الرئيسية / المكتبة الصحفية / مواجهتان عابرتان بين توفيق الحكيم وبهاء الدين وهيكل

مواجهتان عابرتان بين توفيق الحكيم وبهاء الدين وهيكل

كانت بين توفيق الحكيم ومحمد حسنين هيكل علاقة قوية لم تمتد إلى آخر سنوات توفيق الحكيم في الحياة، وقد استثمر هيكل وحواريوه هذه العلاقة بأقصى ما يمكن من الغدر والانتهازية والتجاوز والتسلق. ولكن طبيعة وحقيقة هذه العلاقة في حاجة إلى مزيد من التحليل خصوصا مع وضوح رؤية توفيق الحكيم وإعلان رأيه في الرئيس جمال عبد الناصر وعيوب عصر الرئيس جمال عبد الناصر.

من الطريف أن الدكتور سيد أبو النجا الذي كان أكثر الناس مجاملة لهيكل ومراعاة لأحاسيسه وبخاصة إحساسه بالألوهية قد حدثنا في الجزء الثاني من مذكراته “ذكريات عارية” عن موقف عابر من هذه العلاقة: ” … ويذكر صاحبنا (أي الدكتور سيد أبو النجا نفسه) جلسة للجمعية العامة في الأهرام -وكان صاحبنا يحضرها عن دار المعارف- علق فيها توفيق الحيكم علي نقص في توزيع الكتب الثقافية، جاء في تقرير لصاحبنا”، فقال مازحا لهيكل: ” كل هذا بسبب عبد الناصر بتاعك”. “رد عليه هيكل ساخرا: لو قلت هذا في عهده لكان شجاعة منك، أما وأنت تقوله الآن فهذا شيء آخر؟

“وأراد أن ينصرف إلى جدول الأعمال ولكن الحكيم استوقفه قائلا: كنت لا أستطيع أن أقول ذلك في عهده خوفا من النفخ والواحات، أما وقد انطلقت الحرية في عهد أنور السادات فقد أصبح في وسعي أن أقوله”. ثم قال الحكيم عبارة من عبارات الحسم: “وأنا لست فدائيا وإنما أنا مفكر”

ونأتي إلى القصة الثانية وهي قصة شكوى أحمد بهاء الدين كنقيب للصحفيين من احتكار هيكل للأخبار:
ومن دون مقدمات طويلة فسوف نقرأ في هذه التدوينة نص رسالة الأستاذ أحمد بهاء الدين (كنقيب للصحفيين)، وهي الرسالة التي كان قد بدأ (بعد أفول سلطة هيكل) يعتز بها وبأنه أرسلها في الستينيات إلى الأمين العام -المساعد للاتحاد الاشتراكي- للاحتجاج على انفراد جريدة الأهرام بالأخبار المهمة على الدوام بسبب ما كانت تتيحه علاقة محمد حسنين هيكل بالسلطة. من العجيب أن أحدا بما في ذلك أحمد بهاء الدين نفسه لا يذكر اسم من قدمت له الشكوى وكأنها قد قدمت لقلم المحضرين في محكمة ما من محاكم الوادي.

القاهرة في 27 سبتمبر 1967
السيد الأمين العام المساعد للاتحاد الاشتراكي العربي.
بعد التحية:
تلقى مجلس نقابة الصحفيين مذكرة من الأستاذ سعيد سنبل عضو المجلس ومدير تحرير جريدة أخبار اليوم، وبرقية من الجماعة القيادية لمؤسسة دار التحرير تعرضان على المجلس موضوع (انفراد جريدة الأهرام دون سائر الصحف بنشر الأخبار ذات الطابع القومي) وما يترتب على ذلك من آثار بالنسبة للرأي العام وبالنسبة للمؤسسات الصحفية الأخرى. وقد ناقش المجلس هذا الموضوع، وفوضني أعضاء مجلس النقابة في أن أنقل إلى سيادتكم الملاحظات التالية بعد أن تداولوا فيها:

1- أن الأخبار ذات الطابع القومي الهام، كخبر محاولة بعض القادة السابقين استعادة مراكزهم في القوات المسلحة عن طريق القوة، يفترض فيها أن تكون حقا للرأي العام كله، وبالتالي لكل قراء الصحف فلا ينفرد بها قراء صحيفة دون أخرى.

2 – أن تكرار تخصيص صحيفة واحدة بهذه الأنباء الخطيرة دون سائر الصحف ينعكس على الصحف:
* إذ يرون أنفسهم محرومين من المشاركة في النشاط الصحفي على نفس المستوى،
* ويسيء ثانيا إلى حالة سائر الصحف من حيث أنه يهبط بتوزيعها ويصرف القراء عنها،
* ومن حيث أنه يهبط بمورد إعلاناتها بناء على إحساس المعلن بهبوط توزيع هذه الصحف وبعدم أهميتها.
* ومن حيث أنه لا يضع سائر محرري الصحف في شتى المستويات على قدم المساواة إذ يجعل شتى مصادر الأخبار تتجه إلى أن تخص جريدة دون غيرها.

3- أن الأثر قد تعدى المحررين إلى سائر العاملين في شتى المؤسسات الصحفية الأخرى من عمال وموظفين، إزاء تأثر ميزانيات صحفهم وعجزها عن تحقيق الأرباح التي تسمح لها بالتوسع والمنافسة ومكافأة العاملين. ومجلس النقابة يعرض على سيادتكم هذا الموضوع لإبداء الرأي فيه ورفعه إلى الجهات المسؤولة.
أحمد بهاء الدين

انتهت الرسالة ونحن نتساءل مع قراء التدوينة عن معنى ومغزى الجملة الأخيرة: ورفعه إلى الجهات المسؤولة.

لقراءة المقال من مدونات الجزبرة نت اضغط هنا

تم النشر نقلا عن موقع الجزيرة نت

ولقراءة المقال من مدونات الجزيرة إضغط هنا

للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com