الرئيسية / المكتبة الصحفية / مقالات ماقبل الجزيرة / الدستور / فضل إحسان عبد القدوس على ثورة يوليو

فضل إحسان عبد القدوس على ثورة يوليو

 

 

 

 

كانت كتابات إحسان عبد القدوس عن الأسلحة الفاسدة من أقوى أسباب قيام ثورة 23 يوليو  ونجاحها .

وبسبب هذه الكتابات تعرف إحسان عبد القدوس إلي جمال عبد الناصر وزملائه قبل ثورة 1952، وهكذا ظهر كأحد الصحفيين القريبين من مجلس قيادة الثورة عند قيامها، وإليه يرجع الفضل في كثير من الخطوات التي ثبتت بها الثورة أقدامها بعد قيامها ، وهو الذي أشار بتكليف علي ماهر برئاسة الوزارة علي سبيل المثال ، كما أنه هو الذي اصطحب السادات للقاء علي ماهر،  كما أنه هو الذي أشار بكثير من الاستراتيجيات والتمكينات التي أدت إلي نجاح العهد الجديد ، ومع هذا فقد انحاز للديمقراطية بوضوح منذ وقوع أزمة مارس ، وبسببها وٌضع في السجن لمدة ثلاثة شهور  (1954)  بعد أن كشف في مقال  ” الجمعية السرية التي تحكم مصر ”  بوادر ما وصف بأنه “ميكيافيللية عبد الناصر” في أزمة مارس ، وقد كتب إحسان في هذا المقال:

” مَنْ يحكم مصر منذ قيام حركة الجيش؟ إنه مجلس الثورة؟ ” .

” ماذا تعلم أنت عن مجلس الثورة وما يدور فيه ؟ وماذا يعلم عنه أي مصري سواء كان مقرباً من أعضاء هذا المجلس ، أو مبعداً عنهم؟! ” .

” لا شيء.. لا شيء البتة!! ” .

” إنه جمعية سرية لاتزال كما كانت قبل الحركة تعمل تحت الأرض ، ويجتمع أعضاؤها بالنهار والليل ، لا يعلم أحد عما يتحدثون وماذا يقررون! ” .

” وكان هذا هو الخطأ الأول والأكبر ” .

” فأعضاء مجلس الثورة لم يستطيعوا- دون قصد منهم – أن يفرقوا بين وضعهم قبل الحركة ، ووضعهم بعد الحركة ، ولم يستطيعوا أن يفرقوا بين واجبهم كجماعة تعمل لقلب نظام الحكم ، وجماعة تعمل لاستتباب نظام الحكم ، ولم يستطيعوا أن يفرقوا بين الأيام التي عاشوا فيها يخافون القانون والبوليس والمخابرات ، والأيام التي جمعت في أيديهم القانون والبوليس والمخابرات ” .

” كانوا قد تعودوا العمل كجمعية سرية ، وارتاحوا إلي هذه الطريقة في العمل ونجحوا فيها، فلم يحاولوا تبديلها أو تعديلها، وظلوا دائما بعيدين هناك وراء الجدران ، حيث لا يراهم أحد ولا يسمعهم أحد ، ويصدرون قراراتهم فجأة بلا مقدمات كأنها منشورات سرية لا يدري أحد من أين صدرت ولا كيف نوقشت قبل أن تصدر ” .

” وكان الشعب في فرحته بالثورة خلال أيامها الأولى يتلفت باحثاً عنهم فلا يجد أحدا منهم إلا محمد نجيب ” .

” وكنا جميعا نعلم أنه ليس محمد نجيب الذي يحكم ، وكنت خلال هذه الأيام ألح عليهم إلحاحاً مستمراً ليظهروا أمام الشعب ، وكتبت في ” روز اليوسف ”  وفي ” المصري ” أكثر من مقال أطالبهم بأن يتقدموا بأشخاصهم وبأوضاعهم إلي الناس ، لا ليصفقوا لهم، بل ليحاسبوهم علي أعمالهم “.

” ولكنهم أصروا علي أن يظلوا جمعية سرية . وكان جمال عبد الناصر يبدو في جريدة مصر السينمائية جالساً في الصف الثالث أو الرابع ، وكان صلاح سالم لا يظهر أبدا، وكان الوحيد الذي يظهر في المشاورات السياسية هو أنور السادات ” .

” وكانوا يعتقدون أن في بقائهم وراء الجدران إنكارا لذواتهم يجب أن يحمده لهم الناس” .

” وكان من واجب الناس أن يحمدوا لهم هذه الأفكار، لو لم تكن السلطة في أيديهم فعلا، ولو لم يكن من حق الشعب أن يعرف صاحب السلطة عليه حتى يحاسبه، ولو لم يكن الوحيد الذي يملك السلطان وليس لأحد حساب عليه هو الله؟!! ” .

نٌشر بتاريخ : 2012/11/25

ولقراءة مقال : مقال احسان عبد القدوس عن الجمعية السرية التي تحكم مصر .. اضغط هنا

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com