الرئيسية / المكتبة الصحفية / أقوى بيان لعلماء المسلمين.. وجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين وحماية الأقصى

أقوى بيان لعلماء المسلمين.. وجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين وحماية الأقصى

لا أزال أذكر من مرحلة الصبا أنني حين بدأت أدرك معنى ما أقرأ أخذت أقرأ هذا البيان الذي كان ملصقا بطريقة فنية ذكية وشفافة في أحد الشبابيك الداخلية في بيت جدي لوالدي عليهما رحمة الله، كان البيان ملصقا من وجهه من الداخل كما لو أن زجاج الشبك هو زجاج الإطار وكما لو أن قواطيع الشباك صنعت لتكون إطارا جميلا يحتوي هذا البيان، وقد رأيت هذه الطريقة الذكية متبعة في كثير من البيوت العريقة فيما بعد ذلك بعقدين من الزمان حين كنت أقوم بالزيارات الطبية المنزلية في بداية ممارستي لتخصص القلب.

 

لا يحتاج البيان إلى شرح فهو شارح لنفسه، وقد اقبسنا منه بعض الفقرات في أحاديثنا عن بعض المشايخ الذين تولوا إصداره ونشره، ولا يحتاج البيان إلى تعقيب، فالشمس لا تحتاج إلى دليل، لكنه يحتاج إلى احتذاء بدلا من حالة التخاذل والاختزاء التي تنتشر بفعل قصور النظر، كما أن البيان يحتاج إلى إشارة سريعة إلى حرص كل العلماء على توقيعه، من كانوا لا يزالون في وظائفهم، ومن تقاعدوا، من كانوا أعضاء في هيئة كبار العلماء، ومن لم يكونوا.

 

هذا هو مطلع البيان

إلى أبناء العروبة والمسجد والإسلام من علماء الجامع الأزهر الشريف

«هذا بيان للناس هدى وموعظة للمتقين»

بسم الله الرحمن الرحيم

يا معشر المسلمين.. قضي الأمر، وتآلبت عوامل البغي والطغيان على فلسطين وفيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومنتهى اسراء خاتم النبيئين صلوات الله وسلامه عليه

قضي الأمر وتبيّن لكم أن الباطل ما زال في غلوائه. وأن الهوى ما فتئ على العقول مُسيطر، وأن الميثاق الذي زعموه سبيلاً للعدل والإنصاف ما هو إلا تنظيم للظلم والإجحاف، ولم يبق بعد اليوم صبر على تلكم المضيمة التي يُريدون أن يرهقونا بها في بلادنا وأن يجثموا بها على صدورنا وأن يُمزقوا بها أوصال شعوبٍ وحّد الله بينها في الدين واللغة والشعور.

 

إن قرار هيئة الأمم المتحدة قرار من هيئة لا تملكه، وهو قرار باطل جائر ليس له نصيب من الحق ولا العدالة، ففلسطين مِلكُ العرب والمسلمين بذلوا فيها النفيس والغالية والدماء الزكية، وستبقى إن شاء الله مُلْكَ العرب والمسلمين رغم تحالف المُبطلين وليس لأحد كائناً من كان أن يُنازعهم فيها أو يُمزّقها، وإذا كان البُغاة العُتاة قصدوا بالسوء من قبل هذه الأماكن المُقدّسة فوجدوا من أبناء العروبة والإسلام قساورة ضراغم زادوا عن الحمى، وردوا البغي على أعقابه، مُقلم الأظافر، مُحطم الأسنة فإن في السويداء اليوم رجالاً وفي الشرى أساداً، وإن التاريخ لعاند بهم سيرته الأولى، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

يا أبناء العروبة والإسلام:

لقد أعذرتم من قبل، وناضلتم عن حقكم بالحجة والبرهان ما شاء الله أن تناضلوا حتى تبين للناس وجه الحق سافرا، ولكن دسائس الصهيونية وفتنتها وأموالها قد استطاعت أن تجلب على هذا الحق المقدس بخيلها ورجلها، فعميت عنه العيون، وصمت الآذان، والتوت الأعناق، فإذا بكم تقفون في هيئة الأمم وحدكم، ومدعو نصر العدالة يتسللون عنكم لواذا، بين مستهين بكم، وممالئ لأعدائكم، ومتستر بالصمت متصنع للحياد، فإذا كنتم قد استنقذتم بذلك جهاد الحجة والبيان، فإن وراء هذا الجهاد لإنقاذ لحق وحمايته جهاداً سبيله مشروعة، وكلمته مسموعة، تدفعون به عن كيانكم ومستقبل أبنائكم وأحفادكم، فزودوا عن الحمى، وادفعوا الذئاب عن العرين، وجاهدوا في الله حق جهاده. “فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة، ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً”

“الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت، فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً”

 

يا أبناء العروبة والإسلام:

خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا، وإياكم أن يكتب التاريخ أن العرب الأباة الأماجد قد خرّوا أمام الظلم ساجدين، وقبلوا الذل صاغرين. إن الخطب جلل، وإن هذا ليوم الفصل وما هو بالهزل، فليبذل كل عربي وكل مسلم في أقصى الأرض وأدناها من ذات نفسه وما له ما يرد عن الحمى كيد الكائدين وعدوان المعتدين. سدوا عليهم السبل، واقعدوا لهم كل مرصد، وقاطعوهم في تجارتهم ومعاملاتهم، وأعدوا فيما بينكم كتائب الجهاد، وقوموا بفرض الله عليكم، واعلموا أن الجهاد الآن قد أصبح فرض عين على كل قادر بنفسه أو ماله، وأن من يتخلف عن هذا الواجب فقد باء بغضب من الله وإثم عظيم.

“إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون، وعداً عليه حقا في التوراة، والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم”

فإذا كنتم بإيمانكم قد بعتم الله أنفسكم وأموالكم فها هو ذا وقت البذل والتسليم، وأوفوا بعهد الله يوف بعهدكم، وليشهد العالم غضبتكم للكرامة، وذودكم عن الحق ولتكن غضبتكم هذه على أعداء الحق وأعدائكم لا على المحتمين بكم ممن لهم حق المواطن عليكم وحق الاحتماء بكم، فاحذروا أن تعتدوا على أحد منهم إن الله لا يحب المعتدين، ولتتجاوب بعد الأصداء في كل مشرق ومغرب بالكلمة المحببة إلى المؤمنين: الجهاد، الجهاد، الجهاد، والله معكم.

أما من كانوا في مقدمة من وقعوا على البيان فكانوا هم:

الشيخ محمد مأمون الشناوي شيخ الجامع الأزهر.

الشيخ محمد حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية.

الشيخ عبد الرحمن حسن وكيل شيخ الجامع الأزهر،

الشيخ عبد المجيد سليم مفتي الديار المصرية السابق.

الشيخ محمد عبد اللطيف دراز مدير الجامع الأزهر والمعاهد الدينية.

الشيخ محمود أبو العيون السكرتير العام للجامع الأزهر والمعاهد الدينية.

الشيخ عبد الجليل عيسى شيخ كلية اللغة العربية بالجامع الأزهر.

الشيخ الحسيني سلطان شيخ كلية أصول الدين.

الشيخ عيسى منون شيخ كلية الشريعة.

الشيخ محمد الجهني شيخ معهد القاهرة.

الشيخ عبد الرحمن تاج شيخ القسم العام.

الشيخ محمود الغمراوي المفتش بالأزهر.

 

أعضاء جماعة كبار العلماء من غير أصحاب المناصب السابقة:

الشيخ إبراهيم حمروش

الشيح محمود شلتوت

الشيخ إبراهيم الجبالي

الشيخ محمد الشربيني

الشيخ محمد العتريس

الشيخ محمد غرابة

الشيخ حامد محيسن

الشيخ عبد الفتاح العناني

الشيخ محمد عرفة

الشيخ فرغلي الريدي

الشيخ أحمد حميدة

الشيخ محمد أبو شوشة

الشيخ علي المعداوي

الشيخ عبد الرحمن عليش

 وكثير غير هؤلاء من العلماء والمدرسين في الكليات والمعاهد الأزهرية في القاهرة والاقاليم المصرية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
 

تم النشر نقلا عن موقع مدونات الجزيرة

 
 

لقراءة المقال من مدونات الجزيرة إضغط هنا

 
 

للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com