عظمة شباب الثورة

 

 

 

يحلو لكثير من أصحاب الأقلام أن يتحدثوا عن الاختلافات الشديدة بين شباب الثورة، ومن الحق أن نقول إن هذه الاختلافات في واقع الأمر تمثل سراً من أسرار نجاحهم وسراً من أسرار نجاح الثورة أيضا ذلك أنها تعكس حقيقة الطيف الواسع الذي ينتمي إليه هؤلاء الشباب وأن هناك قواسم مشتركة بين أفراد هذا الطيف الواسع وأنه لولا هذه القواسم ما أمكن لهؤلاء أن يجتمعوا في 25 يناير .

يرد البعض علي هذا المعني الذي كررته في كثير من المواقع فيقولون إن هناك عوامل كثيرة كان معظمها راجعاً إلي النظام السابق وعناده هي التي أدت إلي تجميع هؤلاء ، وأرد علي هذا فأقول إن هذه العوامل هي التي حركت لحظة الصفر من 6 أبريل 2008 حتي25يناير2011، ذلك أن أقطاب 6إبريل كانوا يريدون إصلاحاً وعلاجاً فإذا بهم يدركون حقيقة إن النظام لا يريد الإصلاح ولا العلاج وأنه يظن أن ما آل إليه هو غاية المراد.. علي حين كان الذين انضموا إلى 6 ابريل أكثر بأسا من النظام ، ولهذا فإنهم صبغوا 25 يناير بالصبغة التي انتهى إليها في11 فبراير.

يقولون إن ما أعقب 11 فبراير كان أقل بكثير مما تحقق.

وأرد علي هذا فأقول:  قد يكون هذا صحيحا من ناحية الإنجاز المادي لكن ما أعقب11 فبراير وحتي الآن صقل الثوار سياسيا ، وجعلهم يعرفون أموراً كثيرة من أمور الدولة ، صحيح أنهم لايزالون مخدوعين في بعض الشخصيات العامة ، لكن الزمن كفيل بكشف الستار عن هذه الشخصيات التي أجادت التزلف للثوار ونالت علي أيديهم ما لم تكن تناله لا بمجهودها ولا بفساد النظام السابق.

صحيح كذلك أن شباب الثورة شغل نفسه بتخليص بعضه من الشباك التي ألقيت عليه لتضعه في كمين الإجابة عن أسئلة سوفسطائية من قبيل (الدستور أولا أم الانتخابات أولا….الخ) لكن طريقة تعامل السياسيين مع هذه الأسئلة كشفت لشباب الثورة كثيراً من العبث السياسي الذي يمارسه مَنْ يصفون أنفسهم بالفقه أو الكبر أو الخبرة مع أنهم لا يخرجون في مناقشاتهم عن أصول السفسطة التقليدية.

بقي في مقام الحديث عن شباب الثورة أن نشير إلي ما يتمتعون به من قبول للآخر وهي سمة لم تتوافر في أي ثورة سابقة ، وقد وصل الحد بشباب الثورة في قبول الآخر إلي مرحلة خطرة بات المؤرخون يخشون عليهم منها ، لكني أثق في أن الله يحمي شباب الثورة بنياتهم وحبهم للآخرين ، واحترامهم للرأي الآخر علي حين يتعذب الفاسدون حين يحصرون همهم في إيذاء الآخرين أو في إبعادهم عما يستحقون.

لكني مع هذا أتطلع إلي أن أري شباب الثورة يسيطرون علي مقاعد مجلس الشعب بعد أن يلغوا مجلس الشوري من أساسه.

نشر بتاريخ : 2011/7/5

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com