واجتمع الخلق محتشدين بسبب الحزن، وقد اضطربت بحار من البشر رائحة غادية، تسير كأنها الجبال يوم الحشر، وتنظر من فوق أسطح البيوت التي اضطربت بالحياة الإنسانية، كما اجتمعت في الميادين المكدسة، حتى إنك لا تستطيع رؤية الأرض، ومن الطريف أن كل هذه الصور القصيرة التي يقدمها الجارم بلغته العالية، هي أيضا صور فولكلورية مصرية شائعة في حديث الناس عن مثل هذا الحدث.
فزِعَتْ مصرُ فزْعةً طَارَ فيها كلُّ عقْلٍ عن الرَّشَادِ ونَدّا
هَرَعَتْ ساعةَ الوَداعِ تُفِيضُ الدَّمْعَ بَحْراً وتُرسِلُ الشَّوقَ وقْدَا
أمّةٌ هالَها المُصَابُ فهامَتْ تستَحِثُّ الْخُطَا شُيوخاً ومُرْدا
خَرَجَتْ مِن خِبائِها كُلُّ خَوْدٍ لم تُقنِّعْ رأساً ولم تُخْفِ خَدَّا
أعْجَلَتْها مُصيبَةُ الوَطنِ المفْجُوعِ أنْ تَخْتَبِي وأنْ تَتَردَّى
زُمَرٌ تَلْتَقِي على الْحُزْنِ والْيَأْ سِ وحَشْدٌ بَاكٍ يُزَاحِمُ حَشْدا
وبِحَارٌ من الأنَاسِيِّ ماجَتْ مُزْبداتٍ يَجِشْنَ جَزْراً ومَدَّا
وجِبَالٌ تَسِيرُ في يَوْم حَشْرٍ كلُّ فِنْدٍ تَراهُ يَتْبَعُ فِنْدا
فوْق سَطْحِ البُيوتِ كالنَّحْلِ فانْظُرْ ثُمّ إِيَّاكَ أنْ تُحَاوِلَ عَدَّا
كلُّ بَيْتٍ قدْ عَافَ أحْجارَهُ الصُّ مَّ وأَضْحَى دَماً ولَحْماً وجِلْدا
والمَيادِينُ كُلُّها أُمَمٌ تُزْجَى كما تُكْدَسُ السّحائبُ رُبْدَا
فإِذا شئتَ أن تَرَى الأرضَ أرْضاً كنْتَ ممن يُحاولُ الأمْرَ إِدّا
يبدأ الشاعر علي الجارم في ذكر كلمة فؤاد في البيت السابع عشر، واصفا الفؤاد مشيراً بذلك من بعيد إلى اسم الملك فؤاد وهو يتحدث عن آثار حزن الجماهير فيما تملك من نَفَس وقلب، وفؤاد وشوق، وجهد ودعاء، ورعد وخشوع وجلال
نَفَسٌ واحدٌ جميعاً وقلبٌ لفؤاد يَئِزُّ شَوْقاً وصَهْدا
ودُعاءٌ يَمُرُّ بالصَّدْرِ بَرْقاً فإِذا انْسَابَ منه أصْبَحَ رَعْدا
وخُشوعٌ من الْجَلالِ تَراءَى وجَلالٌ من الخشوعِ تَبَدَّى
ثم يبدأ الشاعر علي الجارم في البيت العشرين في وصف الجنازة نفسها فيشير إلى أن من حملوا الملك في نعشه حملوا معه آمال الشعب النادية فقد حملوا حامي الحقيقة والدين، وحملوا مصدر الإشعاع والهدى والسعد لمصر، وهو يُسرع بالتساؤل لماذا لم يتوان الدهر بعض الوقت عن الملك فيتركه لمصر؟ فقد كان عهده لمصر بمثابة الدوحة الظليلة التي تشيع السلام ورغد العيش!
حَمَلوه وإِنما حَمَلُوا آ مَالَ شَعْبٍ بزَهْرِها الغَضِّ تَنْدَى
حَمَلوا حامِيَ الحَقيقةِ والدِّينِ كما تَحْمِلُ المَلائكُ عَهْدا
حَمَلوا كَوْكباً أشَعَّ على مِصْرَ سَناً مُبْصِراً وهَدْياً وسَعْدا
ما عَلى الدّهْرِ مَرَّةً لَوْ تَوانَى أو عَلَى الدَّهْرِ ساعة لو تَهَدَّا
لَفَحَتْ رِيحُهُ أزاهيرَ آما لٍ ملأْنَ الوُجودَ مِسْكاً ونَدّا
وَعَدَتْ كَفُّه عَلَى دَوْحةٍ كا نتْ تَمُدُّ الظِّلالَ في مِصْرَ مَدّا
وَجَدَتْ مِصْرُ في ذَراها سَلاماً وطوَتْ في ظِلالِها العَيْشَ رَغْدا
قدْ نَعَينا فَرداً به كان عَصْراً وفَقَدْنا عَصْراً به كان فَرْدا
وبعد هذا كله، يأخذ الشاعر علي الجارم في تلخيص الموقف الإنساني من وجهة نظره فيقول إن الملك فؤاد كان فرداً يمثل عصراً، ومن ثم فإن مصر فقد فقدت عصره الفريد، ولم لا؟ وقد فاقت مصر في عهده الكواكب في نورها، وضربت المثل في رعاية الملوك لممالكهم
دَوْلةٌ فاقت الكواكِبَ نُوراً وأنَافَتْ عَلَى الكواكبِ بُعْدا
علَّمَتْ كلَّ مَالِكٍ كيف تُرْعَى أُممٌ حاطَها المُلوكُ تُهْدَى
ويصل الشاعر علي الجارم إلى أول بيت يأتي فيه على ذكر الملك فؤاد بالاسم فيصور مكانته في موضع جميل حين يقول في البيت الثلاثين
رفع الشَّرقُ رأسَه بِفُؤَادٍ ونَضَا عَنْه يأسَهُ فاسْتَجَدَّا
ويصف الشاعر علي الجارم أثر الملك فؤاد في نهضة الشرق ووثبته، وتحقيقه للأماني وقيادة مصر لهذه الوثبة، وللحركة العلمية وقد أصبحت مصر كعبة الوفود التي تبتغي العلم
ومَضَى يَسْبِقُ الْخَواطِرَ وثْباً وجَرَى يُجْهِدُ الأمَانِيَّ وَخْدا
وأتَتْ كلُّ أُمّة ترتجِي مِصْرَ وِدَاداً وتَنْهَلُ العلم وِرْدا
كَعْبةٌ حَجّتْ الوُفُودُ إِليها تَسْتَحِثُّ الرِّكَابَ وَفْداً فَوَفْدا
حَفَزَتْها لعَرْشِ مِصْرَ أمانٍ بِنَشِيدِ الوَلاَءِ والْحُبِّ تُحْدَى
ويبدأ الشاعر علي الجارم في وصف السمات المميزة لأداء الملك فؤاد فيشير إلى اجتماع الحزم والجهد في بيت جميل، وفي البيت التالي يتحدث عن اجتماع الهمة والعزم، وفي بيت ثالث يصف اجتماع الحسم (المضاء) والتحدي ثم هو يتحدث عن الالهام في بيت، وعن الرشد في بيت تال، وعن الحث والتشجيع في بيتين تاليين، ثم عن الجرأة والجلد
فَرأتْ حَزْمَ جاهِدٍ لَنْ يُبارَى ورأتْ جُهْدَ حازمٍ لن يُحَدّا
أبصَرُوا المُلْكَ في جَلالةِ مَعْنا هُ يُباهي السَّمَاءَ عِزّاً ومَجْدا
أبْصَرُوا دَوْلة ومُلْكاً كَبِيراً ومِرَاساً يُعْيي الزَّمانَ وجُهْدا
هِمّةٌ تَفْرَعُ النُّجومَ وعَزْمٌ سلَبَ السَّيْفَ حدَّه والفِرنْدَا
ومَضَاءٌ في الحَادِثاتِ برأْيٍ فَضَح الصُّبْحَ نُورُه وتَحدَّى
يَستمدُّ الإِلهامَ من عالِمِ الغَيْبِ وأجْدِرْ بمثله أنْ يُمَدّا
دَفَعَ الشعْبَ للسبيل فكانت من سَنا هَدْيه أماناً ورُشْدا
مُلْهِباً عَزْمَه إِذا اجتازَ غَوْراً مُسْتَحِثّاً إِذا تسلَّقَ نَجْدا
كلّما خَارَ أجزأتْ بسمةٌ مِنْه فَمدَّ الخُطَا حَثِيثاً وجَدّا
ومَضى كالقَضَاءِ يَهْوِي لِمَرْمَا هُ جَريئاً مُجَمَّعَ القَلْبِ جَلْدَا
ويصل الشاعر علي الجارم إلى بيت يثبت تفوق قدراته المعجمية (وفهمه للمفردات العلمية الفيزيقية) إلى حد مذهل حين يتحدث عن الصلادة التي تميز بها الملك فؤاد فبهر الصخر، ويردف في البيت الثاني على تأكيد فهمه لهذه الصلادة بأن يشير إلى أن الشوك لا يؤثر فيها إلا كما الورد:
يَبْهَرُ الصَّخرَ أنْ يَرَى منه صَلْداً آدميَّ الرُّواءِن يَقْرَعُ صَلْدا
لا يُبالي إذا سَعَى للمعَالي خَبَط الشوْكَ أم تَوطَّأَ وَرْدَا
ويعود الشاعر علي الجارم إلى توظيف اسم الملك في البيت السابع والأربعين باعتباره مصدر الهداية والقيادة للجند الذين يتمنون غاية بعيدة، وهو بالنسبة لهم أكثر من قائد فهو الروح والقلب والكف والزند وهو القادر على الإقناع بالمستحيل، وهو باعث الأمل بنظرة، وهو أيضا محيي الآمال المنقطعة.
وفُؤَادٌ أمامَه خَيْرُ هادٍ قادَ لِلْغَايةِ البَعيدَةِ جُنْدا
كانَ لِلْمُقْدِمين رُوحاً وقلْباً ولِرَكْب السَّارِينَ كَفَّاً وزَنْدا
لو دَعَأهُم إِلى النُّجوم لَسَاروا خَلْفَه يُزْمِعُون للنَّجْمِ قَصْدا
وإِذا اليأسُ مَسَّهُم كان عَطْفاً وسَلاماً عَلَى القُلُوبِ وبَرْدا
نَظْرةٌ مِنْه تَبْعَثُ الأمَلَ الوَاني وتُحْيِي منه الذي كان أوْدَى
ثم يتحدث الشاعر علي الجارم عن قيمة الملك فؤاد بالنسبة لوطنه، فيصوره بمثابة الغلاف الحامي لمصر والصمام الباقي لأمنها، ويقول إنه هو القادر على أن يجعل من السيف غمدا (كناية على حال السلام المستقر) والغمد سيفا (كناية عن حالة الحرب العاجلة).
كان رِدْءاً لِمصْرَ إِنْ جَارَ دهْرٌ وصِمَاماً لأمْنِها إِنْ تَعَدَّى
ساسَ بالحِكْمةِ البِلاَدَ فكانَتْ من عَوَادِي الزَّمانِ دِرْعاً وسَدّا
فَهْو إِنْ شَاءَ صيّر الغِمْدَ سيْفاً وإِذا شاء صَيَّر السَّيْفَ غِمْدَا
ويتحدث الشاعر علي الجارم عن مؤهلات الملك فؤاد للحكم الرشيد فيزعم أن رحمة الله أخذته فأعدته فاستحق الحمد والشكر بفضل رعايته حق الملك، وكرمه وسداده
قد أعدّتْه رَحْمةُ اللّهِ لِلْحُكْمِ كَرِيماً مُبَارَكاً فاسْتَعَدّا
ورَعَى اللّهَ في الرّعِيّةِ والملكِ فوفَّى حقَّ الإِلهِ وأَدَّى
أينَما سِرْت مَشْرِقاً تَلْقَ شُكْراً أو توجَّهْتَ مَغْرِباً تَلْقَ حَمْدا
ثم يقدم الشاعر علي الجارم بيتين من بيوت الحكمة الجارمية المصاغين على نحو جيد وجميل أيضاً
وإِذا اللّهُ رَامَ إِصْلاحَ شَعْبٍ سَلَكَ القَائدُ الطَّريقَ الأسدَّا
إِنّما النَّاسُ بالملوكِ وأَغْلَى الْمُلْكِ شَأْواً ما كانَ حُبّاً وَوُدّا
ويعود الشاعر علي الجارم للحديث عن نشاط الملك فؤاد وأسلوبه في إدارة الدولة فيراه حازما في كل شيء إلا الموت بالطبع:
رَد بالْحَزْم كلَّ خَطْبٍ سِوَى المَوْتِ ولِلْمَوْتِ صَوْلَةٌ لَنْ تُرَدّا
ويستطرد الجارم من هذا البيت إلى ثلاثة أبيات جيدة من شعر الحكمة في وصف الموت:
والفَتَى في الْحَياةِ رهْنُ عَوَادٍ لا يَرَى دُونَ مُلْتَقَاهُن بُدّا
حَكَمَ الموتُ في الأنَامِ فَسَوَّى لم يَدَعْ سَيِّداً ولم يُبْقِ عَبْدا
بَيْنما يَسْحَقُ النِّمالَ تَراهُ باسِطاً كفَّه لِيَقْنِصَ أُسْدا
وأخيرا وفي البيت الرابع والستين يبدأ الشاعر علي الجارم في مخاطبة الملك فؤاد وكأنه كان يقدم بين يدي مخاطبته بثلاثة وستين بيتا كاملة، وهو يخاطبه بقوله يا مليكي ويعترف له بأن الحزن يتجدد عليه، وأن الحزن يحاوره، فإذا قال هو نفسه إن الحزن خف رد عليه الحزن بأنه سيبدأ، وهو على طريقة الإقرار بالفضل يسأل الملك أسئلة معهودة مشيراً إلى عز الملك الواسع العطاء، والهبات المزجاة للعلم، وكثرة القاصدين وكثرة الصلاة، وهو يتحدث أيضا عن الجبين الذي يضئ بالنور وعن الحديث الذي يقطر بالشهد، ويختم هذا كله بتقرير آسف بأننا قد فقدنا كل هذا.
يا مَليكي والْحُزْنُ يَطْحَنُ نَفْسي كلّما قُلْتُ خَفَّ قال سَأَبْدا
أيْنَ عزُّ المُلْكِ الّذي كانَ للآ مالِ في سَوْحهِ مَرَاحٌ ومَغْدَى
أين تلكَ الهِبَاتُ للعِلْمِ تُزْجَى كلُّ رِفْدٍ فيها يُزَاحِمُ رِفْدا
أينَ أينَ القُصّادُ في ساحةِ القَصرِ وأين الصِّلاتُ تُعْطَى وتُسْدَى
أين ذاكَ الْجَبِينُ ينضَحُ نُوراً أين ذاكَ الْحَدِيثُ يَقْطُر شَهْدا
قد فَقَدْناهُ والمُصَابُ جَلِيلٌ وجَمِيلُ العَزَاءِ بالْحُرِّ أجْدَى
ثم يعود الشاعر علي الجارم إلى شعر الحكمة على طريقته العابدة الخاشعة فيستفتح البيت السبعين من قصيدته بالترجيع والحديث عن حتمية الموت، ثم يردف في البيت التالي بالاعتذار عن مغالبة الدمع للفتى يقصد نفسه.
نحنُ للّهِ راجِعُون وكل بالغٌ في مَجَالةِ العُمْرِ حَدّا
غَير أنّ الفَتَى يُغَالِبهُ الدَّمْعُ فلا يستطيعُ للدَّمْعِ صَدَّا
ثم يقدم الشاعر علي الجارم في البيت الثاني والسبعين بيتا من أروع أبياته وأبسطها في هذه القصيدة
كلُّ مَهْدٍ يَصيرُ مِنْ بَعْد حينٍ قَصُرَ العُمْرُ أو تَطَاولَ لَحْدَا
ويختم الشاعر علي الجارم قصيدته بالإشارة إلى فخره بأنه مدح الملك فؤاد، فيقول إن مدحه له ملأ الوجود شدوا، وأن شعره ازدهى بكونه مدح جلائل الاعمال، يقول إن الله كتب عليه أن يرثي الملك ويبكيه على نحو ما مدحه من قبل، وهو يشبه مدحه للملك بقلادة على حين يشبه دموعه في رثائه بالعقد
قَدْ مَلأْتُ الوُجودَ شَدْواً بِمَدْحِيكَ وهَل غيْرُ مِزهَرِي بكَ أشْدَى
خَالداتٌ مِنَ الجلاَئلِ أوْلَتْ شِعْرِيَ المُزْدَهي بوصْفِك خُلْدا
كَتبَ اللّهُ أنْ يَعُودَ رثاءً وبُكَاءً يُدْمِي العيونَ وكَمْدا
قد نظَمْتَ العُلاَ قِلادَةَ دُرٍّ فَنظمْتُ الدّموعَ أَرْثيكَ عِقْدا
ولا يقف الشاعر علي الجارم عند هذا الحد في ختام قصيدته فلا بد بالطبع من الحديث عن الأمل في الابن الملك الذي يخلف أباه، وهو يجيد هذا التعبير حيث يقول إن أمل الشعب في الفاروق أحيا أمله هو، فقد قرأ الشعب في ملامح الملك الجديد الجلال والجد والمجد والنبل وقد أصبح ندا لبدر السماء ومثيلاً للعلا.
أمَلُ الشَّعْبِ في خَليفَتِك الْفَا رُوقِ أحْيَا آمالَه وأجَدّا
قرأ الشَّعْبُ في مَلاَمِحِه الغُرِّ سُطورَ المُنَى وأبْصَر جَدّا
ورأَى فيه نَبْعةَ المجدِ والنُّبْلِ أَباً مُفْردَ الجلالِ وجَدّا
لم يجِدْ للعُلاَ سواه مَثِيلاً ولبَدْرِ السماءِ إِلاَّهُ نِدّا
ويصل الشاعر علي الجارم في البيت الأخير من ابيات هذه القصيدة الجميلة إلى قمة الصناعة حيث يصوغ بيتا من شطرتين، يترحم في أولاهما على الملك المسجى ويدعو في ثانيهما للملك المفدى.
رحمةُ اللّهِ للمليكِ المُسَجَّى ورَعَتْ عينُه المليكَ المُفَدَّى