الرئيسية / المكتبة الصحفية / قصيدة الشاعر علي الجارم في مديح النحاس باشا زعيم الأمة

قصيدة الشاعر علي الجارم في مديح النحاس باشا زعيم الأمة

اختار الشاعر علي الجارم لقصيدته في تحية زعيم الأمة مصطفى النحاس باشا قافية توحي بمهابة الموقف، وهي مهابة ناشئة عن حب وتقدير لا عن صرامة أو اصطناع، وجاءت هذه القافية النادرة في شعر علي الجارم لتصور شخصية بلغت في وقت إنشاد القصيدة ذروة الإجماع الوطني على زعامتها التي حققت معاهدة ١٩٣٦ وما لحق بها من إلغاء الامتيازات الأجنبية في مونترو التي يشير إليها الشاعر بالاسم في وسط القصيدة، وتبدو نهايات الأبيات التي نسمعها أو نطالعها مع ترديدها وكأنها أقرب إلى الوقار البرتوكولي اللائق بمراسم الاحترام والتبجيل الممتزج بالسعادة والبشر منها إلى الفرحة الاحتفالية المتمثلة في قوافي التنوين والمد في نهاية كلّ بيت.

ومن ناحية الموضوع فقد بذل الشاعر علي الجارم جُهداً عقلياً موفقا في صياغة الفكرة المرتبطة بالتدليل على تفوق زعامة مصطفى النحاس، التي كانت الجماهير العربية أسبق وأسرع في الإحساس بها من النخبة، وكان الشاعر علي الجارم في هذا الجهد الذي بذله صادقاً في التعبير عن إعجابه النفسي والعقلي بهذه الزعامة، فإذا عرفنا أن الشاعر من حيث المولد كان قريباً جداً من زعيم الأمة وكان يصغره بعامين فقط، حيث تكون الندية راغبة في التعبير عن نفسها بأي نوع من أنواع التميز، فإننا نستطيع أن نفهم مدى الحب الحقيقي الذي كان الشاعر الجارم يُكنه لزعيم الأمة.

منحة الله لزعيم الأمة
في الجزء الثالث من القصيدة يبدو الشاعر علي الجارم وكأنه مؤرّخ يصف حركة الشعب في أفواجه المؤيدة للنحاس باشا ويلجأ في هذا التصوير إلى وصف الأفواج التي يقودها الحب في البيت السابع عشر


ويبدأ الشاعر علي الجارم التعبير عن هذه المعاني بالإشارة في البيت الأول إلى أن النحاس باشا كان موهوباً أتاه الله موهبة التقدم والزعامة والمجد والشرف، وفي البيت الثاني يؤكّد على ما لا بد من التأكيد عليه من أن هذه الموهبة كانت منحة من الله سبحانه وتعالى، وأنها تكرّرت مع كلّ النعم التي أنعم الله بها على هذا الزعيم. وفي البيت الثالث يصف الشاعر علي الجارم فرحة مصر بابنها الذي أولاها عنايته، وهو يصف في البيت الرابع حركة هذه الأعلام الخافقة المتعانقة في السماء، وفي البيت الخامس يلجـأ إلى تصوير حركتها هذه كأثر من أثر هتاف الجماهير للنحاس باشا ومن ثم فإن الاعلام ترقص بفعل ارتفاع صوت هذا الهتاف، وعلو قيمته، وكأنها عذراء هيفاء ترقص على نغم محرك للمشاعر.

وفي البيت السادس ينتقل الشاعر علي الجارم إلى وصف متعة العين باللون الباعث على البهجة، فيرى في أثر الفرحة بالنحاس باشا فتنة بألوان الرياض، ثم إنه يتعمق التعبير عن إحساسه بهذه الصورة التي يستقي ملامحها من الطبيعة وحسنها في الأبيات التالية السابع والثامن والتاسع والعاشر. ولنقرأ القصيدة من مطلعها حيث يخاطب الشاعر علي الجارم زعيم الأمة النحاس باشا فيقول:

مَلَكْتَ بما أوتيت ناصِيةَ النجمِ / وحُزْت عِنانَ المجدِ والشرفِ الجمِّ
وعُدْت زعيمَ الفاتحين تقودُه / يدُ اللهِ مِنْ غُنمٍ لمصرَ إلى غُنْمِ

تطالعُكَ الأعلامُ نَشوَى كأنَّها / بكلِّ الذي أوليْت مِصْر على عِلْمِ
خوافِقُ تنأى في السماء وتلتقي / كما مال رِئْمٌ في الفلاة إلى رئْمِ
ويُطرِبُها عالي الهتافِ فتنثني / كما رقصتْ هِيفُ العذارى على نغمِ
فُتِنَّ بألوانِ الرياض وحُسنِها / فقاسَمْنَها في الحُسنِ أو جُرن في القَسْمِ
وكادَ سُرورًا ما بها من أهلّةٍ / يتيه على ابن الليل في ليلة التَّم
لها نشوةٌ لو أنَّ للكَرْمِ مِثْلَها / لما كانَ إثْمًا أنْ تُساغَ ابنةُ الكرْم

زَهاها على الرايات أن انتصارَها / على الدهرِ لم يُقْسَم لعُرْبٍ ولا عُجْمِ
وأن فَتَاها لم يقفْ في ثيابه / أخو نجدَةٍ في يومِ حربٍ ولا سِلْمِ
حمَاهَا وأعْلَاهَا على النجْمِ سعيُه / فلله من يعْلي اللواءَ ومن يحْمي

المجد والنصر لا يأتيان إلا لمن يستحقهما
وينتقل الشاعر علي الجارم في الجزء الثاني من القصيدة إلى الحديث عن الفكرة الذكية التي تقول بأن المجد لا يأتي إلا لمن يستحقه، وكذلك النصر الأشم وهو اللفظ الذي اختاره الشاعر علي الجارم لوصف ما حققه النحاس باشا من انتصار. يبدأ الشاعر علي الجارم بإجمال هذا المعنى الذي يُخصص له البيتين الحادي عشر والثاني عشر في صياغة مقتدرة، ثم يخصص أربعة أبيات أخرى للحديث عن الأزهار التي هي في نظره أنفس شيء في الحياة إذا ما ألقاها الشعب لزعيمه، ويُجيد الشاعر الجارم وصف هذا المعنى الشاعري الجميل.

أبَى المجدُ أن يدنو بفضل عِنانه / لغير بعيدِ الغَوْرِ والرأيِ والسهمِ
وما خضعَ النصرُ الأشمُّ لفاتحٍ / إذا لم يكُنْ من خِيرة السادةِ الشُّمِّ
حملنا له الأزهارَ تَنْدَى نضارةً / وتهتزُّ عن طيبٍ وتَفْترُّ عن بَسْمِ

وأنْفَسُ شيءٍ في الحياةِ أزاهِرٌ / يُبعثرها شَعبٌ على قدمَيْ شَهمِ
وجِئنا بغُصنِ الغارِ تاجًا لجبهةٍ / عليها سطورٌ من إباءٍ ومن عزْمِ
أقامَ طويلًا بالرياضِ كأنَّمَا / أُصيبتْ بناتُ المجدِ في مصرَ بالعُقْمِ

الشعب يحيط بزعيمه ويتحرك معه
في الجزء الثالث من القصيدة يبدو الشاعر علي الجارم وكأنه مؤرّخ يصف حركة الشعب في أفواجه المؤيدة للنحاس باشا ويلجأ في هذا التصوير إلى وصف الأفواج التي يقودها الحب في البيت السابع عشر، والصفوف في البيت التاسع عشر، واجتماع القرى والمدن، والكيف والكم في البيت العشرين (ولم أر في حياتي من أجاد وضع كلمتي الكيف والكم في نظم شعري على نحو ما فعل الجارم الشاعر في البيت العشرين من هذه القصيدة في قوله السلس : فما شئت من كيف، وما شئت من كم).

ثم إن الشاعر علي الجارم في الأبيات التالية بدءاً من البيت الحادي والعشرين يُحاول أن يعبر عن معنى تقليدي لكنه جميل، وهو أن الشاعرية والفن والتصوير تعجز عن تصوير مدى ما كان الشعب يحيط زعيمه به من حب، وهو يستخدم في البيت الحادي والعشرين ألفاظاً اصطلاحية قديمة نفهم معناها وإن كنا لا نستعملها الآن، وذلك من قبيل “الوهم المصور” يقصد معنى من معاني التصوير الفني أو الخيال المرسل، ومن “رسمها” يقصد تسجيلها و”القرطاس” الذي هو الورق.. وهكذا.
ويصف الشاعر علي الجارم دويّ الأصوات في البيت الثاني والعشرين والثالث والعشرين وصفا مؤثرا لكنه لا يوظفه في سيمفونية حب النحاس بما كان ممكنا له. وفي البيت الرابع والعشرين إلى صورة جميلة غير مسبوقة حين يجعل لنبرات الأصوات “أزيز النار”، وهي صورة صعبة على تصورنا وإن كانت أقرب إلى الصور الصحراوية لكنها مع صعوبتها صورة جميلة ومعبرة. وفي البيت الخامس والعشرين، يصف الشاعر علي الجارم تدافع الجماهير وزحامها حول زعيمها، ويواصل تأصيل هذا الوصف من خلال مشاعره وتجربته في الأبيات التالية، مستمدا ظلال التصوير الفني من خبرات شاعرية جميلة تعبر عن المعاني المادية بألفاظ رقيقة عالية اللغة، وصادقة الأحياء. ويختم الشاعر علي الجارم هذا المقطع بالبيت الثالث والثلاثين الذي هو من أبيات شعر الحكمة وهو قوله:

 

إذا قدَّرَ الشعبُ الرجالَ، فإنّهُ / قمينٌ بالاستقلالِ في الرأيِ والحُكْمِ

وفيه يربط فيه بذكاء بين استحقاق الاستقلال والقدرة الشعبية على تقدير الزعماء، ولولا أن كلمة قمين لم تعد شائعة لكان لهذا البيت مكانه في صدارة قاعات البرلمانات العربية. ولنطاله هذا الجزء من قصيدة الجارم:

سَعى الشعبُ أفواجًا إليكَ يسوقُه / نوازعُ حُبٍّ قد طَغَيْن على الكتْمِ
رأينا به الآذيَّ يهدُر ماؤه / وجرجرةُ الأمواجِ في لُجَّةِ اليم
صُفوفٌ بناهَا اللهُ في حُبِّ «مُصطفى» / تنَزَّهنَ عن صَدْعٍ وعُوفينَ من ثأمِ
بها اجْتَمَعَتْ كلُّ المدائنِ والقُرى / فما شِئتَ من كيفٍ وما شئتَ من كَمِّ
إذا حاولَ الوهمُ المصَوِّرُ رَسْمَها / على صفحةِ القُرطاسِ عَزَّتْ على الوهمِ

وأصواتُ صِدْقٍ بالدعاء تتابعت / لها كَدَويِّ النحلِ في أذُنِ النجمِ
أصاخَ إليها الصُّمُّ، يستمعونَها / فإن جَحَدُوها فالعفاءُ على الصُّمّ
تُحِسُّ أزيزَ النار في نَبراتِها / وتَلْمَحُ فيها قوّةَ العَزْمِ والجزْمِ
تكادُ تميدُ الأرضُ بالحشدِ فوقها / وتنسدُّ أرجاءُ الفضاء من الزَّحْمِ
زعمتُ بأن أطوِي لك الجمعَ سابحًا / فللهِ كَمْ لاقيتُ من ذلك الزَّعْمِ
أحاطتْ بيَ الأمواجُ من كُلِّ جانبٍ / أغوصُ إلى لحمٍ وأطفو على لحمِ

إذَا نالَ مني الوكْزُ ما كانَ يشتهي خ/ َلَصت إلى ما لا أحب من اللكْم
سَدَدْتُ عليَّ الطُرْقَ لم ألْقَ مَسْلَكًا / وأوسعتُ طُرْقَ المجدِ والحسبِ والضخمِ
تمنيتُ لو لامَسْتُ كَفًّا هي المُنَى / خواتِمها قد صاغها الشعبُ من لَثْمِ
وشاهَدْتُ شهمًا كلّما رُمتُ رسمَهُ / تصوّرتُ أخلاقَ الملائكِ في الرسْمِ
وفُزت بوجهٍ من سنَا اللهِ ضوؤه / كريمُ المحيّا لا قطوبٍ ولا جَهْمِ
إذا قدَّرَ الشعبُ الرجالَ، فإنّهُ / قمينٌ بالاستقلالِ في الرأيِ والحُكْمِ


النحاس باشا ذو الصدر المرتفع
يُخصّص الشاعر علي الجارم المقطع الرابع من قصيدته بدءاً من البيت الرابع والثلاثين لتلخيص حياة النحاس باشا مع السياسة وأماني الوطن ويُجيد هذا التلخيص معتمداً على عقيدته في توفيق الله للنحاس باشا، واعتماد النحاس باشا على الايمان الذي أفاضه الله عليه فجعله يصدع به الظّلم. ويشير الشاعر علي الجارم في رابع أبيات هذا المقطع إلى ما اشتهر عن النحاس باشا من سيره وحديثه وهو مرتفع الصدر، وهي ملاحظة لفتت نظر الزعيم الإنجليزي ونستون تشرشل نفسه، ويصف الشاعر هذا الصدر بما يستحقه من أنه كان حصناً لمصر ومؤملاً، كذلك فإن الشاعر علي الجارم يصف تسديد النحاس لأسهمه في خامس أبيات هذا المقطع و توفيقه في هذا التسديد، كما يصف الشاعر علي الجارم حديث الزعيم وصوته، وييجيد وصف تعاون الشعب مع زعيمه في تحطيم الاحتلال. ويختم الشاعر علي الجارم هذا المقطع ببيت جميل من شعر الحكم يقول فيه:

إذا عَظُمَتْ نفْسُ امرئٍ جلَّ سعيُه / وجلّ فَلَم يُوصَمْ بزهْوٍ ولا عَظْمِ
و لنطالع هذا الجزء من القصيدة الذي أجملنا الحديث عنه بهذه السرعة :
دعْونَاكَ للجُلّى فكُنتَ غِياثَها / وقد عَبَثَتْ خيلُ الحوادثِ باللَّجْمِ
عليكَ من اللهِ العزيزِ مَفاضةٌ / من الحق لم تأبه لرمْحٍ ولا سهمِ
تصولُ على العُدوان تستَلُّ نابَهُ / وتَصدعُ بالأيمانِ غاشيةَ الظلْمِ
وترفعُ صدرًا كانَ حِصْنًا وموئِلًا / لمصرَ فأغناهَا عن الحصْنِ والأطَم

رميتَ فسدّدتَ الرمَاءَ وإنَّما / هُو اللهُ يرمي عن يمينك إذْ ترْمي
وما كل ذي سهمٍ أصابت يمينُه / ولا كل سهمٍ في إصابتهِ يُصْمي
وجنَّدتَ من آرائِكَ الغرِّ جحفلًا / طلائِعُه أغنَتْ عن البيضِ والدُّهْمِ
وأرسلتَ صوْتًا في البلادِ مجلجلًا / سمعنا به زأرَ الضراغِمِ في الأجْمِ
ففتّحت آذانًا وأيقظت أعيُنًا / وصنتَ رِباطَ العنصرين من الفصْمِ
فلَمْ يرضَ جنبٌ أن ينَامَ على أذًى / ولم يَرْضَ حَقٌّ أن ينامَ على هضْمِ

وطار بنُو مِصْرٍ لنجدةِ أمهم / سِرَاعًا فأَكْرِمْ بالبنين وبالأمِ
ونَالتْ بك استقلالَهَا مِصْرُ كَامِلًا / على الرغم من كَيْدِ الزمانِ على الرغْمِ
وحَطَّمتَ أغلَال الإسارِ، وقد لَوتْ / يَدُ الدهْرِ واستعصتْ طويلًا على الحَطْمِ
إذا عَظُمَتْ نفْسُ امرئٍ جلَّ سعيُه / وجلّ فَلَم يُوصَمْ بزهْوٍ ولا عَظْمِ

الزعيمان ومصر
وفي المقطع الأخير من قصيدة النحاس باشا حديث جميل يتناول به الشاعر علي الجارم علاقة النحاس باشا بالزعيم سعد زغلول باشا، وتشبيه الشاعر الجارم لهذه العلاقة، تشبيهاً يستمده من القرآن الكريم وهو يُخاطب النحاس واضعاً تلمذته لسعد، وجُهده في البناء والهدم وتحقيق الآمال وتحويل الأحلام إلى حقيقة، ويمضي في حديث جميل يُلخّص الإنجازات على نحو ما كان النحاس يُلخصها، وهو لا يلجأ إلى التصوير المخالف للمعهود، وإنما هو يلجأ إلى الصور التقليدية الكفيلة بتحقيق الانطباع الذهني الذكي المتوافق مع حركة التاريخ.

تحدَّثَت الدنيا «بسعدٍ» و«مصطفى» / وهل قُرئتْ أمُّ الكتابِ بلَا «بسمِ»

أبانَ لكَ الطرْقَ اللَّواحب للعُلا / فجَلّيتَ فعلَ الفارسِ البطلِ القرمِ
بَنَيْتَ وهدّمتَ الضلالَ مُجاهدًا / فكنتَ كَريمًا في البناءِ وفي الهدْمِ
بك اهتزّت الآمالُ واخضرَّ عُودُهَا / كما اهتزّ روْضٌ جادَه واكِفُ السَّجْمِ
ورُبَّ رجالٍ كالسحائبِ خُلّبًا / تَسُدُّ مصابيحَ السماء ولا تهمي٤٦
يَرونَ من الحِلْمِ القرارَ على الأذى / وأين قرارُ الهَوْنِ من خُلقِ الحِلْمِ
إذا شهوةُ الدنيا دهت عقْلَ عاقلٍ / غدًا، وهو أذكى الناسِ شرًّا من الفَدْم

وإن عَشَقَتْ رُوحُ الفتى راحةَ الفتى / فلا خيرَ في رُوحٍ ولا خير في جِسْمِ
وقفتَ لنصر الحقِّ في قصر «منترو» / وقوفَ وضيءَ الرأيِ مُجتمِع الحزْم
وحولَكَ من أصحابِكَ الصيدِ فتيةٌ / خِفافٌ إلى المولى شِدادٌ على الخَصْمِ
يروْنَ من الحتم الوفاءَ لقومِهمْ / وليست بشاشاتُ الحياةِ من الحتْم
كأنَّ غُبارَ النصر في لَهَواتِهم / جَنَى النحلِ أو أشهى وأطيبُ في الطعْمِ
لك الحِجَجَ البيضَ الصلَابَ كأنَّها / نِصالُ سهامٍ قد حَزَزْنَ إلى العَظْمِ

أمَنْ جعل الضيفَ النزيلَ كواحدٍ / من الأهْلِ يُرْمَى بالجفاء وبالذمِّ؟!
فَهِمْنا ولكن للسياسةِ منطقٌ / عزيزٌ على الأذهانِ صعبٌ على الفَهْمِ
ومثلُكَ مَنْ ردّ العقُولَ لمنهجٍ / سديدٍ وأرْدَى الشكَّ بالمنطقِ الحسَمِ
فما زلْتَ حتى أدركَتْ مِصرُ سُؤْلَهَا / رفيعةُ شأوِ المجدِ موفورَةُ السهْمِ
وأصبحَ حُبًّا كل ما كان من قلا / لمصرَ وغُنْمًا كل ما كانَ من غُرْم


الفتح المبين
ويختم الشاعر علي الجارم قصيدته ببيتين رائعين في مديح النحاس وانجازه في البيت الأول ثم الفخر بما فعله هو نفسه في مجد النحاس من وصف نثر فيه الزهر فأحسن ونظم اللؤلؤ فأبدع.

هنيئًا لَكَ الفتحُ المبينُ فإنّه / سيبقى على التاريخِ مُتَّضحَ الوسْمِ
نثرتُ له زَهْرًا وأنْظَمْتُ لؤلؤًا / فأحسنتُ في نَثري وأبدعتُ في نظْمِي

 

 

 

 

 


تم النشر نقلا عن موقع مدونات الجزيرة
لقراءة المقال من مدونات الجزيرة إضغط هنا
للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا

 

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com