ظلّت الهمزة تُمثّلُ أمَّ المُشكلات في الإملاء العربي ولا تزال، ولم يعد من المقبول في عصر الانفجار التواصلي الذي نعيشه الآن أن تبقى هذه المشكلة بلا حل، وسأختصر من حديثي كل المُقدّمات الكفيلة بتصوير مشكلة كتابة الهمزة على مدى العصور المتتالية في فقرة واحدة تكاد تكون جملة واحدة، وهي أن رسم الهمزة العربية دون كل الحروف في كل اللغات أصبح خاضعاً لمجموعة كبيرة من العوامل المُمْتدّة أو المُؤثّرة في طريقة كتابتها، ويُمكن تِعدادُ بعضها وليس تلخيصها في المتغيرات العشرة التالية:
– حركتها هي نفسها
– حركة ما قبلها
– حركة ما بعدها
– طبيعة رسم الحرف الذي قبلها (هل هو مُتّصل أم غيْرُ مُتّصِل)
– طبيعة رسم الحرف الذي بعدها
– هل هي متبوعة بألف أم لا؟
– موضعها من الكلمة
– إن كانت هي الحرف الأول فهل هي همزة قطع أم همزة وصل ألف أم همزة ثم ألف ومن تمّ تتحول إلى مدّة.
– إن كانت هي الحرف الأخير، هل هي مسبوقة بياء أم غير مسبوقة
– إن كانت هي الحرف الأخير وبعدها ألف فهل هي مسبوقة بألف (فلا تكتب الألف بعدها) أم غير مسبوقة فتُكتَبُ الألف التي بعدها.
ملخص مُقترحي
نبدأ فنتأمّلُ الآن في نموذج لواحدة من الكلمات التي تُصادفنا ويتغيّر موضع الهمزة فيها بين الأحوال الثلاثة [المفردة وعلى الواو وعلى الياء] تبعاً للإعراب، وهكذا فإننا على الطريقة الجديدة السهلة التي لن يخطئ فيها أي تلميذ
سنكتُبُ الهمزة بصورة واحدة فقط هي [ء] أي كأنّها على السطر في كل الأحوال ما عدا همزة أوّل الكلمة التي تعارف الناس جميعا، على مدى العصور، ولأسباب عملية في المقام الأول، على أنها ألف.
سنضع الحركة التي على الهمزة على نحو ما نضعُ الحركة على أيّ حرف آخر.
ستكون الهمزة بهذه الصورة كالحروف التي لا تتّصل بما بعدها أي مثل الدال والذال والراء والزاي والألف، إضافة إلى أنها ستتميّز عن هذه الحروف بأنها لا تتّصلُ بما قبلها، ونحن نعرف هذه الصورة بالفعل في كتابتنا، ولن تكون مستحدثة فهي موجودة في كلمات من قبيل [مساءلة].
تفصيل القول صناعيا في المقترح
سيُمَكِّنُنا هذا المقترح بإذن الله من عدم الاحتياج [ذهنيا وكتابيا] إلى تبريرات اختيار الهمزة التي على الواو والهمزة التي على الياء (أو الهمزة التي على النّبِرة) وبهذا نوفر على العقل البشري وعلى الذكاء الصناعي أيضاً كل متطلبات مِفتاحين مهمين من مفاتيح لوحة المفاتيح في الحواسيب والجوالات وكل الأجهزة التي تدمج فيها اللوحة فلن يكون لهذين المفتاحين وجود.
تفصيل القول تطبيقيا في المقترح
ليس في هذا المُقترح مغامرة، لكنّه وهذا هو المنفعة فيه يحُلُّ أكثر من تسعين في المائة من مَشكلة تعليم الإملاء في مدارسنا، سواء لتلاميذنا أو لطلّابنا أو للأجانب الذين يتعلمون اللغة العربية. ستكون الهمزة حرفاً يسري عليه التشكيل كما الحروف جميعاً، سنكتُبها حرفا بدون تشكيل، كما نكتب الحروف الأخرى، فإذا أردنا التشكيل شكلناها كما نشكل الحروف الأخرى بالفتحة والضمّة والكسرة، من دون أن نضطر إلى أن نُغيّر من بنيتها إلى واو (عليها همزة) أو ياء (عليها همزة).. الخ.
نموذج للعدول عن الصور الشائعة إلى الاعتماد على التشكيل
نبدأ فنتأمّلُ الآن في نموذج لواحدة من الكلمات التي تُصادفنا ويتغيّر موضع الهمزة فيها بين الأحوال الثلاثة [المفردة وعلى الواو وعلى الياء] تبعاً للإعراب، وهكذا فإننا على الطريقة الجديدة السهلة التي لن يخطئ فيها أي تلميذ، سنكتُبها هكذا:
– وُزراءنا محبوبون (وبالتشكيل: وُزراءُنا محبوبون) بدلا من الرسم القديم: وزراؤنا محبوبون
– نذهبُ إلى وزراءنا (وبالتشكيل: نذهبُ إلى وزراءِنا) بدلاً من الرسم القديم: نذهب إلى وزرائنا
– نُحبّ وزراءنا: في القديم والجديد سواء.
قُل مثل هذا في شركائنا التي ستتحوّل إلى شركاءنا، وهكذا فإن كل تلميذ سيتعامل مع الهمزة على أنّها همزة قابلة للتشكيل بالفتحة والضمة والكسرة، وليس لتغيير شكلها بدلاً من الفتحة والضمة والكسرة.
تم النشر نقلا عن موقع مدونات الجزيرة
لقراءة المقال من مدونات الجزيرة إضغط هنا
للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا