سنعدد في هذه المدونة بعض الحالات التي نقترح فيها قصر كتابة الهمزة على الألف والسطر فقط، وهو الاقتراح الذي نراه في عصر الذكاء الصناعي كفيلا بحل الاختلاف في كتابة الهمزة سواء في ذلك الاختلاف مع المعهود في الإملاء العربية لبقية الحروف المعربة، أو الاختلاف فيما بين المذاهب المختلفة في الإملاء على نحو ما نعرفه فيما نسميه بالمذهب المصري أو المذهب الشامي.
١- الأفعال المبنية للمعلوم من فعل لامه همزة
من نافلة القول في مقترحنا فإنه مع الاستغناء عن وجود مفتاحي الهمزة على الواو وعلى النبرة (الياء) فإن صيغة المبني للمعلوم من الأفعال المنتهية بالهمزة (ثلاثية أو غير ثلاثية) ستحتفظ بالهمزة على هيئة كهيئة همزة القطع التي في أوّل الكلمة، فتقول قرأ ونشأ، وأنشأ، وقرأت، ونشأت، وأنشأت، وقرأوا ونشأوا.. الخ.
ولا أخفي عن القارئ سرا وهو أني ملتزم بهذا في كل موقع كان يعطيني سلطة معنوية فلما جاء عصر وسائل الاتصال الاجتماعي وبدا المتابعون يسألون لماذا لا أكتب يما هو شائع على انه هو الصواب كنت أرد عليهم ببساطة بأن المفرد انتهى بهمزة على الالف ثم جاءت واو الجمع وأمثالها بعد أن استوفت الكلمة حقها، وفي جميع الأحوال فإني كنت أصادف الرضا السريع.
٢- صيغة اسم المفعول مما فاؤه همزة
من نعم الله علينا أن كتابة وزن مفعول من الأفعال التي تبتدأ بهمزة (بلغة الصرف التي فاؤها همزة) لن تكون في حاجة إلى تأويل، فالهمزة فيها كهمزة القطع تماماً لأنّها أصلاً صيغة مفعول من فعل يبدأ بهمزة قطع وهكذا فإن الكلمات التي من قبيل مأمول ومأمور ومأخوذ ليست في حاجة إلى تعليم ولا إلى تأويل.
٣- مصادر الأفعال السداسية والخماسية التي فاؤها همزة
نعرف من علم الصرف أن مصادر الخماسية والسداسية المزيدة تبدأ بهمزة وصل حسب القاعدة، ومن الوارد بالطبع أن تكون فاء هذه الكلمة (أي الحرف الأول في جذرها قبل الزيادة) هي الهمزة، وذلك من قبيل ائتلاف التي هي على وزن افتعال من الفعل الخماسي الذي على وزن افتعل، وهنا نجد من باب الطرافة حالة معكوسة من حالة المدة التي هي همزة و بعدها ألف، فالكلمة هنا على نحو ما نكتبها: ألف بعدها همزة، ألسنا نجد أنفسنا أمام طريقة كتابة الكلمة بألف تليها همزة على النبرة باعتبارها مكسورة أي ائتلاف، كما نجد مذهباً غير شائع على الإطلاق يميل إلى كتابتها بهمزة قطع تليها همزة وصل إاتلاف، ومع أنه يبدو غير مستساغ للوهلة الأولى ، فإنه في ظل فهمنا الصرفي يبدو أقربُ إلى منطق اللغة وإلى تسهيل تعلُّمها لأنه يفرق بوضوح بين الألف المزيدة والألف الأصلية ويُسهّلُ فهم المنطق المضبوط لمثل هذه الكلمات.
هل كانت هذه الصورة التي نقترحها موجودة ولو بالمصادفة
هذه الصورة من وجود الهمزة على السطر في أول الكلمة ويليها الألف عوضا عمّا نعرفه الآن من استعمال المدة فوق الألف كانت شائعة حتى في الرسم العثماني:
ومن أمثلتها المُتداولة في القرآن الكريم:
– ءامن: (آمن) بالله
– ءامنوا: (آمنوا) [في الزمن الماضي]
– ءامنا: بدلا من (آمنا)
– ءامنوا: (آمنوا) [في صيغة الأمر]
– ماءامنتم: ما (آمنتم)
– ءابانا: (آباءنا)
– ءاباؤهم: (اباؤهم)
– ما ننسخ من ءاية: (آية)
– ءاتى: (آتى) المال على حبه
– ءاتى: (آتى) الزكاة
– ءاتنا: (اتنا) في الدنيا حسنة
اعلان
– ءاتيننهم: (آتيناهم)
– ءاتوا: (آتوا) الزكاة
– خذوا ما ءاتيناكم: (آتيناكم)
– ءتاه الله: (آتاه الله)
– فاءاتت: (فآتت) أكلها ضعفين
بل إن الرسم العثماني يستعمل هذه الطريقة في كلمة آل فيكتبها: ءال موسى، ويستخدم هذه الطريقة في اسم الفاعل من الأفعال من الأفعال التي أولها همزة: ءاثم (آثم) قلبه، ويستخدمها في الآية فيكتب ﴿الئن جئت بالحق﴾ والمقصود: (الآن) جئت بالحق، ومن الأمثلة الشائعة في الرسم العثماني المؤيدة لوجود الهمزة على السطر منفصلة عما قبلها وعما بعدها: تبرءوا منا. ومن الأمثلة الأخرى لوجود الهمزة بصورتها التي نقترحها: المرء، وبالطبع فإن الهمزات في أول الكلمة لا تدمج مع الألف التي في “ما” وعلى سبيل المثال ما أنزل.
تم النشر نقلا عن موقع مدونات الجزيرة
لقراءة المقال من مدونات الجزيرة إضغط هنا
للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا