الأستاذ ألفريد فرج ١٩٢٩ – ٢٠٠٥ واحد من أبرز كتاب المسرح في الأدب العربي المعاصر مارس الصحافة والرواية والقصة والنقد والترجمة، ونجح فيها جميعا وتميز عن أقرانه بالتفوق في استلهام التراث، وتوظيف الفولكلور بطريقة بسيطة ومبدعة، حتى إن مصطلح السهل الممتنع يبدو وكأنه صك من أجل نصوصه المسرحية.
ولد الأستاذ ألفريد فرج في محافظة الشرقية في 14 يونيو 1929، وتلقي تعليما مدنيا متميزا، وكان والده موظفا حكوميا في الزقازيق، ودرس في جامعة الإسكندرية، وتخرج في قسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب (1949)، وربما كان من أقدم خريجي هذا القسم الذين نبغوا في الحياة الثقافية، على حين كان خريجو القسم الأقدم في كلية الآداب بالقاهرة قد احتلوا مقاعد متميزة في الإذاعة، والصحافة، والحياة الثقافية.
عمل الأستاذ ألفريد فرج بالتدريس عقب تخرجه، لكنه سرعان ما عرف طريقه إلى الحركة اليسارية، والكتابة الصحفية أيضا.. وهكذا عمل في مجلات «روز اليوسف»، و«الجيل الجديد»، و«الغد»، و«آخر ساعة»، واستقر في جريدة «الجمهورية» (1955 ـ 1959) وبدأ تطلعه للكتابة المسرحية وهداه ذكاؤه إلى التلمذة لتوفيق الحكيم، والاهتداء بإنتاجه، والتلقي عنه مباشرة، كما مكنته الحياة الثقافية من معرفة كثيرين من النقاد والأدباء والفنانين، والدخول معهم في مناقشات دائبة وسعت من آفاق تفكيره، وقد حرص على تغذية وجدانه وذهنه تغذية مكثفة بالأعمال المسرحية العالمية التي كان قادرا على مطالعتها في نصوصها الأصلية.
وهكذا تمكن من كثير من الأدوات قبل أن يخوض تجربته المسرحية الأولي في كتابة مسرحية تعرض لفترة حكم «إخناتون»، وما اعتراه من صراع فكري دفعه إلى اعتزال الحكم، ومن ثم تراجعت دعوته التي دعا إليها، وقد أشار عليه صديقه أحمد رشدي صالح بتغيير اسم المسرحية إلى «سقوط فرعون»، وهو الاسم الذي عرضت به المسرحية بإخراج حمدي غيث، وكان من السهل على رجال العهد الناصري إدراك الدلالة السريعة لعنوان المسرحية بإسقاطه على الرئيس جمال عبد الناصر، وهكذا أوقف عرض المسرحية بعد أسبوع واحد، وأصبح ألفريد فرج نفسه معرضا للعصف به في أقرب فرصة، وهو ما حدث بالفعل، حيث أودع المعتقل في الحملة الناصرية على الشيوعيين في 1959، وبقي في المعتقل حتى 1964.
وفي فترة المعتقل اهتدي الأستاذ ألفريد فرج إلى فكرة مسرحيته الأكثر نجاحا وشهرة وذيوعا، وهي مسرحية «حلاق بغداد»، وقد استلهمها من حواديت «ألف ليلة وليلة»، وفيها استعراض ذكي لفكرة العدل والحرية، وقد صاغها في فصلين يمثل كل منهما حكاية مستقلة «يوسف وياسمينة»، و«زينة النساء»، وبعد أن كتبها في معتقل الواحات تمكن من إخراجها في ذلك المعتقل بمعاونة الكاتب الفنان حسن فؤاد وزملائه من المعتقلين، وكان المعتقلون والسجانون هم الجمهور الأول لهذه المسرحية، فلما أفرج عن ألفريد فرج قدم نصها إلى مدير المسرح القومي أحمد حمروش، وأسند إلى فاروق الدمرداش إخراج المسرحية، وأسند البطولة إلى عبد المنعم إبراهيم، وملك الجمل، وشفيق نور الدين، ولقيت المسرحية نجاحا عظيما، وأجاد عبد المنعم إبراهيم تصوير حاجة المواطن البسيط إلى الحرية والعدل في ظل الخوف من السلطان، وبهذه المسرحية وقف ألفريد فرج مع نعمان عاشور، وسعد الدين وهبة، ويوسف إدريس رموزا لمسرح الستينيات.
حصل الأستاذ ألفريد فرج على جائزة الدولة التشجيعية في التأليف المسرحي (1965)، ونال معها وسام العلوم والفنون، وكان المسرح القومي قد قدم مسرحية «صوت مصر» من فصل واحد (1956) ونال عنها الجائزة الذهبية من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، عاد الأستاذ ألفريد فرج إلى العمل في الصحافة وعمل في «الأخبار»، ،ثم عين مستشارا أدبيا للهيئة العامة للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية (1968)، ومشرفا عاما على المسرح الكوميدي (1970). وبدأ الأستاذ ألفريد فرج يتجه إلى موضوعات وطنية وثورية، فكتب مسرحية «سليمان الحلبي» (عرضت 1965)، و«عسكر وحرامية» (عرضت 1966)، ثم «النار والزيتون» (1970)، وفيها عرض أفكاره عن الصراع العربي الإسرائيلي، بعد أن عاش مع الفدائيين الفلسطينيين في غور الأردن.
كان الأستاذ ألفريد فرج واحدا من الذين شاركوا في توقيع بيان المثقفين مع توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وثروت أباظة (1972)، وهكذا بدأت جذور القطيعة بينه وبين نظام السادات وآثر العمل خارج مصر، حيث عمل مستشارا للتليفزيون الجزائري في وهران (1973)، فمستشارا للإدارة الثقافية في وزارة التعليم الجزائرية (1974)، ثم انتقل إلى لندن (1979)، وعمل في الصحف العربية الصادرة في العاصمة البريطانية، كما قام بالتدريس في جامعات لندن، واكسترا، وأكسفورد، وبرلين، وباريس، وشارك في كثير من الفعاليات الثقافية والمسرحية في أوروبا في ذلك الوقت.
نال الأستاذ ألفريد فرج منحة دراسية من اليونسكو لمدة ستة شهور (1976)، كما نال منحة أخري من الأكاديمية الألمانية للتبادل الثقافي للتفرغ لمدة سنة في برلين الغربية (1983 ـ 1984)، كان الأستاذ ألفريد فرج من المهتمين بالكتابة عن فن المسرح نفسه، وقد أصدر في 1966 كتابه الشهير «دليل المتفرج الذكي إلى المسرح»، كما نشر (2005) كتابا عن ذكريات كواليس المسرح المصري بعنوان «شارع عماد الدين: حكايات الفن والنجوم». عاد الأستاذ ألفريد فرج إلى مصر (1986) ولقي كثيرا من التكريم، وكتب في مجلة «المصور»، ثم أصبح واحدا من كتاب الأعمدة الأسبوعية في «الأهرام»، ونشرت هيئة الكتاب أعماله الكاملة في عشرة مجلدات ضمت أعماله المسرحية وترجماته ومقالاته، وقد رأس الأستاذ ألفريد فرج لجنة المسرح في المجلس الأعلى للثقافة حتى وفاته.
وفي مستوي الجوائز نال ألفريد فرج جائزة سلطان العويس من دولة الإمارات العربية المتحدة (1991)، ونال جائزة الدولة التقديرية (1992)، كما نال جائزة القدس من الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، ودرع الرواد لمسرح الخليج بالكويت (1988)، وكرم في مهرجان القاهرة التجريبي (1989)، ومهرجان قرطاج.
واصل إبداع الأستاذ ألفريد فرج في مجال المسرح ولقيت مسرحياته حظها من العرض، حتى إنه عندما توفي كان المسرح القومي يعرض مسرحيته «الأميرة والصعلوك» بإخراج نور الشريف، كما عرضت له مسرحيات كثيرة على مسارح الدول العربية، وفي فرق الأقاليم، نشر شقيقه نبيل فرج بعد وفاته سيرة ذاتية له بعنوان «ذكريات وراء القضبان»، وكان قد نشرها قبل ذلك في مجلة محدودة التوزيع، وقد تدارسها الدكتور محمد الجوادي في كتابه «تحت الأرض وفوق الأرض: غربة اليسار المصري».
آثاره:
المسرحيات:
ـ سقوط فرعون.
ـ بالإجماع + 1.
ـ حلاق بغداد (عرضت 1964).
ـ سليمان الحلبي (عرضت 1965).
ـ عسكر وحرامية (عرضت 1966).
ـ على جناح التبريزي وتابعه قفة (1968)، وترجمت إلى الإنجليزية باسم «القافلة».
ـ النار والزيتون (1970).
ـ جواز على ورق طلاق (1973).
ـ الحب لعبة (1985).
ـ أقنعة القلق (1985).
ـ أغنياء فقراء ظرفاء (1989).
ـ غراميات عطوة أبو مطوة (المسرح القومي، 1994).
ـ الطيب والشرير (مسرح السلام بالقاهرة، 1998).
ـ الأميرة والصعلوك (المسرح القومي، 2003، 2005).
الروايات:
ـ حكايات الزمن الضائع في قرية مصرية (1977).
ـ أيام وليالي السندباد (1987).
المجموعات القصصية:
ـ مجموعة قصص قصيرة (1968).
ـ رسائل قاضي النبيلة (بغداد، 1981).
الدراما التليفزيونية للأطفال:
ـ بقبق الكسلان «للأطفال» (1966).
ـ رحمة وأمير الغابة المسحورة (سوريا، 1977، المسرح القومي للطفل بالقاهرة، 1990).
الدراسات والمقالات:
ـ دليل المتفرج الذكي إلى المسرح.
ـ الملاحة في بحار صعبة (مقالات).
ـ صور أدبية، مترجمة.
ـ أضواء المسرح العربي، (مقالات).
ـ دائرة الضوء، (مقالات).
ـ حكايات فنية، (مقالات).
ـ أحاديث وراء الكواليس، (مقالات).
ـ شرق وغرب.
ـ الناس في الحكايات، (مقالات).
تم النشر نقلا عن موقع مدونات الجزيرة
لقراءة المقال من مدونات الجزيرة إضغط هنا
للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا