الرئيسية / المكتبة الصحفية / خمسة وعشرون سببا تجعلني أدعو بالرحمة للقايد صالح رئيس الأركان الجزائري

خمسة وعشرون سببا تجعلني أدعو بالرحمة للقايد صالح رئيس الأركان الجزائري

 

 

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح جزاء ما قدّم لوطنه في الشهور الأخيرة من ضبط النفس وضبط الحراك والبعد عن العنف في ممارسة السلطة.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه يُرق قطرة دم واحدة ولم يزعم أنه يحتكر الصواب ولا الحقيقة المطلقة، ونحن يكفينا في هذه المرحلة من مثله أن يكون إنساناً وألا يكون قاتلاً، ويكفينا أن يكون ملتزما بعدم الاعتداء ولا نطلب منه أن يكون ملاكاً ولا نبياً.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه لم يسمح لقائد مراهق بأن ينتهك عذرية بنات الوطن ولا لقائد آخر أن ينتهك حرمة البيوت والحياة الخاصة.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه لم ينتهج أسلافه في الدول العربية في ممارسة الخداع والالتفاف والتحريض ضد الشباب الطاهر.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه لم يزعم بالزور أنه حامي الحياة المدنية ولا أنه مكافح للإرهاب.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه لم ينفذ الكتالوج الخبيث الذي يقسم الوطن بين من يراهم مؤمنين يُسميهم إسلاميين أو إخوان، ومن يراهم ملحدين يُسميهم علمانيين قوى مدنية، وإنما مارس السياسة بهدوء وبُعد عن المؤامرة.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه لم يهرع إلى أبو ظبي أو غيرها ليأخذ الأموال المسمومة ويُمارس الافتراء والبهتان.


أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه لم يُمارس النفاق الرقيق ولا الشقاق العميق، ولم يسع في إفساد الأرض والزرع والحرث والنسل.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه لم يُظهر غيرَ ما يُبطن ولم يتحدث عن المسافات الواحدة ولا عن الحياد الباهت ولا عن الثأر البايت.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه لم يلجأ إلى الصهاينة ولم يُحرّضهم على وطنه، ولم يسع في نفاق البيت الأبيض ولا الميدان الأحمر ولا القصر الأنعم ليُؤمّن لنفسه مستقبلاً في الخيانة والعمالة.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه رغم الظروف القاهرة لم يقبل بإلحاحات القاهرة في التغاضي عن تدخّل سافر في ليبيا وظلّ على ما التزم به وطنه العظيم الجزائر من حرص نبيل على أمن الليبيين وسيادتهم على أراضيهم بعيداً عن هذا التآمر الدولي الذي يتكثف كلّ يوم لنهب ليبيا والليبيين.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه تذكر فضل ليبيا السنوسية على الثورة الجزائرية وما بذلته من أجلها من المال والسلاح والدعم، فلم يُعن الشياطين على ليبيا، وإنما وقف لهم بالمرصاد كما فعل سلفه الرئيس بوتفليقة، وذلك على الرغم من أن الأصوات الزاعقة لا تذكر لهم هذا الفضل، لكنهم مع هذا لم يتخلوا عن الواجب.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه لم يتورّط في تأجيج النزاع مع المملكة المغربية ولم يُوظف هذا النزاع في خدمة الأغراض الشخصية ولا في خدمة التطلّع إلى الاستيلاء على السلطة.


أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه لم يطلب، ولو سرا، من سلطة القضاء وسلطة التحقيق إطالة الأمد في التحقيقات مع رموز النظام السابق، ولم يعمد إلى التدخل الخفي في هذه التحقيقات بالتركيز على تهم تافهة للهروب من التهم الحقيقية.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه لم يتذرع بأيّ عذر يُمكن له أن يلعب به لعبة الإفادة من كل الأطراف.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه كبح جماح القادة المغامرين الذين كانوا يُريدون اصطناع أزمات مع الحراك الشعبي وبدء مسلسل الدم وتوجيه ضرباتهم إلى صدور الثوار بأيّ مُسمّى من المسميات الكاذبة من قبيل الحفاظ على أمن الوطن، وأمن الرعايا الأجانب أو الحفاظ على الأموال العامة أو النظام العام.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه لم يقتل أبناء شعبه في الميادين ولا في الشوارع لا في الأزقّة ولا في الاستاد.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه لم يعمد إلى إشعال الحريق ولا إلى تعطيل المرور ولا إلى انقلاب قطار ولا إلى تلغيم طائرة. أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه ظل حريصا على أن يترك الدنيا بيد غير ملوثة بالدم.. وقد رزقه الله ما أراد، لأنه وهو المطّلع على النوايا وجد فيه خيراً ولا نزكي على الله أحداً.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه مارس القيادة بلفظ عفيف، وكلام منضبط.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه تقبّل التكريم في وقته دون أن يظن نفسه فوق التكريم. أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه أنهى في شهور قليلة ما عجز غيره عن إنهائه في سنوات مُتّصلة.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه كان حريصاً على التعبير عن احترام الشعب لا على التعالي عليه.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه كان يُمارس مهامه بنفسه دون أن يستتر وراء حجاب على نحو ما يفعل الطغاة البغاة الذين يبحثون عن القفاز حين يقتلون وعن القناع حين يُهاجمون وعن الدروع حين يعصفون.

أدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لرئيس الأركان الجزائري القايد صالح لأنه لم يسجن الآلاف ولا العشرات بلا سبب إلا خوفه من ظله، فقد كان له من ثقته بخالقه الغفور الرحيم ما حماه من عبادة الشيطان.

 

 

 

 

 

 

 


تم النشر نقلا عن موقع مدونات الجزيرة
لقراءة المقال من مدونات الجزيرة إضغط هنا
للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا

 

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com