قرب نهاية السبعينيات من القرن الماضي وفي أثناء انعقاد المؤتمرات التأسيسية للحزب الوطني الديموقراطي الذي أسسه الرئيس السادات تلقيت دعوة سريعة على هامش مؤتمر الشباب الأول لذلك الحزب للالتقاء مع نجم مسلسلات الشرق الوسط سمير عبد العظيم الذي كان يستكشف موضوعات جديدة للمقاربة ومنها أن يحول كتبي ومشروعات كتبي الشهيرة في ذلك الوقت عن العلماء إلى مسلسل أو عمل درامي وبقدر ما كان هذا الفنان العظيم متحمسا للفكرة فقد كنت بأفقي المحدود أو الملتزم متحفظا عليها إلى أبعد الحدود.
كان سمير عبد العظيم (1943 ـ 2001) في ذلك الوقت واحدا من أبرز رموز الكتابة الإذاعية الدرامية في آخر عقود سيطرة الازدهار الإذاعي، أي قبيل نهاية تفردها بالمجال المسموع، وعلى مدى فترة غير قصيرة كان هو النجم الأكثر انتشارا وحضورا بين كتاب الدراما الإذاعية، على الرغم من تعددهم وتنوع أعمالهم وإبداعاتهم، وقد استطاع الاستحواذ على هذا المجد الكبير في فترة الذروة للفن الإذاعي قبل أن يستولي إنتاج الفيديو على ساحة المشاهدة ومساحاتها، وقد عرف اسم سمير عبد العظيم على نطاق واسع بفضل مسلسلاته التي تواصلت إذاعتها في إذاعة الشرق الأوسط، وبمسلسلاته السنوية في شهر رمضان، وكانت مسلسلاته في أغلبها أعمالا مشوقة ذات أسلوب محبب إلى الجماهير.
ومن الناحية الفنية فقد تميزت نصوصه بالقدرة على التشويق من دون اللجوء إلى الغرائبية أو الوقوع في كمين المصادفة، أو الاعتماد عليها، كما تمكنت أعماله من مقاربة المشكلات الاجتماعية في عصره بفكر معتدل غير بعيد عن خطابات الإصلاح التقليدية من دون الوقوع في أسر الخطابة أو الوعظ أو الحلول الأيدولوجية الصارخة، وفضلا عن هذا فقد كانت مفرداته بسيطة ومعبرة وكان من مهاراته الذكية أنه لم يكن يضطر نفسه إلى إعادة إنتاج الأفكار المتداولة معتمدا في هذا على ما وعته الذاكرة العامة من مجريات الأحداث وتطورها.
وقد نجح في أن يقدم نصوصه وأفكاره من خلال أكثر من شكل مستفيدا من الشهرة والذيوع التي كانت الإذاعة والسينما تدعمان بها إنتاجه الفني، وهكذا أعاد كتابة مسلسلاته في صورة أفلام على الرغم من تباين الأدوات الفنية في الشكلين كما نجح في تقديم أعمال روائية عن موضوعات أقرب إلى التسجيل والتوثيق من دون رسم حدود فاصلة بين أسلوبيه في هذين الميدانين.
ولد سمير عبد العظيم في محافظة الشرقية في 20 يناير 1943، وتلقي تعليما مدنيا تقليديا، وحصل على ليسانس الآداب، وعلى بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية. عمل في بداية حياته في وكالة أنباء الشرق الأوسط، ثم في وزارة الشباب، وسرعان ما استقر في إذاعة الشرق الأوسط (1967)، وتدرج في وظائفها حتى وصل إلى منصب نائب رئيس هذه الإذاعة.
أشهر أعماله السينمائية «أفواه وأرانب» الذي قام بإخراجه بركات، وقامت ببطولته فاتن حمامة مع محمود ياسين، وقد حقق نجاحا كبيرا مما ساعد على تحويله إلى مسلسل تليفزيوني شاركت في بطولته إلهام شاهين. ظل سمير عبد العظيم يقدم مسلسل إذاعة الشرق الأوسط خلال شهر رمضان لمدة 12 عاما، وقد تم تحويل مسلسلاته جميعا إلى أفلام سينمائية، وحققت أغلبها نجاحا جماهيريا كبيرا، كما قام كذلك بكتابة عدد من المسلسلات والسهرات الإذاعية التي تتناول قصص حياة كبار الفنانين والمبدعين.
ومن أعماله السينمائية الناجحة جماهيريا سلسلة أفلامه مع عادل إمام قبل أن يرتبط عادل إمام بمؤلفين آخرين، ولا تزال هذه الأفلام تحظى بقبول معقول: «شعبان تحت الصفر»، و«المتسول»، و«رمضان فوق البركان»، و«على باب الوزير». في ميدان المسرح كتب سمير عبد العظيم لفرقة الفنانين المتحدين مسرحية واحدة هي «الواد سيد الشغال» بطولة عادل إمام، وقد تحولت إلى عمل من أهم الأعمال الجماهيرية لهذا الفنان ولهذه الفرقة، وقد حققت هذه المسرحية نجاحا ماديا كبيرا، واستمر عرضها لمدة ثماني سنوات. في أخريات حياته قام سمير عبد العظيم بتأسيس فرقة مسرحية قدمت عروضها على مسرح النهر بالجزيرة، وقدم من خلالها خمس مسرحيات من تأليفه.من آثاره:
ـ قصة حياة طه حسين.
ـ أم كلثوم.
ـ محمد فوزي.
ـ سمعة، عن حياة إسماعيل يسين.
ـ اليتيم، عن حياة عبد الحليم حافظ.
ـ شعبان تحت الصفر.
ـ المتسول.
ـ رمضان فوق البركان.
ـ على باب الوزير.
ـ أفواه وأرانب.
ـ كفر نعمت.
ـ الشك يا حبيبي.
ـ لست شيطانا ولا ملاكا.
ـ الصبر في الملاحات.
ـ عفوا ممنوع الانتقام.
ـ الإمبراطور أبو الدهب.
من مسرحياته:
ـ الواد سيد الشغال.
ـ تصبح علي خير يا حبة عيني.
فلاح في مدرسة البنات.
ـ أربعة غجر والخامس جدع.
ـ لا مؤاخذة يا منعم. ـ ليلة الدخلة. تم النشر نقلا عن موقع مدونات الجزيرة
لقراءة المقال من مدونات الجزيرة إضغط هنا للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا