الرئيسية / المكتبة الصحفية / محمد مصطفى بدوي الأستاذ النادر للأدبين العربي والإنجليزي معا

محمد مصطفى بدوي الأستاذ النادر للأدبين العربي والإنجليزي معا

كان الدكتور محمد مصطفى بدوي أستاذ الأدبين الإنجليزي والعربي (1925 ـ 1996) نموذجا فريدا بين أساتذة الأدب المصريين فقد تخصص حتى درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي لكنه مارس الأستاذية البريطانية في الأدب العربي ووصل فيها إلى حد متقدم من التقدير والتكريم حيث نال جائزة الملك فيصل في الأدب العربي في عامها الرابع عشر (1996) وقد فاز بها مع اثنين من أعلام دراسات الأدب العربي الدكتور شكري عياد (المتخرج 1940) والدكتور محمد يوسف نجم (المولود مثله في 1925 والمتخرج مثله في1946 ) وكان موضوع الجائزة في ذلك العام عن ترجمة الدراسات الأدبية، وكان الدكتور محمد مصطفى بدوي أول من حصلوا على هذه الجائزة من بين خريجي قسم اللغة الإنجليزية.

ولد الدكتور محمد مصطفى بدوي في الإسكندرية وتخرج في كلية اللغة العربية في آداب الإسكندرية في دفعة من دفعاتها المتقدمة (1946) ومن الطريف أن من كان يوازيه في كلية آداب جامعة القاهرة في قسم اللغة العربية هو الدكتور شاكر الفحام رئيس مجمع اللغة العربية السوري الذي فاز هو الآخر هو بجائزة الملك فيصل في عام 1989، نال الدكتور محمد مصطفى بدوي ما يسمى بدرجة الليسانس الممتازة وهي التي تؤهل للتبكير في التأهل للدراسات العليا وبالنسبة له فإنه لم يُبكر فحسب وإنما نال بعثة لدراسة الدكتوراه في بريطانيا، وعلى عادة الجامعات البريطانية فقد حصل أولا على درجة البكالوريوس من جامعة ليستر تم على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة بدفورد (1954) وكانت رسالته عن كولردج ناقد شكسبير وقد نشرت هذه الرسالة عام 1973.


عاد الدكتور محمد مصطفى بدوي إلى جامعته فعمل في جامعة الإسكندرية، لكنه في 1964 انتقل إلى جامعة أكسفورد لتدريس الدراسات العربية المعاصرة، وقد نال ما يسمى درجة الزميل في كلية سانت أنتوني الشهيرة في جامعة أكسفورد (1967 ـ 1969) وأصبح بعد ذلك عضوا فيما يُسمى بالمجلس الحاكم حتى تقاعد في عام 1996، وكان من تلاميذه في بريطانيا علماء من المعروفين في دراسات الأدب العربي وهما روجرآلن صاحب كتاب الرواية العربية، وساسون سوميخ أستاذ الأدب العربي في جامعة تل أبيب، كان الدكتور محمد مصطفى بدوي من الواعين والفخورين بتقاليد الأزهر الجامعية والبحثية المستمدة من قيم العقيدة الإسلامية وتراث الحضارة الإسلامية. وقد خصص من ماله وقفا لجائزة تمنحها جامعة أكسفورد وتسمى “جائزة مصطفى بدوي في الأدب العربي المعاصر” لأفضل مقالة عربية في الدراسات العربية المعاصرة تظهر فيها الأصالة والمهارة والحساسية.

شغل الدكتور محمد مصطفى بدوي مواقع أكاديمية مهمة، مديرا لمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أكسفورد ورئيسا للجنة الدراسات العليا بها، عضوا في مجلس إدارة الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط، كذلك فقد أسس الدكتور محمد مصطفى بدوي مجلة الأدب العربي الصادرة باللغة الإنجليزية في هولندا وأشرف على تحريرها. كما كان الدكتور محمد مصطفى بدوي فاعلا في مشروع تاريخ كمبريدج للأدب العربي المعاصر الذي صدر بالإنجليزية 1996 وترجم للعربية في 2002. وعلى وجه العموم كان الدكتور محمد مصطفى بدوي نافذة لبريطانيا وقراء الإنجليزية على اللغة العربية وآدابها وأعلام هذا الأدب حتى توفي في 2012 عن 87 عاما، وقد عرف القراء العرب اسم الدكتور محمد مصطفى بدوي من خلال عدد من الترجمات المهمة التي طبعت على نطاق واسع في مصر:

– كان أهمها بالطبع كتاب “مبادئ النقد الأدبي” للناقد المعروف ريتشاردز، وهو الكتاب الذي منح عن ترجمته الرائعة له جائزة الملك فيصل
– وكتاب ريتشاردز الآخر “العلم والشعر”
– “الإحساس بالجمال” لجورج سانتايانا وقد طبع “الإحساس بالجمال” أكثر من مرة في مكتبة الأسرة
– مأساة الملك لير” من أعمال شكسبير “.
– “الحياة والشاعر ” لستيفن سيندز
– “الشعر والتأمل” لهاملتون
– “الفكر العربي المعاصر” لجورج وطسون

وقد نشر المشروع القومي للترجمة من كتبه: مبادئ النقد الأدبي والعلم والشعر في مجلد واحد، والخيال في الفلسفة والأدب، والمسرح والدراما العربية المبكرة (بترجمة وتقديم جمال عبد المقصود).

ومن مؤلفاته بالإنجليزية
– مقدمة نقدية في الشعر العربي الحديث
– خلفية شكسبير
– نشأة الأدب المسرحي العربي الحديث

جهده في تعريف قراء الإنجليزية ببعض الأعمال العربية المهمة التي ترجمها
– سارة لعباس العقاد
– أغنيه الموت والسلطان الحائر لتوفيق الحكيم
– قنديل أم هاشم ليحيى حقي
– اللص والكلاب لنجيب محفوظ.

كتبه المؤلفة بالعربية عن الأدب البريطاني
– أهمها كتابه عن كولردج (1772-1834) والذي نشر في سلسلة نوابغ الفكر الغربي التي كانت تصدرها دار المعارف وقد جعله واسطة العقد في النقد الأدبي في إنجلترا عارضا نظرياته في النقد والشعر والخيال والأحلام فضلا عن آرائه الفلسفية والعربية وقدم في هذا الكتاب ترجمة لأربعة عشر نصا من كتابات كولردج .
– قضية الحداثة ومسائل أخرى في النقد الأدبي (1999)

 

 

 

 

 

تم النشر نقلا عن موقع مدونات الجزيرة

لقراءة المقال من مدونات الجزيرة إضغط هنا

للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com