تعرف حياتنا الثقافية عددا من المذيعين الشعراء البارزين، كما تعرف عددا من المذيعين الممثلين لكن أحمد خميس هو الذي جمع الأمجاد الثلاثة فهو الشاعر الممثل المذيع. هو في الأصل شاعر كبير عرف بلقب “شاعر الروابي الخضر” نسبة إلي أشهر قصائده، وإلي هذه القصيدة أيضا تنسب مجموعته الشعرية.
ومع أن شهرة أحمد خميس الفنية في التمثيل طغت علي شهرته الشعرية فإن أشهر صورة له في أذهان المثقفين أنه هو صاحب تلك القصيدة التي تغني بها الموسيقار محمد عبد الوهاب، وقد اشتهرت بين عامة المستمعين باسم آخر هو “ليالى الشرق” وهو مطلع القصيدة، ومن الطريف أن الإذاعي الكبير وجدي الحكيم اتخذ أبياتها الأولي المغناة لحنا مميزا لسهرته الإذاعية الشهيرة «ليالي الشرق» في إذاعة صوت العرب.
ومع أن أحمد خميس بدأ حياته العامة بكتابة الشعر والأدب؛ و عرف اسمه على نطاق واسع، لكنه لم يترك من الدواوين إلا مجموعة شعرية أصدرها عام 1995 وسماها كما ذكرنا باسم أشهر قصائده. و مجموعة أخرى “رباعيات أحمد خميس”. ولد أحمد خميس في 12 يناير 1925، اسمه بالكامل أحمد حافظ خميس.
نبدأ بقصته مع الوظائف، التحق أحمد خميس في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي بدار الإذاعة البريطانية مع الفنان الكبير محمود مرسى والعالم الكبير د. يوسف عز الدين عيسى حيث شاركوا في تأسيس القسم العربى من هذه الإذاعة العريقة: أحمد خميس مذيعاً، ومحمود مرسى مخرجاً، ويوسف عز الدين عيسى مؤلفاً درامياً.
وبعد سنوات قليلة دفعهم حب الوطن أن يتركوا مناصبهم احتجاجا على العدوان الثلاثي على مصر (فى التاسع والعشرين من أكتوبر 1956) الذي اشتركت فيه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وقد اتخذ هؤلاء المبدعون قرارا فوريا بالعودة إلى مصر. وبدأ أحمد خميس بالعمل الإذاعي في الإذاعة المصرية وكان من مؤسسي إذاعة الإسكندرية مع حافظ عبد الوهاب، وترقي في وظائف الاذاعة حتى أصبح مديرا عاما باتحاد الإذاعة والتليفزيون، كما عمل موظفا في إذاعة ألمانيا. و في تونس، بعد سنوات قضاها أحمد خميس مذيعا بالإذاعة المصرية تركها متفرغا لفن التمثيل وكان قد بدأ عمله في السينما عام 1961، حين قام بأول بطولة سينمائية له، في فيلم «رسالة إلي الله» مع مريم فخر الدين، ومن إخراج كمال عطية.
وقدم أول دور له في فيلم بعنوان “رسالة إلى الله”، وسرعان ما أصبح واحدا من نجوم التمثيل في الإذاعة والسينما والتليفزيون، و واحداً من أكثر الممثلين اقتداراً، وقد أثبت أنه يمتلك موهبة استثنائية، وأداء راقياً في أعماله وشخصياته التي اتسمت بالعمق والطيبة في معظمها، لكنه انتقل من الأدوار الأولى إلى الأدوار المساعدة، وقد عرف عنه أنه لم يكن يهتم بمساحة الدور بقدر اهتمامه بتقديمه بأفضل طريقة ممكنة، وكأنه كان يرغب في أن يجرب كل الأدوار على طريقة الشعراء الذين يكتبون في كل الأغراض.
كانت بداية أحمد خميس في السينما كما ذكرنا من خلال فيلم “رسالة إلى الله” وأُتيحت له بعد ذلك الفرصة لأداء أدوار البطولة المطلقة، لكنه عاد كما أشرنا إلى الأدوار الثانية التي تميَّز فيها بصوته القوي، ونطقه الصحيح المميَّز، كما اشتهر بأدائه لأدوار الأب ذي المركز الأدبي العالي وصاحب الخلق القويم وكان هذا متوافقا مع ما تحمله ملامح وجهه من وقار وهيبة.
قدم أحمد خميس أكثر من 140 عملاً خلال مسيرة استمرت أربعة وأربعين عاماً، من أشهرها:
- “الأيدي الناعمة” عام 1963
- “الحب فوق هضبة الهرم”
- “الرجال لا يتزوجون الجميلات”
- “الرقص مع الشيطان” 1993
- “الشك يا حبيبي” 1978
- “الصعود إلى الهاوية”
- “العائلة الكريمة”
- “النمر الأسود”
- “أنا وهو وهي” 1964
- “عفوا أيها القانون” 1985
- “عنتر بن شداد”
- “فارس بني حمدان”
- “فجر الإسلام”
- “فيلم ثقافي” 2000
- “قاتل ماقتلش حد”
- “وثالثهم الشيطان”
- “وداعاً أيها الليل”
- “ولاد الإيه”
وكان آخر ظهور لأحمد خميس في فيلم “إنت عمري” عام 2005.
كما خاض تجربة تمثيل المسلسلات ، وقدم أعمالاً كثيرة منها - “رأفت الهجان”
- و”ضمير أبله حكمت”
- و”ألف ليلة وليلة”
- “من الذي لا يحب فاطمة”
كما شارك أحمد خميس في عددٍ من المسلسلات الخليجية.
ومع أن أحمد خميس لم يخض تجربة التمثيل في المسرح، فإنه ألف مسرحية واحدة بعنوان “إنهم يقتلون الحمير”.
أبرز محطات شعر أحمد خميس مع نجوم الغناء: - «الروابي الخضر» التي لحنها محمد عبد الوهاب وغناها.
- غنى له فريد الأطرش قصيدة «البعث الجديد» تمجيداً لثورة يوليو فى عيدها السادس.
- غنت له سعاد محمد «موكب الخالدين» من ألحان رياض السنباطي.
- غنت له نجاة علي “عاشق السهر” من ألحان محمد فوزي.
- غني له أحمد عبد القادر «إلي حسناء السودان».
- غنت له المطربة نازك “أنا وأنت والليل والقمر” من ألحان حسين جنيد.
- غني له شفيق جلال وغنت من أشعاره الفنانة لور دكاش و نجاح سلام وإيمان الطوخي.
- لحن الفنان أحمد صدقي بعض أشعاره.
كان أحمد خميس عضوا في اتحاد الكتاب المصريين، وعضوا في المجالس القومية المتخصصة بمصر. وتوفي أحمد خميس في 12 اكتوبر 2008، ودُفن في مقابر الأسرة بالجيزة في طريق الفيوم.
تم النشر نقلا عن موقع مدونات الجزيرة
لقراءة التدوينة من موقع مدونات الجزيرة إضغط هنا
للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا