إبراهيم زكي قناوي 1901 ـ 1992 هو واحد من أكبر علماء الهندسة المصريين الممارسين، وأطولهم عمراً، وأعلاهم مقاما. كانت له خبرته الطويلة التي أهلته (علي الرغم من أنه لم يكن من أساتذة الجامعات) لرئاسة جمعية المهندسين المصريين المصرية منذ يوليو 1969، وفي السنوات الأخيرة من حياته كان أقوي الأصوات التي حذرت الحكومة والشعب مبكرا من خطر الجفاف، وقد كتب كثيرا من المقالات العلمية الممتازة للصحف اليومية حول هذا الموضوع، وأصبح في ضمير الشعب رمزا شامخا للضمير الهندسي المصري اليقظ.
كانت له مكانة دولية في مجال تخصصه، وقد اختير نائبا لرئيس هيئة السدود الدولية (1974 ـ 1979)، وكما أسهم بجهده في تنظيم الري والموارد المائية في ربوع مصر، فقد أسهم بجهود هندسية بارزة في السودان الشقيق، وفي سوريا. كان مع المهندس موسى عرفة (المولود ١٩٠٠) وزير السد العالي الذي عمل هو وكيلا له، ومع سلفه في منصب وزيرالري المهندس عبد الخالق الشناوي 1906-1997 من نجوم مهندسي الري الذين تلت نجوميتهم في العمل العام والسياسي نجومية زميلهم الأشهر والألمع المهندس أحمد عبده الشرباصي ١٨٩٩-١٩٨٤، وإن لم تحل نجوميته بينهم وبين نوال حظهم من الأضواء والمناصب.
نشاته
ولد المهندس إبراهيم زكي قناوي (1901) في شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ويعود أصل عائلته إلى ميت غمر، وأخوه هو الدكتور على فؤاد الذي كان وكيلاً لوزارة الصحة، ووالد الدكتورين العميد هاشم فؤاد وأستاذ العيون عبد الرحيم فؤاد. تلقي المهندس إبراهيم زكي قناوي تعليما مدنيا، وحصل على درجة دبلوم الهندسة من مدرسة الهندسة المصرية (1924) في العام الذي سبق افتتاح الجامعة المصرية، وفي أثناء تلقيه العلم في مدرسة الهندسة شارك المهندس إبراهيم زكي قناوي في ثورة 1919، وأصيب فيها إصابة بالغة. عمل المهندس إبراهيم زكي قناوي بعد تخرجه مهندسا بكباري السكة الحديد، ودفعه تطلعه العلمي إلى السفر إلى إنجلترا على نفقته الخاصة، فحصل على بكالوريوس هندسة من جامعة لندن، ثم على الماجستير من جامعة كمبردج، ثم سافر إلى الولايات المتحدة وحصل على درجة الماجستير متخصصاً في الأعمال الإنشائية الكبري وتوليد الكهرباء من المياه.
شارك المهندس إبراهيم زكي قناوي في عضوية المجالس القومية المتخصصة منذ إنشائها وكان له فيها صوت مسموع
التعلية الثانية لسد أسوان
وحين عاد من الخارج وجد أن مصلحة السكة الحديد قد فصلته لإنقطاعه عن العمل، ولكن المهندس المصري الكبير أحمد خيري التقطه ليعمل معه في التعلية الثانية لخزان أسوان، وهكذا تدرج في الوظائف التنفيذية في وزارة الأشغال، ثم اشترك في تنفيذ مصرف القليوبية الرئيسي وبناء قناطر محمد علي، ورقي (1937) مساعداً لمدير أعمال قناطر الدلتا، ومساعداً لمدير أعمال قناطر نجع حمادي، وفي 1940 عمل إبراهيم زكي قناوي مهندساً للري بالصعيد وشارك (1947) في بناء قناطر إدفينا وتصميمها، واشترك (1950) في الأبحاث الخاصة ببناء خزان مرو بالسودان، ومن السودان استدعي ليشغل منصب مدير مشروع كهربة خزان أسوان، وتولي الإشراف على تنفيذ نفق وادي النطرون، وفي أول عهد الثورة شارك المهندس إبراهيم زكي قناوي في مشروعات تجديد مدن قناة السويس الثلاث بعد العدوان الثلاثي (1956)، ووفي أثناء عهد الوحدة مع سوريا اختير إبراهيم زكي قناوي عضوا في مجلس إدارة مؤسسة المشروعات الكبري في سوريا، وأسهم في تنفيذ مشروع سد الفرات.
وكيلا لوزارة السد ووزيرا للري
وفي أكتوبر 1960 عين إبراهيم زكي قناوي وكيلاً مساعدا لوزارة الأشغال، فوكيلاً لتلك الوزارة (1961)، ثم انتقل بدرجة وكيل الوزارة مع كانت تمثله من الأهمية والأقدمية لوزارة السد العالي حيث شارك مشاركة فعالة في إقامة السد العالي من خلال إشرافه على شئون التنفيذ (1964). وبالموازاة لهذا الجهد شارك المهندس إبراهيم زكي قناوي في أنشطة الاتحاد الاشتراكي وكان من الذين انتخبوا أعضاء باللجنة المركزية (1968). اختير المهندس إبراهيم زكي قناوي وزيرا للري في وزارة الرئيس جمال عبد الناصر الأخيرة (مارس 1968)، ضمن مجموعة الأساتذة التكنوقراطيين الذين كان أغلبهم من الجامعة، وخلف في هذا المنصب زميله المهندس عبد الخالق الشناوي (١٩٠٦- ١٩٩٧)، واحتفظ بمنصبه في وزارتي الدكتور محمود فوزي الأوليين، وبقي في منصبه حتى 14 مايو 1971 حيث خلفه المهندس محمد عبد الرقيب.
جائزة الدولة التقديرية
بعد خروجه من الوزارة بفترة عين (أغسطس 1975) رئيسا للجهاز المركزي لمشروعات التعمير، وأبلي بلاء حسنا رغم تقدم السن به حتى استقال من هذا المنصب (يوليو 1977).
– شارك المهندس إبراهيم زكي قناوي في عضوية المجالس القومية المتخصصة منذ إنشائها وكان له فيها صوت مسموع.
– نال المهندس إبراهيم زكي قناوي كثيرا من التقدير والتكريم، توجه بالحصول على جائزة الدولة التقديرية عام 1988 في العلوم، ويأتي ترتيبه في المحل الثامن والثمانين بين مَنْ حصلوا عليها على وجه العموم.
تجدر الإشارة إلى وجود مهندس ري بارز في الجيل السابق مباشرة على إبراهيم زكي قناوي كان اسمه هو الآخر إبراهيم زكي، وقد اختلط الأمر ذات مرة على بعض المؤرخين البارزين فنسب أقوال القديم إلى الحديث!
تم النشر نقلا عن موقع مدونات الجزيرة
لقراءة المقال من مدونات الجزيرة إضغط هنا
للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا