الرئيسية / المكتبة الصحفية / أحمد علام.. الممثل العربي الأمثل!

أحمد علام.. الممثل العربي الأمثل!

إذا كان هناك بين الممثلين الأوائل من يوصف بانه أكثرهم ثقافة فإنه أحمد علام. وإذا كان هناك بين الممثلين الأوائل من يوصف بأنه أكثرهم تعليما وأستاذية للفن فإنه أحمد علام. إذا كان هناك بين الممثلين الأوائل من يوصف بانه صاحب دور الرجل الكلاسيكي الأول أداء وإلقاء وقوة فإنه أحمد علام. فضلا عن هذا فإن أحمد علام هو الممثل المصري الذي اختير للقيام بدور السيد المسيح عليه السلام في فيلم حياة وآلام السيد المسيح الذي أنتج 1938 أما صورته الذهنية كممثل على الشاشة فهي أقرب صور الممثلين العرب إلى صورة الممثل الأمريكي الشهير المقارب له في العصر والعمر كلارك جيبل (1901-1960).

كان أحمد علام ينافس بأدائه وتمثيله أشهر نجوم الفن والغناء في عصره، وكان بمثابة “الوسط الحسابي المنضبط” ما بين يوسف وهبي بجهوريته وسطوته وتقمصاته ومبالغاته من ناحية وما بين الموسيقار محمد عبد الوهاب بصوته وأغانيه وألحانه، وكان علام يجمع كل مميزات هذين الفنانين باعتدال مع رجولة فارهة ومشاعر صادقة وفصحى راقية ونظرات واثقة. ولم يكن الفنان أحمد علام جنتلمان العصر بقدر ما كان عاشقاً لفن التمثيل. وقد عبرت ثقافته عن نفسها في أسلوبه الأخاذ في الإلقاء خاصة في الشعر، ولعل أبرز أدواره على المسرح: دوره في مسرحية شوقي الشهيرة «مجنون ليلي» وهو دور كاشف حتى الآن عن الموهبة الفنية الرفيعة، وقد حقق له بصمة واضحة في عالم المسرح.

ولد أحمد علام في 20 يوليو 1899 في سند بيس إحدى قرى القليوبية، و بدأ حياته العملية موظفا بوزارة العدل في محكمة طنطا، قبل أن يلتحق بفرقة عبد الرحمن رشدي (1920)، وفي هذه الفقرة ظهرت موهبته التي جعلته بعد ذلك المرشح المفضل لنجومية أكبر الفرق المسرحية التالية، وعلى سبيل المثال فإنه عندما كون يوسف وهبي فرقة رمسيس (1923) ضم إليها أحمد علام كما أنه انضم إلي فرقة فاطمة رشدي في مطلع الثلاثينيات، وما لبث هو نفسه أن أنشأ اتحاد الممثلين الذي لم يستمر أكثر من ستة شهور، ثم انضم  للفرقة القومية عند تكوينها، وظل بها بعد أن صارت «فرقة المسرح القومي» و حتي رحيله. وبالإضافة إلى ذلك فقد عمل أحمد علام فترة من حياته صحفيا بل وصاحب صحيفة وذلك عندما أصدر مجلة فنية باسم «مجلة الفنون» في منتصف العشرينيات.

الفنان أحمد علام كان صديقا للمفكر العربي الكبير الأستاذ أحمد أمين عميد كلية الآداب وكان هو نفسه، كما أشرنا، أبرز رواد التمثيل الذين مارسوا الأستاذية بمعناها الواسع، وقد تتلمذ علي يديه عشرات الممثلين المشهورين, حقق أحمد علام مكانته التعليمية من خلال أداء أدوار الأستاذية في مؤسسات متعددة : ففي بداية حياته الفنية عمل مخرجا للفرق المسرحية بالمدارس الثانوية، وكان ممن تتلمذوا علي يديه الفنان الراحل فاخر فاخر، كما عمل أيضا مدربا للتمثيل في جامعتي القاهرة والإسكندرية وهو ما أهله أيضا للاختيار مستشارا للتمثيل فيما سمي بجامعة الثقافة الحرة، كذلك فإنه عين مستشارا لفرق المسرح الإقليمي إلي جانب عمله في المسرح القومي. يذكر لأحمد علام أيضا دوره البارز في إنشاء نقابة الممثلين.

كان أحمد علام أحد الفنانين القلائل الذين حرصوا على تنمية ثقافتهم جنبا إلى جنب مع الاهتمام بموهبتهم، فكان يحرص على متابعة القراءة والاطلاع وكانت له مكتبة ضخمة تضم مئات الكتب في الفن والأدب والفلسفة والتاريخ. ارتبط اسمه بأدوار العشاق والمحرومين إلى حد أن كلاسيكيات تاريخ المسرح والحياة الاجتماعية تروي أن سيدات المجتمع كن يتسابقن على حجز البناوير والألواج ذات الستائر الحريرية لمشاهدة أدائه، وكن يبكين بالدموع تأثرا بهذا الأداء.

ظل أحمد علام صاحب مكانة متقدمة بين رواد المسرح منذ مسرحيته الأولي التي عرضت على مسرح الأوبرا عام 1918 باسم «النائب»، وحتى آخر مسرحياته في مطلع الستينيات باسم «الموت في اجازة»، وكان له تألقه الملحوظ في مسرحية «دموع إبليس» التي كتبها فتحي رضوان وعرضت على مسرح الأوبرا في نهاية الخمسينيات. من أعماله الخالدة أدواره قي «مجنون ليلي»، و«مصرع كليوباترا»، و«شجر الدر»، و«عنتر بن شداد»، و«شهريار»، و«قيس وليلي»، و«غروب الأندلس»، ومسرحيات للشاعر عزيز أباظة، نال وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولي في عيد العلم الثاني. توفي أحمد علام في 2سبتمبر 1962.

تم النشر نقلا عن مدونات الجزيرة

لقراءة التدوينة من موقع الجزيرة إضغط هنا

للعودة إلى بداية التدوينة إضغط هنا

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com